عبدالعزيز المعيرفي
تشهد محافظة العلا اليوم نهضة وتنمية غير مسبوقة تعزز من تحولها إلى وجهة سياحية عالمية وخاصة في ظل الجهود التي تبذلها الهيئة الملكية لمحافظة العلا لتطويرها وبما يتناسب مع مكانتها التاريخية والثقافية من خلال تنفيذ العديد من المشاريع والمبادرات لتهيئتها لاستقبال الزوار من أنحاء العالم.
وبالرغم من أن العمل لايزال جارياً في العلا على تطوير المرافق السياحية والبنية التحتية داخل المحافظة إلا أنني أعتقد أنه لابد أن يتم التركيز على إثراء تجربة السائح من كافة النواحي ولعلي هنا أركز على ناحيتين أولها تهيئة الطرق المؤدية للعلا وضرورة الإسراع في استكمال مشروع طريق المدينة المنورة تبوك السريع والذي يمر بالعلا وخاصة أن هذه الطرق شهدت وعلى مدار أعوام العديدَ من الحوادث الخطيرة وآخرها الحادث الذي تعرض له مجموعة من السياح البريطانيين (32 سائحًا) والذين أنهوا مناسك العمرة وكانوا متجهين من المدينة المنورة إلى العلا حيث تعرضوا لهذا الحادث، وهنا أتمنى أن تتضافر الجهود للإسراع في استكمال مشروع الطريق السريع والذي سيشكل نقلة نوعية ليس للعلا فحسب بل لكل سكان شمال غرب المملكة بما فيها مشاريع نيوم والبحر الأحمر وآمالا.
من المهم أيضًا التركيز على استحداث برامج وفعاليات ترفيهية ورياضية وإنشاء الوجهات السياحية التي تعتمد على الأنشطة وإشراك القطاع الخاص والأفراد كأصحاب المزارع مثلاً في أن يكونوا جزءًا من الوجهات التي يتم التسويق لها بشكل مستقل وكذلك دعم خيار إمكانية أن يقوم السائح المحلي -والذي عادة يأتي برفقة عائلته- باختيار المواقع السياحية التي يرغب بزيارتها دون إلزامه ضمن مجموعة سياحية وخاصة عندما نتحدث عن السياح المحليين من ساكني المناطق المجاورة للعلا كالمدينة المنورة وحائل وتبوك وجدة.
ولازلت أرى أن السكن في العلا يشكل معضلة لكل من يرغب بزيارتها فمحدودية خيارات السكن وارتفاع الأسعار كان السبب وراء تردد بعض من يرغب بزيارة العلا من المواطنين؛ ولذلك أعتقد أننا إذا أردنا تسريع وتيرة العمل وتشجيع السياحة الداخلية فلابد من العمل على تشجيع وجذب الاستثمارات في مجال الفنادق بمختلف مستوياتها لتوفير خدمات فندقية بجودة عالية وأسعار معقولة لتكتمل تجربة إثراء السائح المحلي والدولي وبذلك نكون قد سرعنا وتيرة تطوير العلا ورفع جودة الحياة فيها.