د.حماد الثقفي
هل تكون فارقة مع ترامب الذي يقتنص الفرص للثأر من إدارة بايدن ومن وقف في وجهه للآن؟، إذا كان ملك تويتر يقدم له على طبق من ذهب ملفات ساخنة قد تكون هالكة لكثيرين في حلبة الصراع الرئاسي للبيت الأبيض، ولاسيما بعد معركة البنتاجون واستقالة عدوته (بيلوسي) منها مؤخرًا، ولكن لما لم يعلن ماسك تلك الملفات قبل الانتخابات لتكون القاضية لبايدن وأعوانه، لتنقلب الطاولة لصالح (ترامب)؟. فقضية هانتر بايدن قديمة وتعود لمنتصف أكتوبر 2020، حين نشرت «نيويورك بوست»، قبل الانتخابات الأمريكية، تقريراً عن بيانات مثيرة للتساؤلات عثر عليها في كمبيوتر محمول نساه الابن «هانتر بايدن» بالربع الأول من 2019 في ورشة إصلاح في مدينة «ديلاوير» به عدد كبير من الرسائل الإلكترونية وصور ووثائق مالية تبادلها هانتر مع عائلته وشركائه، أدانت المنصة المتحيزة بموظفيها المنتمين للحزب الديموقراطي وتنفيذ ما يطلبه البيت الأبيض مقابل ما يطلبه الحزب الديموقراطي، وبيان مدى استغلال الابن نفوذه السياسي في ممارسة أعمال في دول أخرى، خصوصاً أكرانيا والصين، ليخرج استطلاع للرأي يؤكد أن 66% من الأمريكيين يعتبرون ذلك «قصة مهمة»، وأن الفساد قد يطال الأب العجوز متورطاً بطريقة ما في تعاملات نجله التجارية، وقد كان للمنصة رأي آخر بإخفاء الحقيقة المرة لتقرير «نيويورك بوست» عن هنتر بايدن قبل انتخابات 2020، وتقييد مقال للصحفي مات تايبي، الذي تم تزويده برسائل بريد إلكتروني أكدت إلى حد كبير ذلك لكن رآها البيت الأبيض وتويتر ادعاءات لم يتم التحقق منها بشأن أنشطة هنتر بايدن التي نشرها الصحفي بسلسلة من التغريدات القوية واجتذبت الآلاف من عمليات إعادة التغريد، حتى خاف موظفو تويتر من احتمال وجود عملية قرصنة روسية قبيل أسابيع من انتخابات 2020، حيث كان ينافس جو بايدن، والد هانتر بايدن، الرئيس الأمريكي حينها، دونالد ترامب.
قصة ملفات العصفور الأزرق تضمنت لقطات شاشة وصوراً تنتهك(سياسة المواد المخترقة) الخاصة بالشركة، وحينها غرد الرئيس التنفيذي «جاك دورسي» بأن حجب الروابط دون تقديم المزيد من المعلومات (غير مقبول). ثُم غيرت سياساتها بوضع تسمية على التغريدات لتوفير سياق بدلاً من حجب الروابط للقصص.
لكن نشر ماسك الجديد للعصفور وثائقها، تُمثل حربا على الإدارة السابقة، أوشبه انتقاد من إدارة البيت الأبيض الذي قد يكون ابتزازاً مالياً لعالم السياسة برؤوسه الفاسدة، ليقع ماسك والجمهوريين في اتهام مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) الذي جمع أدلة كافية لاتهام هانتر بايدن بارتكاب جرائم ضريبية والإدلاء ببيانات كاذبة لشراء سلاح، وبالاعتماد على شركات التواصل الاجتماعي لقمع قصص جهاز الكمبيوتر المحمول لهانتر، غرد ماسك الجمعة، أن تويتر تصرف «بأوامر من الحكومة»، في حين قال تايبي في سلسلة تغريداته: «لا يوجد دليل - رأيته - على أي تورط حكومي في قصة الكمبيوتر المحمول»، والاجابة ستأتي بعد 32 يوما للاستجواب الجمهوري حول القضية المثيرة للفساد، وقد وعد ماسك بكشف مزيد من «ملفات تويتر»، علماً بأن الابن المتهم بالفساد يخضع للتحقيقات الفيدرالية منذ عام 2018 بتهمة جنائية من سلطة المدعي العام الأمريكي في ولاية ديلاوير.. فهل سيكون الأمر بشرارة نهاية الرئيس؟، وهل ستكون فرصة للمثير والمشاغب «ترامب» للانتقام؟.. ربما.. وهل هذا انتصار لحرية المعلومات؟، أم بداية معركة جديدة بين القوى المتصارعة على ساحات البيت الأبيض؟.. سننتظر!!.