د.نايف الحمد
كان الفريق الأرجنتيني يستعد مع جماهيره للاحتفال ببلوغ نصف نهائي كأس العالم قبل أن يحتسب حكم مباراتهم أمام هولندا خطأ على حافة منطقة الجزاء في الدقيقة الـ 99.
المباراة كانت تسير بشكل مثالي لراقصي التانجو مع تقدمهم بهدفين نظيفين قبل نهاية المباراة بـ 11 دقيقة قبل أن يقلّص منتخب الطواحين الفارق لهدف ويبقي الجميع في حالة من الترقب لذلك الخطأ القاتل في نهاية الوقت بدل الضائع!
الهولنديون لم يسددوا الكرة باتجاه المرمى كما هي العادة رغم قربها من الشباك، بل خادعوا رفاق ليو و مرروا الكرة داخل منطقة الجزاء ليحققوا التعادل ويفرضوا وقتاً إضافياً على أكبر مرشحي البطولة ويُحدثوا الصدمة في أوساط متابعي المونديال.
الهدف الهولندي نزل نزول الصاعقة على عشاق مسّي والأرجنتين وتوقفت احتفالاتهم لكنها لم تلغها، بل تأجلت حتى قاد الحارس العملاق مارتنيز زملاءه لانتزاع بطاقة التأهل من علامة الجزاء بعد تصديه لثلاث ركلات ترجيحية.
مباراة مجنونة وملحمة كروية قدم فيها الفريقان درساً من دروس كرة القدم، وكيف للتفاصيل الصغيرة أن تلعب دوراً مؤثراً في نتائج مباريات كرة القدم.
المنتخب الأرجنتيني يشق طريقه بثبات نحو البطولة، وجماهير الكرة في العالم كانت تنتظر ماذا سيقدم ليو في آخر نسخة له، وهل سينجح في تكرار ما فعله الأسطورة ماردونا في مونديال 86 أم سيطوي صفحته الكروية دون أن يصل لهذا المجد الكبير.
المنتخب الأرجنتيني ومنذ أن تلقى الصفعة الأولى على يد الفريق السعودي البطل وهو يقدم مستويات متصاعدة، ويبدو أن تلك الصفعة كانت بمثابة جرس الإنذار لمسي ورفاقه، فعادوا ليحققوا أربعة انتصارات قبل مواجهة الفريق الكرواتي العنيد التي يأملون أن تنقلهم مقابلته لنهائي أجمل نسخة عرفتهاكرة القدم العالمية على الأرض العربية.
نقطة آخر السطر
حقق المنتخب المغربي انتصاراً كبيراً على الأراضي العربية بوصولهم لنصف نهائي كأس العالم.
الجميل أن هذا المجد وهذه المكانة العالمية لم تأتِ بضربة حظ، بل تحققت بعد أن قدم ليوث الأطلس أداءً رفيعاً وتفوقوا على منتخبات عالمية كبلجيكا وإسبانيا، وكان آخرهم البرتغال عندما حلّق النصيري عالياً وكشف أسوار لشبونة وسجل هدفاً رائعاً تفوق فيه على الدون كريستيانو رونالدو ورفاقه في أكبر إنجاز لفريق عربي أو أفريقي في تاريخ المسابقة.
قلوبنا مع المغاربة للمضي في هذه المغامرة حتى النهاية، ودعوات العرب والمسلمين لهم بالوصول لنهائي البطولة وتحقيقها، ففي هذا المونديال يمكن للأحلام أن تصبح حقيقة.