عبده الأسمري
يمر «شريط «الحياة» يومياً أمام كل إنسان بإيجابياته وسلبياته وتتباين «نظرات» البشر ما بين «رضا» مفترض أو «ندم» مفروض لتلعب «الذاكرة» دورها في التركيز أو التجاهل فتتشكل «دوائر» الاستذكار من خلال ارتداد نحو «الألم» أو انسياق إلى «الفرح».
يتوقف البشر كثيراً أمام لحظات «الإنجاز» التي تملأ العقل وتشبع الروح وتبهج النفس بالكثير من دواعي «السرور» التي تتحول وفق طبيعة الإنسان إلى مساعي للتميز بحثاً عن حصاد جديد من «المنجزات» وفي ذلك ترتفع همم «التحدي» في الأمنيات و»التصدي» أمام العقبات.
يقع الكثير من «البشر» ضحية «الوهم» في مسائل «الإنجاز» ويبقى البعض «رهين» غرور مضلل وضعه أمام «سراب» نجاح مؤقت أو «وهم» فلاح عابر بعد سقوطه في «تضليل» المجاملة أو ضياعه في «تأويل» المداهنة وسط «معايير» ذاتية على حساب «الموضوعية» التي تظل «الفيصل» في التفريق بين الأصيل والمقلد.
تخضع «معايير» الإنجاز للعديد من «الأصول» والكثير من «الفصول» التي تجتمع لتشكل «مشاهد» النجاح وتتحد لترسخ «شواهد» التميز في «أثر» يبقى و»تأثير» يستمر تستفيد منه الأمم في علومها وتستشهد به الأجيال في معالمها في اكتمال واضح لكل «حقائق» المنجز في «شهادات» واقعية نطقت بها «المحافل» في علوم نافعه أو معارف شافعة.
تعاني بعض المجتمعات من «تأخر» بائس و»تخلف» مخجل نظير الاهتمام بنماذج بشرية يتوهمون أنها صنعت «إنجازاً» ويتفوهون أنها شكلت «تميزاً» في مخالفة «صريحة» لمعايير «الإنجاز» المعتمدة على صناعة «الفارق» والمتعامدة على صياغة «الفرق».
أتعجب من جمهور «هائم» وتقييم «عائم» لمشاهير ارتفعوا على «أكتاف» الجاهلين وصعدوا على «سلالم» الواهمين لنرى من يدعي «الإنجاز» في إعلانات «سخيفة» أو سخافات «مخيفة» تنشر «سوءات» السفه وتنثر «ترهات» العته لتمرير عدوى «الجهل» بين الأجيال وسط «تصفيق» من «نماذج» أضاعت «دروب» الصواب لتسير في «اتجاهات» مظلمة ليس لها وجهة محددة فتعيش الحياة بلا «عنوان» وتكون نهايتها السقوط في منحدرات «المتاهة».
قرون مضت على «منجزات» علماء المسلمين الذين حفرت أسماؤهم في جامعات «الغرب» وظلت أعمالهم شامخة في «ميادين» أوروبا ولا تزال إنجازاتهم مناهج ساطعة في نظريات «العلوم» وامهات «الكتب» لأنهم نالوا «الإنجاز» من واقع «المعايير» الموضوعية القائمة على «الإنتاج» فتم تكريمهم في الحياة وبعد الرحيل لأنهم كانوا وظلوا وسيبقون «منارة « للاعتزاز الحقيقي المستند على «الدلائل» والمرتهن إلى «البراهين».
يبدأ «معيار» الإنجاز الأول من نتائج «التربية» في سنوات العمر الأولى والتي تتشكل منها «هوية» السلوك ثم تعقبها «الدراسة» بكل مراحلها وتفاصيلها وما يحصده «الإنسان» من تفوق يرسم به «ملامح» المستقبل ثم تتوالى المعايير فيما يجنيه من «إنجازات» علمية و»امتيازات» عملية ويبقى الإنسان في دروب متواصلة من الطموح يقوم على «المثابرة» التي تسير به إلى قطف «ثمار» الأحقية ونيل «استثمار» الاسبقية في محطات فلاح لا تتوقف إلا بالرحيل.
يتعلم الإنسان في حياته الكثير من التجارب ويغترف من المشارب التي تتشكل في موجبات «الدوافع» وعزائم «المنافع» وصولاً إلى «الاستحقاق» المقترن بمعايير الإنجاز في ميادين من «التنافس» وفي ظل عناوين من «المنافسة» وسط «ساحات» مفتوحة و»مساحات» متاحة ليركض فيها الجميع وفق الفرص المكفولة للكل والتي تنتهي بنصر يستحق للتكريم أو انهزام يستدعي الخروج.
يرتبط الإنجاز بالاعتزاز فالجماعة تعتز بالفرد والوطن يفتخر بالمواطن والعائلة تتشرف بالابن والجهة تتفاخر بالمنتسب وكل ذلك وفق معايير صنعت «التتويج» المستحق لذا فإن «المنجز» صناعة تتطلب الجهد وتستوجب الجد للوصول إلى «الهدف» الذي يحتاج إلى «خطوات» واثقة و»خطى» دؤوبة في «سبيل» احراز النتيجة لذا فان العبرة بالنتائج والاحتكام إلى الوقائع بعيداً عن الاجتهادات الشخصية أو الأوهام الذاتية.
معايير الإنجاز كفيلة بتعزيز حظوظ «صاحب» المنجز وفق «ضوابط» و»شروط» و»أدوات» الاستحقاق التي تصنع «مقادير» الاعتزاز الناتجة من «معادلات» التقييم ومن «معدلات» التفوق.