عبد العزيز الهدلق
هكذا وبكل وضوح وبشكل مباشر، فالهدفان اللذان سجلهما صالح الشهري وسالم الدوسري في مرمى الأرجنتين هما السبب في التقليل من قيمة الانتصار الأكبر في تاريخ الكرة السعودية، ثم في التقليل من قيمة المشاركة، ثم في الهجوم على مدرب المنتخب السيد ايرفي رينارد، ورئيس اتحاد الكرة ياسر المسحل.
نعم، فمنذ الفوز على الأرجنتين وهناك فئة لم تنم قهراً، ولم ترتح، وكلما فاز منتخباً آسيويًا أو عربياً في المونديال ضربوا به المثل والمقارنة. لقد أغاظهم أن الفوز على الأرجنتين تم من خلال قدمي مهاجمي الهلال صالح الشهري، وسالم الدوسري. رغم أنهم (تلك الفئة) ظلت سنوات تجاوزت الثلاثين يذكرون بكثير من الفخر والزهو تعادل منتخبنا مع الأرجنتين بهدفين لمثلهما في مباراة ودية! ويمجدون من سجل الهدفين، وظلوا طوال تلك السنوات يطالبون المنتخب بأن يعيد سيرة تلك المباراة، وأن يكون له ذلك التعادل مع الأرجنتين نبراساً!
وعندما فاز المنتخب على الأرجنتين في مباراة رسمية وفي كأس العالم بحضور ومشاركة أسطورة الكرة ليونيل ميسي انقلبوا على المنتخب وعلى أقوالهم السابقة وقلّلوا من شأن الفوز! ولو عدنا لمن سجل الأهداف في تلك الودية القديمة، ومن سجل في الرسمية المونديالية الجديدة لاتضحت الصورة تماماً. فالعامل الذي يجعلهم يمجدون المنتخب أو يذمونه هو اسم من سجل الأهداف فقط!
فمن يسجل الأهداف هو المحدد للمديح والفخر أو القسوة والذم. لا يهمهم المنتخب. فهم فئة متعصبة وغوغائية.
لذلك أقول للأستاذ ياسر المسحل نم قرير العين. ولا يرف لك جفن، جراء حملاتهم البشعة عليك، فلا مصلحة يرجونها أو يبحثون عنها من هجومهم عليك سوى تفريغ شحنات غضب وحقد وكراهية لأن من هز شباك الأرجنتين هما لاعبان هلاليان! وإلا هل هناك عاقل يقلل من قيمة الفوز على الأرجنتين، والأصداء العالمية التي أحدثتها إلا حاقد؟!
والخلاصة بعيداً عن غوغائية المتعصبين أن منتخبنا قدم مشاركة تاريخية في كأس العالم 2022 بشهادة كل العقلاء، وكل محبي الكرة السعودية، وكل المنصفين في العالم، وحقق انتصاراً عظيماً على الأرجنتين لا يقلِّل منه إلا حاقد ومتعصب. ولقد اختفى اسم كل دولة بعد خروج منتخبها من المونديال عدا اسم المملكة العربية السعودية الذي بقي يتردد في أجواء المونديال في كل مرحلة، وتذكره كل وسائل الإعلام العالمية بإكبار مع كل فوز للأرجنتين في البطولة، لأن الأخضر السعودي هو الوحيد في المونديال الذي هزم ميسي ورفاقه. وهكذا تكون صناعة التاريخ، وتلك هي قيمة الانتصار النوعي والفخم الذي سطره أبطال منتخبنا الأفذاذ.
زوايا
- يزعمون أن منتخب 94 قدَّم أفضل مشاركة مونديالية سعودية، وينشرون صورة للمنتخب في ذلك المونديال خالية من لاعبي الهلال! في محاولة للتضليل، تتضمن رسالة تدليسية بأن المشاركة الأفضل تمت بدون لاعبي الهلال! وهذا التضليل ينسفه حقيقة أن 50 % من الأهداف السعودية في ذلك المونديال سجلها لاعبو الهلال. وقد أخفوا عمداً صور المنتخب التي تتضمن لاعبي الهلال والذين سجلوا الأهداف التاريخية. مما يؤكد سوء نواياهم، وأنها قائمة على التمييز بين اللاعبين حسب ألوان الأندية، غير مكترثين باللون الأخضر.
- ما حققه المنتخب السعودي في مونديال 2022 وفوزه الكبير على الأرجنتين تحدث عنه بإعجاب كل العالم، ولكن الفئة الغوغائية لدينا أخذت الاتجاه المعاكس وقللت من قيمة ما حدث! ومن قيمة الفوز على بطل العالم مرتين!
- في كأس العالم لا يواصل أي منتخب الصعود للأدوار التالية إلا بدكة بدلاء قوية. أما الدكة الضعيفة فهي تخذل أي مدرب وأي جمهور في المراحل الصعبة.
- منتخب فرنسا وصل دور الأربعة وهو المرشح الأقوى للفوز بالكأس، بعد أن أبعدت الإصابة أبرز نجومه مثل كانتي، بنزيما، بوجبا، لوكاس هرنانديز، نكونكو، كيمبيمبي، حيث حمل البدلاء منتخب بلادهم على أكتافهم للأدوار النهائية.
- الهروب من مواجهة عجز النادي عن إخراج لاعبين مميزين ومواهب تدعم المنتخبات يكون بالهجوم على اتحاد الكرة لصرف الأنظار في اتجاه آخر أولاً، ثم لإثارة زوابع إعلامية تحول دون الإشادة بالأندية الأخرى ذات المخرجات المتميزة.
- المداخلات الهاتفية مع البرامج الرياضية التلفزيونية السيئة والمخجلة التي تعكس سوء أخلاق وسوء ألفاظ لا تخرج إلا من مصدر واحد ومستنقع واحد!