سهوب بغدادي
بدأت درجات الحرارة في أرجاء المملكة بالانخفاض، وغزرت الأمطار، وفي خضم استمتاعنا بهذه الأجواء يكثر ترددنا على السيارة للتنزه في الهواء الطلق، حيث نغفل أحيانا عن أمر في غاية الأهمية ألا وهو التحقق عن كثب من عدم تواجد حيوانات مختبئة في جنبات السيارة، على سبيل المثال، تلجأ القطط في فصل الشتاء إلى الاختباء داخل الإطارات «الكفرات» أو أسفل السيارة، للاحتماء من الرياح والبرودة -كان الله في عونها- بل في بعض الأحيان قد تجد الطيور داخل عوادم السيارات «الشكمان»، بعكس ما نراه في فصل الصيف فأغلب الحيوانات، تجلس على سقف السيارة، لذلك يعد الحرص على عدم تواجد روح قد تتأثر قبل تشغيل السيارة والانطلاق، ومن هذا السياق، يحرص البعض -جزاهم الله خيري الدنيا والآخرة- على بناء منازل أو مأوى مصغر لهذه الحيوانات، ولا يستلزم الأمر الشيء الكثير، فقد يكون صندوق خشبي أو كرتون مبطن بخرق أو ورق كافيا لكي يتجاوز هذا الحيوان الشتاء القارس «القاتل»، حقا، إن المناخ وتقلبات الطقس تؤثر على الحيوان، فكل موسم يحمل لهم تحديات ومخاطر، بما أننا في فصل الشتاء فلن أتحدث عن تأثير درجات الحرارة المرتفعة أو الجفاف على الحيوانات، فما يتأثر منه وبه الإنسان يؤثر على الحيوان، جل ما علينا هو وضع أنفسنا في موضعهم، وأعلم أن بعض الحيوانات مزعجة في تصرفاتها، كرعونة القطط ومواءها ليلا، أو عدم اكتراث الحمام والطيور بنظافة المكان خاصة السيارات المغسلة حديثا، في بعض الأحيان يشعر الشخص أنه مستهدف من قبل الحمام نظرا لدقة التوقيت ودقة الهدف ولكن استذكر دائما وأختم كلامي بحديث عن أبي هُريرةَ رضي اللهُ عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: بينما رجلٌ يمشي بطريقٍ اشتدَّ عليه العطشُ، فوجد بئرًا، فنزل فيها فشَرِبَ، ثم خرج فإذا كلبٌ يلهثُ، يأكلُ الثَّرَى من العَطشِ، فقال الرَّجلُ: لقد بلَغَ هذا الكلبُ من العطشِ مثلَ الذي كان قد بلَغَ منِّي، فنزل البئرَ فملأ خُفَّه ماءً، ثم أمْسكَه بفِيه، حتَّى رَقَى فسَقَى الكلبَ، فشَكَرَ له، فغَفَرَ له» قالوا: يا رسولَ اللهِ إنَّ لنا في البهائمِ أجرًا؟ فقال: «في كلِّ كبدٍ رطبةٍ أجرٌ».