د.عبدالعزيز بن سعود العمر
إذا كان النظام البنكي يمكن أن يقدم كل خدماته لجمهوره عن طريق تطبيق حاسوبي، فإن هذا الأمر يبدو صعباً بل مستحيلاً في حالة النظام التعليمي دون إلحاق ضرر بجودة التعليم. المدرسة ليست مخزن أمازون، وليست سوق أي هيرب تحصل منه على كل حاجاتك وأنت متكئ على أريكتك أمام جهازك الحاسوبي. المدرسة أكبر من ذلك بكثير، المدرسة هي في التحليل النهائي حوار وتفاعل اجتماعي طلابي، المدرسة هي تفاعل بين الطلاب في مناخ إنساني يعزز التعلم، وهو تفاعل تقرأ أثره في تعابير ووجوه الطلاب وفي انفعالاتهم ونبرات أصواتهم وردود أفعالهم التي لا تتحكم بها الكاميرا، المدرسة هي باختصار مجموعة من المواقف والخبرات التربوية العملية النوعية التي تحاكي طبيعة الحياة وتعقيداتها.
عندما هاجمنا فيروس الكورونا سريع العدوى لم يكن أمام العالم من خيار سوى إغلاق المدارس، ولكن إغلاق المدارس يعني حتماً الموت التعليمي والتراجع التنموي، ويعني أيضاً العجز عن استثمار وتوظيف القدرات العقلية والاجتماعية لدى الشباب، إذن إغلاق المدارس حينئذٍ يصبح ضرباً من المستحيل، وفي هذا الظرف الصعب يأتي الإنقاذ من تقنية المعلومات والاتصال، شكراً لك أيها التقنية كم نحن مدينون لك بأفضال كثيرة، وعلى رأس تلك الأفضال تقديم الحل الإسعافي المؤقت لمشكلة إغلاق المدارس.