منذ زمن طويل والإعلام الرياضي شريك أساسي في النجاحات التي تتحقق على الرياضات كافة، ومنذ زمن ونحن نتمتع بوجود الإعلام الرياضي وحراكه القوي، وكنا قبل دخول التطور الجديد، المتمثل في وسائل التواصل الاجتماعي، نعيش الإعلام التقليدي؛ ما بين الإذاعة، والتلفاز، والصحف الورقية، وجاءت بعدها منتديات المواقع الإلكترونية، وكان جل تركيز المشجع الرياضي على متابعة مباراة فريقه وتتبع أخباره، غالباً عبر الصحف الورقية، ذات النشاط الواسع في تلك الفترات.
اليوم تعيش الرياضة تطورات كبيرة، ويعيش معها الإعلام الرياضي ذات التطور، وتوسعت دائرة المتابعة الجماهيرية قياساً بالتطور التقني، وتمكن وسائل التواصل الاجتماعي من مزاحمة وسائل الإعلام التقليدي.
لقد أصبح الإعلام الرياضي منتشراً بشكل كبير جداً، عبر التلفزيون، والإذاعة، من خلال البرامج الرياضية اليومية، وعبر الصحف الورقية، وعبر الميديا (تويتر، وسناب شات، وتيك توك، وانستغرام، وغيرها من المنصات الأخرى، وهذا الانتشار من الطبيعي أن ينعكس إيجابياً على الحراك الرياضي، ونرى من خلاله تطوراً في المواضيع، والتقارير، والأخبار، والنقاشات الرياضية الإعلامية، وطرح المقترحات والآراء التي تساعد الوزارة، والاتحادات الرياضية، والأندية، والمدرب، واللاعب، على تحسين العمل، والأداء، ومعالجة الأخطاء، وتحقيق النجاحات مستقبلاً، ولكننا مع قوة كل تلك الوسائل الإعلامية، ما زلنا نرى العديد من الأطروحات والآراء المبنية على محبة الأندية، والتعصب لها، دون مراعاة لأهمية العمل المهني الصحيح.
إن ما يحدث ويطرح في بعض البرامج الرياضية، ووسائل التواصل الاجتماعي، ليس إعلاماً، وليس صحافة، ولا يليق أن يظهر للناس، ويقال هذا الإعلام الرياضي السعودي.
نحن لسنا ضد المرح والفرح، في حال الفوز، والخسارة، ولسنا ضد القفشات الرياضية التي لا تخرج عن الأدب، ولسنا ضد أن يكون للإعلامي ميول، ولسنا ضد التحديات والمناكفات الرياضية البسيطة، ولكننا ضد قلة الأدب، وضد التفاهات، وضد كثير من الطرح والإسفاف الذي ظهر وما زال يظهر باسم الإعلام الرياضي.
إن في الإعلام الرياضي الكثير من الزملاء الإعلاميين أصحاب الخبرة، والرأي، والطرح المتزن، والذين يتمتعون بخبرة إعلامية رياضية كبيرة، وعاصروا العديد من الإنجازات الرياضية، والمراحل المهمة في الإعلام، وما زالت لهم آراؤهم المتزنة، وأطروحاتهم المفيدة، وبجانبهم ظهر العديد من الزملاء الإعلاميين خلال العقد الأخير، وهم يتسلحون بالأدب، والأخلاق ومعها إمكاناتهم العالية، ولكن في الوقت نفسه ما زال هناك عدد من الإعلاميين الذين قضوا عشرات السنين في المجال الإعلامي، أصبحوا رهائن التعصب، وملاحقة ما يطلبه الجمهور، وفي نفس المركب انضم إليهم عدد ممن دخلوا الصحافة الرياضية، أو بالأصح فضاء الإعلام الرياضي، ويشار إليهم بالإعلاميين الرياضيين، وهم أقل ما يقال عنهم «مشجعين»، من خلال الطرح البذيء، والإسقاطات، والتشكيك، والتعصب العلني للأندية التي يشجعون.
نصيحتي..
أوجهها لثلاث فئات؛ الأولى الأحبة مسيري البرامج الرياضية.. أعطوا الإعلاميين العقلاء المتعلمين حقهم ومقاعدهم التي يستحقون، والثانية لزملائي الإعلاميين المهنيين الصادقين.. استمروا في أداء واجباتكم تجاه مهنتكم بما اكتسبتموه من خبرات وعلم فما زال الوسط الرياضي فيه الكثيرون ممن يقدرون طرحكم المتزن، والثالثة للجمهور الرياضي.. عليهم أن يقفوا وقفة صادقة بعيدة عن ألوان الأندية ودروب التعصب، ويفرقوا بين الغث والسمين، ويتجنبوا كل متعصب ومهرج ابتلي به الإعلام الرياضي.
** **
- محمد العميري