يعقوب المطير
وماذا استفادت قطر؟
بكل حب وأسى نودع بطولة كأس العالم بعد مضي شهر تقريباً من بدايتها، بحيث انتهت بطولة كأس العالم أمس الأحد، والعالم يودع أجمل بطولة كأس العالم في التاريخ، عشنا شهراً من الحماس والشغف والترقب للمباريات الرياضية، تلك البطولة التي ساهمت في توحيد الشعوب بكافة شرائحهم رياضياً سياسياً مجتمعياً اقتصادياً دينياً، إذ رأينا تأثير كرة القدم على الشعوب، وأن الرياضة رسالة سلام سامية من الممكن إيصال رسائلها إلى الشعوب، حتى القنوات الإخبارية ابتعدت عن بث الأخبار المزعجة والصراعات السياسية و تحولت إلى نشر أخبار كأس العالم وأجواء جماهير المونديال العالمي، وعندما ترى رؤساء الدول وقياداتها في مقدمة حضور مباريات كأس العالم، حينها سوف تدرك أهمية بطولات كأس العالم وماذا تتركه من أثر إيجابي على الدولة المستضيفة.
بالفعل بطولة كأس العالم ليست مجرد بطولة رياضية وحدث بسيط عابر، بل حدث رياضي عالمي له عوائد مادية، الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي أعلن قبل ثلاثة أيام عن العوائد المالية التي زادت عن سبعة مليارات دولار، كأكبر عوائد مالية على مدار تاريخ بطولات كأس العالم.
ماذا استفادت قطر؟
تأثير بطولة كأس العالم على دولة قطر الشقيقة، كان واضحاً جلياً لكل من زارها، وذلك من خلال تطور البنية التحتية للدولة وتطور مستوى وسائل النقل والمواصلات، والإمكانات الرياضية وتشييد الإستادات الرياضية العالمية وملاعب التدريب وفرق التنظيم واللجان العاملة، وعدد الزائرين الذي تجاوز ثلاثة ملايين زائر كدعم للترويج عن الدولة وكذلك دفع عجلة الاقتصاد الوطني بدعم قطاع السياحة والفندقة والأسواق والمطاعم والترفيه، بحيث ثلاثة ملايين زائر تعرّف على دولة قطر ومدنها والأماكن الجاذبة للسياحة من خلال بطولة كأس العالم والتعرّف على ثقافتها وتقاليدها وتاريخها ومناخها وكذلك محافظتها على لغتها ودينها، بلا أدنى شك أن تطوير البنية الأساسية في دولة قطر واستدامتها سوف ينعكس إيجابياً على المواطن القطري والمقيم بعد نهاية بطولة كأس العالم. أعتقد عرفتم الآن الفوائد التي تجنيها الدولة المستضيفة من استضافت بطولة كأس العالم، نلتقي بك يا كأس العالم في أمريكا وكندا والمكسيك 2026، وداعاً.