سهوب بغدادي
يعد الموسم بفعالياته ومواطن إقامتها والمحافل الكبرى كمعارض الكتاب وبلاك هات ومهرجانات الانيمي وغيرها من التجمعات الثقافية والتقنية والمهنية، من أبرز الأماكن التي تزخر بشريحة ما، وأقصد بذلك «عينة» كالعينات التي تدخل في الدراسات المحكمة والأبحاث الأكاديمية، نعم، أعترف أنني كلما دخلت مكاناً يعج بفئة محددة يداهمني شعور ماذا لو! ماذا لو وظّفنا الفعاليات لغير ما أقيمت لأجلها؟ على سبيل المثال لا الحصر استهداف الباحثين في هيئة الإحصاء معارض التوظيف لمعرفة ما إذا كانت المعارض تجذب حديث التخرّج أم المتعطّل عن العمل، أو من يبحث عن فرصة مادية أو مهنية أفضل، كما مسح عينة ذوي الإعاقة في المعرض، تطلعاتهم ومدى إيمانهم بأنهم سيجدون وظيفة» وأفترض أن نسب الإيمان ستكون متدنية» وذلك موضوع متشعب نظراً لماهية الإعاقة وتفرع قوانين العمل المرتبطة بها وخصائصها، لذا قد أخصص موضعاً آخر لاحقاً لمناقشتها بشكل واف، من ناحية متصلة، قد نوظّف الاحتفالات والمحافل وأكبر مثال المونديال والألعاب الرياضية كموضع لقياس أمور عديدة في مجالات لا يمكن حصرها، وتدخل هنا الجهات الرسمية والخاصة ومراكز الأبحاث والجامعات، فما المانع أن يكون موسم الشتاء دراسة مقارنة بموسم الصيف في مناطق المملكة وقياس العامل المشترك اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً وما إلى ذلك، أو دراسة مقارنة بين العينة في معرض اكس في الرياض ومعرض اكس في أي دولة أخرى، على سبيل المثال أقيمت تجربة لقياس مدى إيثار الأفراد في حفل غنائي، فاجتماع البيئة ومكوناتها كالمتعة والموسيقى والأصدقاء يؤثّر على رد الفعل، حيث خلصت التجرية إلى أن أغلب الأشخاص يميلون إلى إيثار غيرهم في ذات المكان، وتقديم الهدية لهم عوضاً عن أخذها، فيما كانت الأقلية في التجربة ممن فضّلوا أنفسهم وربط ذلك بمعيار الأنانية، وتمتد المسألة من هنا، إذ تعد هذه التجمعات التي بذل فيها الوقت والجهد والمادة مكاناً ملائماً لبعض الدراسات والتجارب لأغراض بحثية وبالطبع مع اتخاذ الإجراءات اللازمة والموافقات من جميع الأطراف المعنية، وقد يكون هناك جهة رسمية منظمة لمثل هذا النشاط مستقبلاً، دائماً أؤمن أن العلم أساس في كل شيء فلا ضير من قليل من العلم مع المتعة.