أحمد المغلوث
عندما كنت في المرحلة الابتدائية كان أستاذ مادة الدين أزهرياً فاضلاً وودوداً. وكان شرحه للمادة من نوع السهل الممتنع. والذي يحبب لك ما تسمعه وبالتالي سرعان تستوعبه من شرح. ومازلت أكاد أسمع صوته المبحوح وهو يشرح لنا سورة « الذاريات» وما تضمنته من وصف دقيق لما اشتملت عليه هذه السورة من آيات كريمة خاصة عند الآية {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}.
وخلال الأيام الثلاثة الماضية وقعت ضحية لنزلة برد ألزمتني الفراش وبالتالي رحت أتذكر هذه الآية الكريمة وكيف تدفعنا أن ننظر إلى داخل نفوسنا. وكيف هي حال أجسادنا العجيبة والمثيرة والمدهشة وكيف عندما نصاب بعارض ما. كالحمى أو البرد وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. سبحان الله كيف تتداعى مكونات أجسادنا والتي يتكون منها. فأنت تجد جهازك التنفسي عندما تتعرض للبرد يقوم بواجبه في الدفاع عن هذا العارض بكل ما لديه من مقاومة وحماية مما يجهد بعض عناصره في محاولة لمواجهة الفيروسات التي تحاول إصابته وإسقاطه مريضاً..ومع هذا هل يعرف الواحد منا مما يتكون جسمنا. فبعض المعلومات ربما لم تخطر على بال البعض إلا الذين يهتمون عادة بسبر غور الأشياء والركض وراء المعلومة. فلو تمعنا في أجسامنا من الداخل فسوف نطفش كما يؤكد العلماء: إن أجسامنا تشتمل على نحو 10 جالونات من الماء. وتحمل أجسامنا مقداراً من الدهون تستطيع أن تصنع سبعة قوالب من الصابون وعشرات من الشموع وفي الماضي السحيق كانت تصنع من دهون ضحايا الحروب.. وصدق أو لاتصدق كما يقولون يوجد في أجسامنا من الكربون مايكفي لصنع 9000 آلاف قلم رصاص أسود وبها من الفسفور مايصنع 2200 عود كبريت ومن الحديد مايصنع مسمار ومن الجير ما يملأ جالوناً.. وسوف تزداد دهشة القارىء العزيز أن داخل أجسامنا 20 بليون كرية حمراء تمتص الأكسجين.أما عدد الشعر الموجود في رؤوسنا فيتراوح بين 120.000شعرة في رؤوس ذوي الشعر الأسود و140.000 ومن الأشياء المثيرة حقاً أن العلماء وثقوا عدد ما يفعله الواحد منا خلال النوم فهو يتقلب 35 مرة ويسترخي 357 مرة ويتنفس 6500 مرة ويفقد خمس أوقيات من الرطوبة عن طريق العرق. ويحلم في منامه حلمين منفصلين ويعطس 6 مرات. وبالمناسبة كم تسببت الأحلام في مشاكل لاحدود لها؟ خاصة إذا كان الحلم رومانسياً وفيه إسقاطات مختلفة لاشأن ولادخل لمن ينام بجانب «الحالم « خاصة إذا كان الذي بجانبه شريك حياته فويله كل الويل.. وربما استيقظ على»مليله» أو لم يجد من نام بجانبه. فكم زوجة خرجت ولم تعد بعدما كشف الحلم المستور.. ومن هنا نجد كثيرين. بل الملايين من الأزواج في العديد من دول العالم. ينام كل واحد في غرفته. عندما يلح عليهم النوم. بحجة ربما تكون واهية وهي أنه لايريدلطرف الثاني أن يسمع «شخيره» غير المعقول ولا المقبول. فاتفقا على عدم النوم معاً. خاصة إذا كان بعض الزوجين تنبعث منه رائحة كريهة لايمكن تحملها. وماذا بعد كل يوم يكتشف علماء الجنس البشري الكثير من الأسرار والمعلومات في أجسامنا والتي تبعث فينا الكثير الكثير من الدهشة ويكفي أن اكتشاف «الحمض النووي» استطاع أن يعتبر الأكثر أهمية في جميع الجزئيات الحيوية وهي توجد في جميع الكائنات الحية. سبحان الله العظيم.