على الرغم مما شهده قطاع النقل السككي من تطور بعد دمج كافة القطارات تحت مظلة الشركة السعودية للخطوط الحديدية سار، حيث أصبح تشغيل قطارات الركاب بمافيها قطار الشمال والشرق وحجوزاتها من منصة واحدة، ويقدم خدمات متنوعة منها شحن الطرود والسيارات وغيرها وهو بلاشك تطور ممتاز لتوحيد الجهود فالقطار موجود ليكون خياراً للسفر ويخدم سكان مختلف مناطق المملكة والدول المجاورة لها إلا أن من المستغرب أن تكون رحلة واحدة للقطار أسبوعياً من الرياض للجوف والقريات فقط فهذه الرحلة أجزم أنها ليست كافية أبداً لخدمة الأهالي، فتخيل عزيزي القارئ أن محطتين متكاملتين كلفت الدولة الملايين لاتُفتح إلا مرة واحدة أسبوعياً ومن ثم تبقى مغلقة لايستفيد منها أحد.
في عُرف السفر هناك أوقات ذهبية للسفر كإجازات نهاية الأسبوع والرحلات المسائية والتي يفضلها المسافرون لكونها بعد انتهاء أعمالهم وذهابهم لقضاء بعض الوقت برفقة أهاليهم وهذا مع الأسف لايحدث في رحلات قطاراتنا، والموضوع الأهم هو أنك حين تبحث عن رحلات في الإجازات المدرسية تجدها ممتلئة عن آخرها وهي لا تتجاوز 6 رحلات في اليوم في أعلى الأيام تشغيلاً وهي وجهة الدمام بينما بقية الوجهات فهي بالتأكيد أقل مما نطمح له.
وهذا يعني باختصار أن الكفاءة التشغيلية للقطار منخفضة ولو استطعنا رفعها لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المسافرين سنجد أننا نوفر مقاعد أكثر وخياراً مناسباً للسفر بل سيزيد حجم الوظائف للقطار وستصبح المحطات مكاناً جاذباً للاستثمارات كما هي حال صالات المطارات.
وهنا أتمنى أن تتوسع شبكة القطارات وأن يكون هناك رحلات أكثر في نهايات الأسبوع والإجازات المدرسية وأن يتم الترويج للوجهات من خلال إيجاد عروض تستهدف العوائل بأسعار منافسة تضمن امتلاء مقاعد القطار، وليس هذا فحسب بل المفترض أن تكون الرحلات في القطار رحلات يومية ويتم زيادتها وتخفيضها بعد دراسة العرض والطلب.
إنني متفائل بمستقبل القطارات بالمملكة فمشروع الجسر البري الذي ينطلق من ينبع مروراً برابغ و جدة وصولاً للرياض، قد تم الاتفاق على الإسراع في استكمال الدراسات الخاصة به ومن المتوقع توقيع عقوده خلال الأشهر القليلة القادمة، وكذلك مشروع القطار الخليجي الذي أنجز منه 200 كيلو داخل المملكة وهو مايعني أن مشهد القطارات في عام 2030 سيكون بالتأكيد تجربة ثرية تساهم في تنمية السياحة الداخلية وتحسين جودة الحياة في المملكة.
وأخيراً أتمنى زيادة عدد القطارات، ليكون بإمكانها زيادة عدد الرحلات في جميع المحطات، لأن القطارات وسيلة نقل مريحة وآمنة، وهناك حاجة ملحة لتشمل شبكتها المناطق التي لا تصل إليها، وزيادة الرحلات في المناطق التي تصل حالياً إليها.