أذكر أنني عنما كنت موظفاً في إحدى الدوائر الحكومية كنت أتلقى بين فترة وآخري رسائل من بعض الإخوة في البلاد الإفريقية يطلبون مني تزويدهم بمصاحف يقرأون فيها, وكنت وبكل ألم وحسره أتقطع ألماً كيف لا أستطيع أن أزودهم بمصاحف, فأبعث برسائلهم إلى من أعتقد أنهم سوف يحققون أمنياتهم وبعد عشرات السنين وأنا أنظر إلى مساجدنا وجوامعنا التي تنشأ في كل مكان وترى المصاحف فيها مبثوثة في زواياها بكثرة كاثرة وبعضها بحيث إنها تفيض عن حاجة المصلين, فمع وجود مطبعة الملك فهد للقرآن الكريم في المدينة المنورة والتي تطبع من المصاحف والتفاسير والأشرطة الدينية بالمساجد وكتب الأحاديث والسنة ما لا يعد ولا يحصى على مر السنين والأعوام وتزود بها مساجدنا وجوامعنا وحجاج بيت الله الحرام والمعتمرين وترسل إلى عدد من دول العالم العربي والإسلامي, مع ذلك لا زالت هناك بلدان إفريقية وآسيوية بحاجة إلى هذه المصاحف والتفاسير وكتب السنة والحديث والأشرطة وجميع ما يصدر عن هذه المطبعة العظيمة, فهي كالغيث للمسلمين ومن يوفقهم الله للهداية والنور أخذ بعض ما تم رصه في كثير من مساجدنا وبعثه لمثل هذه الدول والشعوب المتعطشة لكتاب الله وسنة نبيه الكريم خاصة ما هو مترجم بلغاتهم, كتب الله أجر الملك فهد ورحمه وأجر بطل هذه الجزيرة العربية وصقرها الملك عبد العزيز رحمه الله الذي وحد المملكة وأبنائه البررة من بعده وأبنائهم السائرين على طريق النور والرشاد ومد يد العون لكل البلاد العربية والإسلامية وكل من يريد الهداية ونشر هذا الدين العظيم. والله نسأل أن يحفظ على بلادنا المقدسة أمنها وعزها ورخاءها بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين لتبقى مشعلاً ينير يغير الدروب للعالم أجمع.