بَعَّدْتُمْ عَنْ العَيْنِ فَاِزْدَادَ حُبُّكُمْ
وَغِبْتُمْ وَأَنْتُمْ فِي الفُؤَادِ حُضُورُ
ما من شك أن رحيل وغياب كل غالٍ من وَالِدَيْنِ وأخوة وأحبة يكون وقعه على النفوس وقعٌ محزنٌ ومؤلمٌ جداً يكاد يدك هِضاب القلوب دكاً..، وقد هاتفني أحد أبنائي معزياً في وفاة حبيبنا وصديقنا الأستاذ الفاضل عبدالرحمن بن صالح العليان الذي توارى عن الحياة الدنيا صَوب الدار الآخرة دار النعيم المقيم بمشيئة الله ورحمته، وذلك يوم الخميس 21-5-1444هـ، وتمت الصلاة عليه بعد عصر يوم الخميس بجامع البسّام في محافظة عنيزة بالقصيم مهوى رأسه..، وقد خيم الحزن على أجواء هاتيك البلاد بلاد العلماء والأدباء..، بعد عمر مديد عابراً (الهنيدة بعامين تقريباً) ممتعاً بكامل صحته وقواه:
إِذَا طَالَ عُمْرُ المَرْءِ فِي غَيْرِ آفَةٍ
أَفَادَتْ لَهُ الأَيَّامُ فِي كَرِّهَا عَقْلاَ
وكانت إطلالته على الدنيا مولوداً عام 1342هـ، وقد درس في عام 1354هـ بالمدرسة الأهلية لدى الشيخ صالح بن صالح، ثم بالمدرسة العزيزية، بعد ذلك أصبح معلماً بها عام 1362هـ، وقد حصل على دراسات خاصة في علم النحو والشريعة لدى الشيخ محمد المطوع - رحمه الله - بالجامع الكبير، وفي عام 1368هـ عين مديراً للمدرسة السعودية وفي عام 1382هـ عين مفتشاً إدارياً في نفس المنطقة.. كما حصل على دبلوم من معهد الإدارة، بعد ذلك عين مساعداً لمدير تعليم مدينة عنيزة، ثم مديراً للتعليم بها حتى أخلد للراحة متقاعداً عام 1403هـ بعد مسيرة 42 عام بالتعليم:
أربعونَ عاماً بَل أربعونَ دُرَّةً
بِجيدِ اللَيالي ساطِعاتٍ زَواهِيا
وبعد التقاعد عمل في المجال التطوعي والاجتماعي، فأصبح عضواً مؤثراً في كثير من المؤسسات الاجتماعية واللجان التطوعية، حيث شغل منصب نائب رئيس لجنة أهالي عنيزة، ونائب رئيس مجلس إدارة مركز صالح بن صالح الاجتماعي، وعضو في لجنة إقراض الراغبين في الزواج، بالإضافة إلى بعض اللجان الأخرى، ولنا معه أحلى الذكريات وأمتعها حيث كنا نزوره في منزله زيارة ودِّ وسعادة مرات متكررة له، ولعدد من المعارف والأصدقاء في محافظة عنيزة - رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته - وألهم أبناءه وبناته وأبن أخته الأستاذ حمد بن عبدالله القاضي، وكافة أسرة العليان ومحبيه الصبر والسلوان:
فَلَوَ اَنَّني خُيِّرتُ منْ دَهري المُنَى
لاخْتَرْتُ طُولَ بَقَائِهِ وَخُلُودِهِ
** **
عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف - حريملاء