عبد الله سليمان الطليان
توقف قطار العمر ونزلت في المحطة الأخيرة من الحياة، وهذه سنة الله في خلقه تسري على جميع البشر منذ أن أوجدهم على ظهر هذه الأرض، لم يكن رحيلك عبراً بل كان مؤلماً ومحزناً للنفس التي في داخلها عميق الأسى يمزق الأحشاء يجعل العين ريانة بالدمع عندما تعيد تصوير شخصيتك وتعيد تذكر المواقف التي كنت حاضراً فيها، لقد فقدنا بشاشة ومحيا طلقاً وسجايا وخصالاً نبيلة، خطفك المرض وراح ينزل بجسدك المعاناة والألم ولم يمهلك كثيراً فكنت على موعد مع القدر فخرجت الروح من الجسد الذي أوارى الثرى في جمع غفير خير شاهدٍ على محبتك من قريب أو بعيد، ستبقى في ذاكرتهم وخاصة من كان حولك في العمل الذين لن تغيب عنهم أبداً، فهم يعرفون بقرب من أنت، أنت الذي في عملك شعلة من النشاط بدون كلل أو ملل، يصافح وجهك المبتسم طلابك مع عطف ورحمة لجميع الطلاب تكون أعمق لطلاب التربية الخاصة في رعاية أبوية حانية، جعلت من الطلاب يتهافتون إليك عندما تقبل عليهم في شوق لمصافحتك.
لن أتوقف عند هذا فأنت بين جيرانك محبوبٌ لا يملون من مجلسك بل يشتاقون إلى الجلوس معك، لماذا لأنك سباق إلى فعل الخير والحث عليه الذي هو سمة مستوطنة في داخلك، تعمل بصمت بعيداً عن صنيع المدح، كان في داخلك أيضا النور الذي أتمنى أن يكون لك شفيعاً يوم القيامة وهو القرآن الكريم فكنت حافظاً له، رحلت أيها المربي الفاضل ولكن مآثرك الطيبة سوف تبقى نتداولها كلما جاء ذكر اسمك.
أخيراً رحمك الله أخي الفاضل راشد رحمة واسعة وأسكنك الجنة.