سمر المقرن
سمعنا كثيرا عن مصطلح «التفكير خارج الصندوق» وظل هذا المصطلح يشغل الكثير من المؤثرين وأصحاب القرار والممكنين لقدرات الناس من أجل الخروج بالأفكار الابتكارية، حتى خشينا أن تصبح فكرة التفكير خارج صندوق فكرة روتينية من تكرار استخدامها عالميًا، لكن النتائج المختلفة التي تنتج عن التفكير الإبداعي والابتكار والخروج عن الأطر المألوفة، تجعلنا لا نمل أبداً من فكرة التفكير خارج الصندوق.
ويتفاوت العقل البشري في صناعة الابتكار، وتنويع المنتج العلمي والتقني بحسب توجهات مفكريه في سد فراغات الاحتياج البشري، وابتكار كل ما قد يلبي حاجة ما لدى الإنسان. لكننا اليوم أمام مشروع ابتكاري «ابتكار لأجل الابتكار» فقد جمع الموهوبين والمبتكرين من أنحاء العالم بطرق ابتكارية ومتحدثين وعلماء متخصصين في الابتكار، من أجل تحقيق سبق علمي وإنساني جديد، وهو صنع منصة عالمية تجمع موهوبي العالم تحت سقف واحد، يتوجه اليهم كل أصحاب الشركات الكبيرة من أجل حل مشكلات العالم المستقبلية، هذه المنصة تُمكن الموهوبين من تشكيل فرق عمل تعمل على طرح الحلول لأي من مشكلات التنمية المستدامة، لتكون أحد أقوى المشاريع الابتكارية في العالم. ما يحدث هو ابتكار تجاوز حدود التفكير وانطلق نحو استباق المشكلات والاستعداد لها بشتى الطرق.
أربعة أيام حافلة بالإبداع والانجاز والتنافس، في مؤتمر نظمته مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» تحت شعار: (رحلة نحو المستقبل الجديد) برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وقد دشنه نيابة عنه الأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة. حيث خرجت الجلسات بعدد مهم من التوصيات والآليات وكذلك اتفاقيات من أبرزها مذكرة تفاهم بين مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والابداع «موهبة» مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست». كما تميزت الجلسات بالشغف والروح الابتكارية في جلسات العصف الذهني الإبداعي الذي شكّل هوية المنصة والشكل العام للمؤتمر، جعلتنا ننظر للمستقبل بروح عالية، ورؤية مختلفة جداً، ونؤمن أكثر برأي قادتنا الحكماء، فالرجل الذي قال يوما: «سنجمع كل الموهوبين من أنحاء العالم لصنع شيء مختلف» لم يكن يطرح عباراته المؤثرة لمجرد الشعارات الرنانة، بل كانت رؤية واضحة ومقصودة التوجه. ها نحن نراها اليوم تُترجم على أرض الواقع.