أ.د.حمزة بن قبلان المزيني
كتب إدوارد سعيد سيرته الذاتية التي ترجمها إلى اللغة العربية الأستاذ فواز طرابلسي بعنوان "خارج المكان" وتحدَّث فيها عن طفولته وشبابه وأطراف من حياته وتعليمه ومرضه. لكنه لم يتحدث إلا قليلاً عن حياته الفكرية والعملية. ولسد هذا النقص أنجز الأستاذ الجامعي تيموثي برينان، تلميذه سابقًا في جامعة كولومبيا الأمريكية، سيرةً له تناول فيها حياته العملية والعلمية مع إلمامة ببعض جوانب حياته الخاصة. وترجم الأستاذ الجامعي الأردني الدكتور محمد عصفور هذا الكتاب مؤخرًا .
والقارئ العربي بحاجة إلى الاطلاع على السيرة العلمية لإدوارد سعيد لمكانته في الأدب العالمي ولمواقفه النضالية في الدفاع عن حقوق شعبه الفلسطيني.
ومما يؤسف له أن هذه "الترجمة" قصَّرتْ كثيرًا في تأدية هذه السيرة المهمة باللغة العربية. وسأكتفي في هذه المراجعة الموجزة ببعض الملحوظات العامة عن هذه "الترجمة"، ولن أفصل في تبيين أوجه قصورها لأن هذا ربما استدعى "إعادة" ترجمة معظم الفقرات فيها. وسأعرض نماذج منها عند الكلام عن بعض القضايا.
مقدمة الدكتور محمد شاهين:
كتب الأستاذ الدكتور محمد شاهين، الأستاذ في الجامعة الأردنية، مقدمة طويلة للترجمة (ص ص 9-19). وتُذكِّر هذه "المقدمة" المسهَبة بظاهرة "الاستحواذ" نفسها التي مارسها على ترجمة الدكتور محمد عصفور كتابَ "الاستشراق"، كما بينتُ في مراجعتي تلك الترجمة . إذ كتب فيها عن نفسه كثيرًا، وكتب عن أمور كثيرة، ولم يكتب جملةً واحدة، عن "المترجم" و"ترجمته"!
ومما يشهد بهذا "الاستحواذ" كذلك أن الأستاذ الدكتور محمد شاهين يوحي بأن مشروع "ترجمة" الكتاب كان مشروعه هو، لا الدكتور عصفور؛ إذ كتب إنه بعد أن أدهشه "ما بذله تِمُثي من جهد خارق في إنجاز هذه المهمة" أيقن "أنه لا بد من مشروع لاحق ينقل السيرة إلى العربية لتكون سهلة المنال بالنسبة إلى القارئ العربي . . ."، وأنه تواصل "مع سلسلة "عالم المعرفة"، ووجد "ترحيبا من القائمين عليها بالمشروع".
عنوان الترجمة:
أورد الأستاذ الدكتور شاهين في مقدمته (ص 10) عنوانين مختلفين للترجمة؛ فالأول: "أماكن الفكر: سيرة حياة ثقافية لإدورد سعيد"، والثاني: "أماكن الفكر: حياة لإدورد سعيد" (ص19). ويختلف هذان العنوانان عن العنوان الذي يظهر على صفحة عنوان الترجمة. ويقول (ص 14) في تسويغ عنوان الترجمة: "إن كلمات إدورد سعيد سالفة الذكر خير توضيح لعنوان سيرته الذاتية التي كتبها" خارج المكان"، وهي أيضا تنير لنا اختيار تمثي برنن لعبارة " أماكن الفكر" ضمن عنوان الكتاب؛ أي أن هوية إدورد سعيد تتحدى مكان الولادة والإقامة، وهي أيضا، كما يؤكد إدورد سعيد نفسه، هوية مرتحلة مكانا وزمانا مثل النظرية".
والمتصور أن برينان كان يتكلم عن العنوان الإنجليزي لا عنوان الترجمة. أما عنوان الترجمة فإما "صياغة" الدكتور عصفور أو "صياغة" الدكتور شاهين. وربما يشير الدكتور شاهين إلى أن "صياغة" العنوان "أماكن الفكر" جاء ليتناغم مع عنوان سيرة إدوارد سعيد الذاتية الذي ترجمه الأستاذ فواز طرابلسي بــ"خارج المكان".
وكنت لاحظت في مراجعتي ترجمة الدكتور محمد عصفور كتابَ "الاستشراق" أنَّ العنوان "خارج المكان" ترجمة حرفية ركيكة غير مؤدية. واطلعتُ بالصدفة، بعد نشر تلك المراجعة، على مقابلة مع الأستاذ فواز طرابلسي تحدث فيها عن ذلك العنوان من جملة ما تحدث عنه. ووجدت أن رأيه في العنوان "خارج المكان" يتوافق مع رأيي فيه. فهو يقول:
إن العنوان "خارج المكان" ترجمةً للعنوان الأصليout of place ". . . لم يكن عنوانا موفّقا: “كنتُ أرغب في ترجمته إلى "كان لا مكان" كتحريف لـ"كان يا مكان"، واقترح صديق عنوانا آخر هو "خارج السرب"، وبعد مشاورات عديدة استسلمتُ والناشر إلى الترجمة الحرفية، وهي خطيئة مميتة في الترجمة" .
وعنوان "أماكن الفكر"، بغضَّ النظر عن صلته بالعنوان "خارج المكان"، ركيك وغير مؤدٍّ وينطبق عليه كلام الأستاذ الطرابلسي تمامًا. يضاف إلى ذلك أن عنوان الترجمة لا يتطابق مع العنوان الأصل؛ إذ أغفلت الترجمة العنوانَ الفرعي الذي ينص على أن الكتاب عن "حياة" إدوارد سعيد.
وربما تُقترح عناوين أخرى بديلة يمكن أن تعبِّر تعبيرًا أفضل عن المعنى المقصود بالعنوان الإنجليزي. ومن تلك العناوين: "العقل المترحِّل"، وهو يتناسب مع تنقل سعيد بين الأوطان والنظريات. أو: "إدوارد سعيد: سيرة فكرية"، وهو ما يتوافق مع ما صرح به برينان عن طبيعة هذه السيرة بأنها "سيرة فكرية"intellectual biography لسعيد.
وربما تُقترح عناوين أخرى أيضًا؛ أحدها ما يوحي به قولُ برينان عن سعيد: "هو في فلسطين في خياله، وفي نيويورك فعليًّا" (أماكن الفكر، ص 27)، إضافة إلى ما قاله في إحدى المقابلات عن عنوان الكتاب من أن أحد أسباب اختياره أن سعيدًا ينظر إلى نفسه على أنه "فلسطيني" يَعرف أن "العودة" إلى فلسطين مستحيلة. وهو ما يوحي به كذلك دفن جثمانه على مشارف فلسطين. لذلك ربما يقترح عنوان يأخذ هذه الملحوظات بالحسبان فيكون: "الوطن المستحيل" أو "الوطن المؤجَّل"، أو "وطنٌ في المخيِّلة"؛ فمادام مستحيلاً أو مؤجلاً فهو وطن في المخيلة (أي في العقل).
وثَمَّ احتمال آخر ربما يكون له وجاهة. إذ ربما كان برينان يشير بعنوان كتابه إلى "بيت" ورد في قصيدة "الفردوس المفقود" للشاعر الإنجليزي ميلتون. وهو بيت صاغه ميلتون على لسان إبليس بعد أن طُرد من الجنة، وهو:
The Mind is its own place, and itself can make a Heaven of Hell, a Hell of Heaven.
ومعنى البيت أن إبليس الذي فَقدَ "المكان" يعزي نفسه بأنه لا يتأسف على الجنة التي طرد منها؛ ذلك أن "عقله" مكتف بذاته وقادر على أن "يجعل من الجنة جحيمًا ومن الجحيم جنة". ويعني هذا أن عنوان برينان يشير إلى نزعة التحدي عند سعيد؛ فقد تحدى تربية أبيه القاسية أحيانًا وتحدى معاناة النفي منذ طفولته وتحدى الدعاية الصهيونية في أمريكا وتحدى المرض. وكانت ثمرة هذه التحدي المتنوع تحقيقه نجاحًا فائقًا في كل مجال اهتم به. وكانت أداته في ذلك كله "عقلَه" المبدع. ومن هنا يمكن أن يصاغ العنوان بأخذ هذا المعنى في الحسبان.
ويورد الدكتور شاهين في مقدمته أحيانًا كلام برينان على غير حقيقته. ومن ذلك قوله (ص 13) إن برينان "رصد" كلمات إدوارد سعيد حين حقق معه مسؤولو الأمن في أحد المطارات البرتغالية في 2003م، وهي أنه قال للمحققين: "ولدت في أمريكا". أما ما "رصده" برينان من كلام إدوارد سعيد فعلاً فهو: "أنا ولدت ُمواطنا أمريكياـ وعشتُ في الولايات المتَّحدة من خمسة وأربعين سنة إلى خمسين" (الترجمة، ص405). فإدوارد سعيد لم يولد "في أمريكا" بل في القدس، وهو أمريكي بالولادة تبعًا لجنسية أبيه التي اكتسبها من قبل.
ومثلما لم يتكلم الدكتور شاهين عن الترجمة في مقدمته، فكذلك فعل الدكتور عصفور الذي اكتفى في "كلمة المترجم" الموجَزة (ص ص 21-22) ببيان طريقته "الجديدة" في كتابة "الأسماء" الأجنبية في الترجمة. وتتلخص هذه الطريقة في استعماله تشكيل الأسماء الأجنبية بالحركات. وكان المترجمون العرب يستعملون الألف والواو والياء لرسم بعض الحركات في اللغة الإنجليزية، مثلاً. ومن أمثلة الأسماء التي كتبها بطريقته تلك اسم مؤلف الكتاب. إذ كتبه "تِمُثي بْرِنَن" بتشكيل اسمه بالحركات مما جعل شكله غريبًا ولا يكاد يُقرأ، بدلاً من الطريقة المعهودة التي يمكن أن يكتب بها على: "تيموثي برينان"!
وأدت هذه الطريقة إلى ما يكاد يكون طمسًا لأسماء أوروبية وأمريكية مشهورة الآن في الثقافة العربية. فمن الأسماء التي كتبها بطريقته "المبتكرة" اسم اللساني الأمريكي "نعوم تشومسكي"؛ إذ كتبه: "نُوْم چومسكي". وكتابة اسم تشومسكي بهذه الكيفية شائع عند المؤلفين والمترجمين العراقيين الآن ولا أدري سبب ذلك إلا أن يكون قياسًا على الطريقة التي تُكتب بها "الكاف" في اللهجات العراقية وبعض اللهجات الخليجية في بعض السياقات الصوتية. ويلفت النظر أن الدكتور محمد شاهين يكتب في مقدمته اسم تشومسكي كاملاً (ص 17) على "ناعوم تشومسكي"! كما خالف الدكتور شاهين الدكتورَ عصفورًا في كتابة الاسم الأخير للموسيقيِّ "بارنباوم" صديق سعيد؛ إذ ورد عند شاهين على "بارنباوم" (ص17). أما الدكتور عصفور فكتبه في الترجمة كلها "بارْنُبويْم"! (ص 48، وغيرها). ومن أسماء الفلاسفة المشهورين التي كتبها بهذه الطريقة اسم الفيلسوف الدانماركي Kierkegaard الذي كتبه على "كريكغور" بدلاً من "كيركجارد" أو "كيركغارد"، كما يكتبه كثير من العرب منذ عقود.
ومن الطريف أنه هو نفسه يخالف طريقته الجديدة في كتابة الأسماء أحيانًا. إذ كتب الاسم الأول للسياسي اللبناني المشهور "شارل مالك" في مواضع عدة بالنطق الفرنسي: "شارل"؛ وكتبه "تشارلز مالك" (ص 52). وكذلك اسم تشومسكي الذي كتبه على: نعوم جومسكي (ص 505)، خلافًا للصورة التي كتبه بها بحسب طريقته "المبتكرة" في المواضع الأخرى.
ولا تعدو طريقته "المبتكرة" هذه أن تكون تزيُّدًا لا معنى له، وإلزامًا لنفسه بما لا يلزم. بل ربما يجد كثير من القراء صعوبة في قراءة بعض الأسماء في ترجمته التي ألفوا شكلها المكتوب بالعربية. والمؤكد أن المترجم الفاضل لقي عناءً في كتابة الأسماء بهذه الطريقة. ولو وفَّر هذا الجهد لتجويد "ترجمته" لَكان أولى.
ملاحظات على الترجمة:
يبدو أن مشكلة الدكتور محمد عصفور في الترجمة عصية على الإصلاح؛ فهي تعجُّ بالأخطاء والترجمة الحرفية وركاكة الأسلوب.
وتكفي الملحوظات التالية للدلالة على ذلك:
لم يترجم الدكتور عصفور إهداء برينان الكتابَ للفلسطينيين (ص 6). ولم يترجم العبارات التي أخذها برينان من كلام إدوارد سعيد في كتابه On Late Style "عن الأسلوب المتأخر"، وهي:
… not as harmony and resolution but as intransigence,
difficulty, and unresolved contradiction.
(ص 7) —EDWARD W. SAID, On Late Style
ويمكن أن تترجم بــ:
". . . ليست تناغمًا ولا تصالحًا بل عناد وصعوبة وتعارُض يستعصي على الحل".
وتغصُّ هذه "الترجمة" بـ"القدقدات" و"الأنْأنات". إذ بلغ عدد "القدقدات" (قد، لقد، فقد) ألفًا وثماني مئة تقريبًا، وأكثر من 90% منها لا لزوم له. وبلغ عدد "الأنأنات" ("أن"، "أنه"، "فأنَّه"، "فأنها"؛ "إن"، "إنه"، فإنه"، "فإنها") الآلاف! وأكثر من 90% منها لا لزوم له كذلك. وأدت هذه الكثرة المفرطة إلى ترهل أسلوب الترجمة وركاكته.
وبرغم كثرة "الأنأنات"، ومعها "لكنَّ"، لم يَنصب المترجمُ "سعيدًا" إلا مرة واحدة: "أطلع سعيدا" (ص 48). لهذا ستجد في الترجمة كلها: "إن سعيد"، و"أنَّ سعيد"، و"لكن سعيد"، إلى آخره. ولم ينصبه كذلك حتى في مواضع المفعول، كما في "أن جيمز . . . شارك سعيد" (ص 368)، و"كان يعالج سعيد" (ص 384). ووصل عدد مرات "إسكان" سعيد في هذه الحالات كلها إلى أكثر من 180 حالة. فهل كان الدكتور عصفور يعدُّ اسم "سعيد" أعجميًّا ممنوعًا من الصرف تبعًا لاسمه الأعجمي الأول: "إدوارد"؟!
ومما أسهم في ركاكة الأسلوب ترجمتُه "فعلَ الكَون" is, was اللازم في الجملة الإنجليزية، كما في: "وكان ذلك في رأيه هو إسهامه الأكبر" (ص27)، و"وقد رأى فيه حتى بعض المعجبين به، كالمؤرخ توني جودْتْ Judt مثلا، شخصا هو بالدرجة الأولى غاضب" (ص 27)، و"وقال إن واجبنا هو قبل كلِّ شيء أن يكون لدينا شيء نقوله بطبيعة الحال" (ص 28)، و"كان كلامه يتضمَّن القول إن قصارى ما يطمح له الناقد هو أن يكتب ليفهم" (ص 29)، و"حتى عندما يكون الاسم في الأصل هو "سعيد""(ص 37)، وغير ذلك كثير.
المصطلحات:
لم يترجم الدكتور عصفور بعض المصطلحات المفاتيح التي وردت في الكتاب في مواضع كثيرة، واكتفى بكتابتها بالحروف العربية. ومنها:
الفينومينولوجيا [الظاهراتية]
فيلولوجيا [فقه اللغة]
الإستطيقيا [علم الجمال]
موتيف
وغيرها.
ويتصل بهذا "تأصيله" بعضَ المصطلحات المفاتيح وكأنه أول من صاغها باللغة العربية. ومن ذلك مصطلحُ إدوارد سعيد المشهور Wordliness. ويترجم قول برينان (ص 149) عنه:
". . . فإن كلمة "الدنيوية"Worldliness ، وهي من المصطلحات الأساسية عند سعيد، لا شك في أنه استعارها من كتاب إرخ أورباخ "دانتي: شاعر العالم الدنيوي" Dante: Poet of the Secular World (1929) حيث يمكن ترجمة الكلمة الألمانية irdische (أرضي، مستند إلى الأرض) بكلمة secular أو worldly، وهي كلمة وجدت طريقها إليه أيضا من الترجمة المعتادة عند ميرلوـ پونتي للفكرة التي يعبِّر عنها هوسيرل بكلمة Lebenswelt (أي عالم الحياة world-life). وقد أكَّد ميرلوـ پونتي الطبيعة الدنيوية للذات التي هي في نهاية المطاف وفوق كل شيء جسد فيزيائي [أي طبيعي]".
ويقول عن هذا المصطلح، في هامش الصفحة نفسها:
"كلمة "الدنيوي" secular هنا صفة لكلمة "العالم". وفي اللغة الإنگليزية تفهم كلمة secular على أنها نقيض للديني أو الروحاني. أما عند سعيد فإن الصفةwordly [هكذا] والاسم worldliness يشيران إلى هذا العالم الذي نعيش فيه للتأكيد على الواقع في هذه الدنيا دون الإيحاء بالنقيض، أي الديني والروحاني. أما كلمة "علماني" في مقابل secular فهي اختراع حديث لا أراه موفقا".
وتوحي ترجمته مصطلح worldliness بـ"دنيوي" وتأصيله له بأنه صاحب السبق في ذلك، مع أن الواضح أن الدكتور أبو ديب أولُ من ترجم المصطلح بكلمة "دنيوي" في ترجمته "الاستشراق" وفي ترجمته كتاب سعيد الآخر "الثقافة والإمبريالية" . ولم يؤصل الدكتور عصفور هذا المصطلح في ترجمته للاستشراق، مع وروده فيه مرات عدة. ومن اللافت أن الدكتور محمد شاهين في مقدمته يترجم هذا المصطلح بـ"العالم والعالمية" (ص 14، ص 15)!
وكذلك مصطلح إدوارد سعيد الرئيسي الآخر contrapuntalالذي ترجمه بــ"الطِّباق" (ص 360) وأوحى بما يكاد يكون ادعاء بأنه من صياغته هو . وهو مصطلح ذكره الدكتور محمد شاهين في مقدمته وذكره الدكتور عصفور أربع مرات قبل أن يعرِّفه في هامش هذه الصفحة. ويؤصله كما يلي:
"شرح معجم المعاني هذه الكلمة بقوله: الطِّبَاق في البَديع: الجَمْعُ بين معنيين متقابلين أو متضادين: هو حي وميت. أما المغني الكبير فيحافظ على المعنى الموسيقي للكلمة بقوله: خاص بلحن يضاف إلى لحن آخر ليكون مصاحبا له. وهذا قريب مما يقوله معجم Random House شرحا للكلمة".
ويجب القول بأن الدكتور أبو ديب أولُ من ترجم مصطلح سعيدcontrapuntal بمصطلح "طباق". إذ ترجمه بذلك وعلق عليه بتوسُّع وسوَّغ اختياره هذه المصطلح العربي البلاغي القديم في مقدمته الطويلة لترجمته كتاب "الثقافة والإمبريالية"، ص ص 20ــــ21. وتعرض هذا المصطلح لنقد كثير احتجاجًا بأنه لا يعبِّر عما يعنيه مصطلح سعيد.
ومن هنا كان يجب على الدكتور عصفور أن يشير إلى صاحب السبق في صوغ هذين المصطلحين باللغة العربية وألا يغمط السابقَ حقه.
ومن المصطلحات التي قصَّر في شرحها مصطلح Canon (هامش ص 352). فيعرف هذه "الكلمة" بأنها:
". . . تستعمل أحيانا لتدلَّ على ما ثبتت نسبته من أعمال كاتب من الكتّاب في مقابل ما نسب إليه أو إلى غيره خطأ. وأوضح مثال على هذه الفكرة في الثقافة العربية الإسلامية هو الحديث النبوي. فالمسلمون السُّنَّة يسلمون بأن ما ورد في صحيحي مسلم والبخاري canonical أي يعتمدون الأحاديث التي رويت فيهما جزءا من تراث الإسلام. بينما يصفون أحاديث وردت خارجهما بأنها ضعيفة أو موضوعة. وقل مثل ذلك عن دواوين الشعر التي تفرِّق بين الأصيل والمنحول. لكن الفكرة تتوسَّع أحيانا فنقول إن الشعر العربي المعتمد هو الشعر الذي تمثله المعلقات وشعر عدد آخر من كبار الشعراء. وفي سياق الأدب الإنكليزي لم تكن كتب المختارات الكبرى تضمُّ كتابات للنساء أو الأمريكيين الأفارقة؛ لذلك فإن التراث المعتمد كان يُقصي كتّاب الأقليات أو المستضعفين. لكن تعريف التراث المعتمد أخذ يضمّ أمثلة من هذا الأدب تحت الضغوط السياسية التي مارستها الحركات النسوية والأقليات السياسية".
وهذا التعريف عام والشرح غير دقيق. وكلام برينان هنا عن "المعتمد الأدبي" في الجامعات الأمريكية تحديدًا، لذا ينبغي أن يعرَّف هذا المصطلح كما يتحقق في هذا السياق، وهو ما يبينه ما ورد في الصفحة نفسها من الترجمة من الكلام عن "قوائم القراءات المطلوبة من طلبة الكليات". وتشمل هذه "القراءات" مجموعًا من الآثار الأدبية والفلسفية التي يُنظر إليها على أن لها قيمة أدبية وحضارية خاصة جاءت من الفترات الأدبية والفلسفية الغربية الكلاسيكية وأعمالاً أدبية وشعرية من الفترة الوسيطة للغة الإنجليزية مثل أشعار ميلتون وشعر شكسبير ومسرحياته وبعض أعمال مشاهير أدباء "الإنجليزية" وشعرائها في العصر الحديث. وهناك نقاش واسع مستمر عن ملاءمة هذا الإجراء منذ عقود وعما يدخل فيه أو يخرج منه. ويصف المناوئون لهذا "المعتمد الأدبي" في الجامعات الأمريكية بأنه تلك الآثار الأدبية والفلسفية التي كتبها "رجالٌ بيضٌ موتى"!
وكلامه عن الحديث النبوي غير صحيح. إذ لا يقصر المسلمون السنة الأحاديث الصحيحة على "الصحيحين"، فهناك مجاميع ومسانيد أخرى يرون أنها تضم أحاديث صحيحة لم يَروِها الشيخان. وكذلك كلامه عن "المعتمد الشعري" غير دقيق؛ فليس في الثقافة العربية الإسلامية "معتمد" واحد مجمع عليه. صحيح أن للشعر الجاهلي وشعر صدر الإسلام والشعر الأموي منزلة خاصة، وهناك مجاميع شعرية ومختارات يُنظر إليها على أنها تمثل نماذج عليا من الشعر، وهناك ما دعاه ابن خلدون بأركان الأدب الأربعة، لكن هذا مختلف عن مفهوم الـCanon "الذي يُلزم به" في الجامعات الأمريكية.
والمصطلح الآخر الذي أورده بصيغته الإنجليزية وترجمه خطأ مصطلحُ scientism (هامش ص 404)، وشرحه بأنه القول بأن "مناهج البحث في العلوم الطبيعية صالحة للتطبيق في جميع الحقول البحثية". وهذا الشرح غير دقيق وناقص. وترجمه خطأً بــ"العلمية" في أربع صفحات أخرى (ص 274، ص274، ص 403، ص 417) إضافة إلى هذه الصفحة.
وهو مصطلح يستخدم بشكل ازدرائي للإشارة إلى الاعتقاد بأن المنهج العلمي المتبع في العلوم الطبيعية يمثل الطريقة الأوثق، بل ربما الوحيدة، لاكتساب المعرفة عمومًا. ويلاحظ أن هذا المصطلح في الإنجليزية ينتهي باللاحقة ism وهي طريقة يقصد بها وصف الرأي بـ"الوثوقية" و"التمذهب"، مما يعد وصفًا سلبيًّا. ويترجَم هذا المصطلح في الكتابات العربية المعاصرة بــ "العلموية"، وهي مصدر صناعي على غير قياس. وإذا جاز لي أن أقترح بديلاً لا يخالف القياس الصرفي فربما أقترح صيغة المصدر الصناعي: "عُلوميَّة".
ونتج عن خطأ الدكتور عصفور في ترجمة هذا المصطلح أخطاؤه في الترجمة؛ ومن ذلك ترجمته للنص التالي الذي يرد فيه المصطلح:
Meanwhile, in a distinction without a difference, youth in their French reverie stormed Frye’s barricade but offered little better, serving up a new scientism based on delusions of precision in the clocklike working of linguistic structures.
فيترجمه الدكتور عصفور (ص 274) كما يلي:
"في هذه الأثناء هجم شبابٌ في غمرة حلمهم الفرنسي على دفاعات فْراي فأتوا بتمايزات من دون اختلافات، ولم يكن ما أتوا به أفضل مما أتى به، وقدَّموا لنا نظرة علمية جديدة تقوم على أوهام الدقة الموجودة في البنى اللغوية التي تعمل كما تعمل الساعة".
والسؤال: كيف تقوم "نظرة علمية جديدة على أوهام الدقة. . . "!
وترجمتي:
"واقتحم [بعض النقّاد] الشباب تحصيناتِ فراي ، في تلك الأثناء، منساقين وراء [النظريات النقدية البنيوية] الفرنسية، بتمايز لا يمثل اختلافًا، ومع هذا لم يأتوا بأفضل مما أقترحه إلا بمقدار ضئيل، مما نتج عنه علوميةٌ (علموية) جديدة تقوم على الوهم بأن البنى اللغوية تعمل بانتظام دقيق محكم".
وكذلك ترجمته كلام برينان:
“At this point of his life, he lost interest in novelty. He preferred muscular reaffirmations from new vantage points. His reassertion of old articles of faith (the urgent political force of humanism, the threat to thought posed by an uncritical scientism) had a different ring now, as though their mood of twenty-first century’s “war of terrorism,” although still undaunted, was also slightly doomed”.
فيترجم هذا النص (ص 404) كالتالي:
"في تلك المرحلة من حياته كان قد فقد الاهتمام بما هو جديد، بل أخذ يفضِّل التأكيد بالصوت العالي من مواقع جديدة، وكان لإعادة التأكيد على أسس الإيمان القديمة (القوة السياسية الملحَّة لمبدأ الإنسانية، والتهديد الذي تشكِّله المناهج العلمية غير النقدية) صدى مختلفٌ في الوقت الحاضر كأن توجهها في السنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين وشعارها المنادي "بالحرب على الإرهاب" أخذ يواجه مصيره المحتوم على رغم أنه لم يزل يحتفظ بقوَّته".
والسؤال: كيف يمكن لـ"المناهج العلمية" أن "تهدِّد"؟ وكيف يمكن أن تكون "المناهج العلمية غير نقدية"؟! إضافة إلى ركاكة الترجمة وحرفيتها.
وترجمتي لهذا النص:
وفَقَد [سعيد] عند هذا المنعطف من حياته الاهتمامَ بـ[إبداع] "منطلقات" جديدة. وفضَّل إعادة التأكيد الصارم [على بعض منطلقاته القديمة] من زوايا مختلفة جديدة. وكان لإعادة تأكيده على قاعدتَي العمل القديمتين [اللتين كان يقوم عليهما عمله الفكري] ([أي] القوة السياسية الملحة للمبدأ الإنسني و[مقاومة] التهديد للفكر الذي تمثِّله علوميةٌ (علموية) غير نقدية) طبيعةٌ مختلفة الآن، فعلى رغم أن [هاتين القادتين] ظلتا صامدتين بدتا كما لو أنهما مهدَّدتان بالتلاشي شيئًا مّا، في ظل [شعار] "الحرب على الإرهاب" في بواكير القرن الواحد والعشرين.
وكذلك ترجمته كلام برينان (ص417) عن عدد قليل من الفلاسفة الألمان بأنهم ". . . بيَّنوا أن الصانعين المغفَّلين للسياسة الأمريكية تبنوا المذهب العلمي على نحو كارثي. . .".
والسؤال: هل يصح وصف المنهج العلمي بأنه "مذهب؟ ثم كيف يكون تبني "المذهب" العلمي كارثيًّا؟
وترجمتي لهذه العبارة:
". . . واحتجوا بأن صنَّاع السياسة الأمريكية السذَّج تبنوا علوميةً (علموية) ضيقةَ الأفق على نحو كارثي. . . ".
ملحوظات عن معلومات عامة:
يبدو أن الدكتور محمد عصفور يجهل بعض المعلومات العامة عن العالم العربي والثقافة العربية! ومن ذلك ما ورد في هامش ص 49 حيث يعلِّق على ما يقال عن الاسم "الأوسط" لإدوارد سعيد الذي يُكتفى فيه بإيراد الحرف الأول منه وهو "الواو":
"هذه مسألة ثانوية بطبيعة الحال. لكن علينا أن نلاحظ أن المؤلف يشير إلى الأب باستمرار باسم وديع، وأن ْإدْوَرْد سمّى ابنه وديع [هكذا]. أما أن إدْوَرْد يحصل [هكذا] على اسم ثان هو وليم فتفسيره أن الأبناء كثيرا ما كانوا يسمون باللغة الإنگليزية باسم ثان أو ثالث يدعى "الاسم الأوسط" بعد الاسم الأول تكريما لبعض الأقارب. وأما أنه هو الاسم المزعوم للأب فيبقى مسألة داخلية لا قيمة قانونية لها تُشْبه تأمرك الأب في كثير من العادات التي يرد ذكرها في الكتاب".
وتسمية الطفل باسمين كان شائعًا في كثير من البلاد العربية، بخلاف قول المترجم. إذ يشتهر في مصر خاصة تسمية الذكور باسمين الأول منهما "محمد" والثاني اسم الشخص، وأشهر شخصية حملت هذا الاسم حاكم مصر الألباني محمد علي. وكانت هذه الطريقة في التسمية شائعة في الحجاز بادية وحاضرة كذلك؛ ومن تلك الأسماء: محمد علي، محمد فالح، محمد سالم، محمد بركة، محمد سعيد، إلى آخر ذلك.
أتراه لا يعرف هذه المعلومة الشائعة؟!
ومن ذلك إيراده اسم الصحفي السعودي المعروف "عبد الرحمن الراشد" على أنه "عبد الرحمن الرشيد" (ص 377). فكيف لا يعرف مثقف عربي اسمَ الأستاذ الراشد الذي ارتبط اسمه طويلاً بصحيفة الشرق الأوسط التي توزع في أكثر البلدان العربية، ومنها الأردن، وبمجلة "المجلة" الذائعة؟!
وتتصل الحالة الثالثة بإيراده عنوان كتاب محمد شكري "الخبز الحافي" على أنه "من أجل الخبز وحده"، وهو ترجمة عنوان الكتاب بالإنجليزية For Bread Alone.
ومما يثير أشد العجب أنه يورد أخطاء برينان ويترجمها كما لو أنها صحيحة ولم يعلق عليها! ومن ذلك ما ورد عند برينان (ص 82) عن ياسر عرفات:
“. . . and based in Kuwait before returning to the Middle East to lead the PLO”.
فيترجم الدكتور عصفور قول برينان كما يلي(ص 189):
"وكان مقره في الكويت قبل أن ينتقل إلى الشرق الأوسط ليقود منظمة التحرير الفلسطينية."
أليست الكويت في "الشرق الأوسط"؟!
ويُذكِّر صنيعُه هذا بما فعله في ترجمة "الاستشراق" حيث يترجم أخطاء سعيد كما هي. ويبدو أن هذا ما يفعله في ترجماته الأخرى؛ إذ ورد في كتاب سعيد The World, The Text, and The Critic "العالَم والنص والناقد" (ص 36) كلام إدوارد سعيد عن ثلاثة من النحاة الأندلسيين الذين ينتسبون إلى المذهب الظاهري وهم، "ابن حزم وابن جني وابن مضاء القرطبي". وأورد الدكتور عصفور في ترجمته هذا الكتاب هذا النص كما هو. والخطأ هنا من جهتين؛ إذ يَعرف كلُّ أحد أن وصف ابن جني بأنه "أندلسي" خطأ، ولم يكن "ظاهريًّا"، كما يعرف كلُّ أحد أيضًا .
ومع هذا فما فعله الدكتور عصفور هيِّنٌ إذا قورن بما ورد في ترجمة عبد الرحمن حفيض (هكذا كتب اسمه الأخير!) لكتاب سعيد هذا. إذ أورد خطأَ إدوارد سعيد عن ابن جني وزاد عليه أنْ سمى "ابن مضاء" بـ"ابن مداعة" (ص 42)!
ومن ذلك عدم ترجمته "هليوبولس" (127) مع أن كل أحد يعرف أنها "عين شمس" وهي منطقة كبرى معروفة في القاهرة الكبرى.
وكذلك ترجمته قول برينان (p. 108):
Al-Azm thought Orientalism a little like the Islamic greeting: “May you be protected from Shaitan [Satan]”. In effect, Said had opened the door for his Protégés to begin every argument with a ritual denunciation of Orientalists.
ترجمة الدكتور عصفور:
"كان من رأي العظم أن "الاستشراق" أشبه بالتحية الإسلامية التي تقول: "حماك الله من الشيطان". وفي النتيجة فتح سعيد الباب أمام أتباعه لأن يبدأوا كل مناقشة بصب اللعنات على المستشرقين" (ص 241).
وكان المنتظر من المترجم أن يعلق بأنه لا توجد "تحية إسلامية" تقول "حماك الله من الشيطان". إذ ربما كان العظم يعني أن التشنيع على المستشرقين صار "تعويذة" "طقسًا" ritual لازمًا بسبب ما كتبه سعيد عنهم.
وترجمتي لهذه الجملة:
"ورأى [الكاتب السوري صادق] العظم أن "الاستشراق" [صار بسبب ما كتبه سعيد لازمةً] أشبه ما تكون بالتعوذ من الشيطان التي يقولها المسلمون [في أول كلامهم عند الاستنكار والتبرؤ]. إذ إنه فتح الباب لمن نهجوا نهجه ليبدؤوا كلَّ نقاش بالتشنيع على المستشرقين تشنيعًا طقوسيًّا [مكررًا]".
في "مفتاح للمصادر":
"أعمال يكثر سعيد من الاستشهاد بها" (ص503). وكأن سعيدًا هو الذي يستشهد بها!
والترجمة الصحيحة: "أعمال سعيد التي استشهدتُ [برينان] بها كثيرًا".
ويكفي ما قدمتُه لبيان أن ترجمة الدكتور محمد عصفور لهذا الكتاب المهم عن سيرة حياة البروفيسور إدوارد سعيد العلمية والفكرية قصَّرت كثيرًا في جعلها "سهلة المنال"، كما وعَد الدكتور شاهين (ص 10). وتتمثل أوجه القصور فيها بحرفية الترجمة في مواضع كثيرة جدًّا وركاكة الأسلوب عمومًا وعدم ترجمة بعض المصطلحات وادعاء الأولوية في صياغتها والتزيد وأخطاء الترجمة الكثيرة وسقوط كلام المؤلف في عدد من المواضع. ومجمل القول إنها "ترجمة" لم تفِ بترجمة كتاب تيموثي برينان الرائع.
** __ ** ** __ ** ** __ ** ** __ **
- فواز طرابلسي. خارج المكان. بيروت: دار الآداب، 1999م.
Timothy Brennan, Places of Mind: A Life of Edward Said, 2021, New York: Farrar, Straus And Giroux, 2021.
- تيموثي برينان. إدْوَرْد سعيد: أماكن الفكر. ترجمة الدكتور محمد عصفور، الكويت: عالم المعرفة، العدد 492، مارس 2022م، 518 صفحة (سأعتمد هنا النسخة الإليكترونية للترجمة).
ـ ترجمة جديدة لكتاب "الاستشراق" لم تَفِ بأمنية إدوارد سعيد ولا بوعود محمد شاهين: ملحوظات على ترجمة الدكتور محمد عصفور لكتاب الاستشراق، (الجزيرة الثقافية 4/3/1444ه/1/10/2022م و 11/3/1444ه /7/10/2022م).
ـ موقع "الكتابة" [المصري]، 9 أبريل 2019م.
- له ترجمات عدة؛ ويترجمه د. سعد البازعي ود. ميجان الرويلي في كتابهما: دليل الناقد الأدبي. ص 30، وص 171، وص 173) بــ"الخيط الناظم".
وربما أُترجمه بـ"اللازمة"، وهو فكرة أو موضوع يتكرر وروده في العمل الأدبي الواحد بقصد إحداث أثر جمالي في الغالب.
ـ ترجم الدكتور كمال أبو ديب worldliness بـ"دنيوية"، في ترجمته كتاب إدوارد سعيد "الاستشراق"، بيروت: دار الآداب 1981: صفحة المحتويات، وص 56، وص60، (وترجمه في ص 128 بـ"ظروف الحياة اليومية)، و في ص 133 بــ"ظروف دنيوية"، في ص 151 بــ"المادية"، وص 213، ص 216 بـ"الدنيوية"، وص 234 "دنيوية"، وص 267 "دنيوي"، وص 271 "دنيوي"، وص 283. وكذلك في ترجمته كتاب إدوارد سعيد الآخر: "الثقافة والإمبريالية"، بيروت: دار الآداب، الطبعة الرابعة 2014م (الطبعة الأولى 1997م) ص ص 84، 96، 193، 252، 376، ومع ذلك لم يورده في مسرد المصطلحات في آخر الترجمة. يضاف إلى ذلك ترجمته secular بــ"دنيوي" إضافة إلى "علماني". وكذلك ترجمه الدكتور محمد عناني. ولم يعلل أبو ديب وعناني اختيارهما هذا المصطلح مع أنهما تكلما عن استعمالهما مصطلحات أخرى. وترجمه الدكتور عصفور في ترجمته للاستشراق في "المحتويات" ص ص 19 ــ 20 بـ"دنيوي، دنيوية" لكنه ترجمه في ص 27 بــ "أمور هذا العالم" و"دنيوية" ص76، ص 82، ص 191"الظروف العالمية"، ص 198 "الظروف الدنيوية"، ص 226 "الدنيوية"، ص 324 "الظروف الدنيوية"، ص 328 "عالمية"، ص 355 "دنيوية"، ص 357 "دنيوية"، ص 409، ص 416 "واقع هذا العالم"، ص 434 "في هذه الدنيا". وربما كانت هذه الترجمات المختلفة تدل على أشياء مختلفة وكان ينبغي أن يبيِّنها.
- لم يرد مصطلح contrapuntally في "الاستشراق" إلا في المدخل الذي كتبه سعيد لطبعة بنجوين للاستشراق (2003) (صxvii ) ولم يورد الدكتور عصفور في ترجمته هذا المصطلح في الموضع الذي كان يجب أن يظهر فيه (ص 33).
ـ أي "النظريات النقدية" عند الناقد الكندي المعروف هيرمان نورثروب فراي.
ـ ربما كان إدوارد سعيد يعني أبو حيان الأندلسي الذي كان ظاهريًّا في فترة من حياته وكان ينتقد النحويين على إغراقهم في تلمس العلل المجردة لتأويل الظواهر النحوية والصرفية، وينتقد مؤوِّلي القرآن الكريم بطرق تخالف ظاهر اللغة.