أ.د.عبدالله بن أحمد الفيفي
وَداعًا! وتَـمْتَدُّ الـمَسافاتُ ، تَطْعَنُ
في ذِمَّةِ الظَّعْنِ، لا تَـكْبُو ولا تَسْكُنُ
وسُمٌّ، هُوَ الـماضِي ، إذا غادَرَ الأَنـا
عادتْ مَواضِيْهِ، لا يَنْبُوْ بِها الـمَعْدِنُ!
* * *
هَزِيْمٌ ، بِبُركانِ النِّهـاياتِ ، يَمتطِـي
في كُلِّ بَدْءٍ حِصانَيْهِ.. فهل يُحْصِنُ؟
بِبَحـرِ الرِّمالِ ، انْتابَـهُ الـماءُ والظَّما،
ضِـدٌّ بِضِدٍّ عَلَى الحالَـينِ لا يُـذعِـنُ
سيَعْدُو بأَعصابِ المساءاتِ، يَشتري
شَمسًا، وما في الدُّجَى مِن شَمْسِهِ أَثْمَنُ!
* * *
تَقولُ، وأَرْخَتْ شَعْرَ (حَوَّاءَ) ، نَخْلَتي:
أَنا وأَنـْتَ ، ويَحيا شِعرُنا الـمَوْطِنُ!
وغَيرُ بَعِيْدٍ عَن مَـجانِيكَ أَنـْجُمِـي،
قَلْـبًا، عَلَى كَفِّ نارِ الحُبِّ، بِيْ مُدْمِنُ
إذا ما طَواكَ العِطْـرُ مِن بَوْحِ ناظِرِي
أَضـاءَ ما يَكْفُـرُ التَّاريخُ مَن يَدْفِـنُ
رَسَمْـنا بِـأُمِّ الأَرضِ نَـهرًا مُؤَنْسَـنًا
وفي السَّماءِ جُفُوْنًا قَطْـرُها الأَعْـيُنُ!
* * *
حَـبيبي، تَعالَ الآنَ نَـكـتُبْ قَصيدةً
لم يَكْـتُبِ الشُّـعَراءُ قَـطُّ، أو دَوَّنُـوا
تُـضِيْءُ القَـوافي مِن شُمُوْسِـي قَلائدًا
وفي ضَميرِ الدُّجَى غَنَّى الشَّذا الأُرْغَنُ!
** __ ** ** __ ** ** __ ** ** __ ** ** __ **
وزنُ الأبيات تجريبيٌّ، يجمع بين (البحر الطويل) و(البحر البسيط). على أنِّي وجدت ثِقَلًا في ضرب البسيط المخبون، فأوردته سليمًا كما هو في أصل الدائرة، ليقابل العَروض (مـ[فاعلن]). وقد رُوِي (لأبي تمَّام):
لَمْ تَنْتَقِضْ عُرْوَةٌ مِنْهُ ولا قُوَّةٌ
لكِنَّ أَمْرَ بَنِي الآمَالِ يَنْتَقِضُ
بتفعيلةٍ سليمةٍ في العَروض. (يُنظَر: الآمدي، (1992)، الموازنة، تحقيق: السيِّد أحمد صقر، (القاهرة: دار المعارف)، 1: 307).
** **
- (الأستاذ بجامعة الملك سعود، بالرِّياض)