د.عبدالعزيز الجار الله
دول مجلس التعاون الخليجي ينتظرها ازدهار قادم، مع بدء تكامل بنيتها التنموية والسياحية والترفيهية، بعد أن كان الخليج العربي (طارداً) صيفاً من الستينيات الميلادية حيث يرحل العديد من سكانه إلى مصائف العالم بحثاً عن السياحة.
ما شاهده الجميع في مونديال قطر 2022م من تحول الدوحة إلى مركزكبير جداً استقبل نحو 3.5 مليون ثلاثة ملايين ونصف من الزوار والجماهير خلال شهر كامل، وكيف استوعبت قطر هذه الجموع العالمية متعددة التوجهات فكانت:
الفنادق والمطاعم والمولات والأسواق الشعبية والشواطئ والملاعب والأحياء الثقافية والقطارات جاهزة لاستقبال هذه الوفود من جماهير وسياح وزوار ورجال أعمال، رغم بعض الضوابط التي حدت من كثافة الجماهير لكون قطر أول تجربة تعيشها بهذا الحجم من الزوار والجموع التي تتنقل في وقت واحد.
التغيرات طرأت على مدن الخليج العربي:
دبي، الرياض، المنامة، الكويت، الدوحة، أبوظبي، مسقط، جدة، الطائف. بدأت مع ارتفاع أسعار النفط وعوائدها المالية الكبيرة التي تلقتها دول الخليج حسب إنتاجها، بداية السبعينيات الميلادية، وجاءت على مراحل، حيث ازدهرت كمراكز سياحية من منتصف التسعينيات، وينتظرها في قادم الأشهر والسنوات القليلة القادمة ازدهار تنموي غير مسبوق تبشر فيه المملكة (رؤية السعودية 2030) ودبي في مشروعاتها الجديدة والمدهشة، والدوحة في اكتمال بنيتها التنموية والسياحية الذي عرضته في مونديال 2022م.
إذن المرحلة القادمة حاسمة لدول الخليج العربي ولا مجال للتراجع أو التأجيل ستتحرك المدن الاقتصادية والتنموية في وقت واحد وتنافسية وسباق مع الزمن لتتحصل على المكتسبات خلال السنوات العشرالقادمة، إذا وفق الله وحمانا من المتربصين بنا من الدول الإقليمية غير العربية من حولنا والدول الغربية والقوى العظمى التي قامت في إشعال الفتن بالوطن العربي وبخاصة في الخليج العربي، حيث أجهضوا تنميتها التي بدأت عام 1975 في المساهمة في حرب الخليج الأولى بين إيران والعراق عام 1980، وحرب الخليج الثانية عام 1990 غزو العراق للكويت ثم تحرير الكويت، وغزو أمريكا للعراق 2003م.
الخليج العربي يعيش ربما أجمل مراحله من الاستقرار والوفرة المالية والاقتصاد القوي للبدء في الدخول في التنمية الشاملة وتكثيف المشروعات السياحية لتعويض أو لاستثمار تراجع السياحة في أوروبا وأمريكا بسبب حرب روسيا وأوكرانيا، والركود الاقتصاد في أوروبا وأمريكا وتضاؤل المشروعات السياحية الجاذبة، فالخليج العربي قادر على أخذ زمام المبادرة وخلق لنفسه سياحة محلية وجذب الوفود السياحية العالمية.