عثمان بن حمد أباالخيل
مشاكل الناس كثيرة تحدث بفعل بشري أو اجتماعي أو مشاكل تتعلق بالمحيط الذي يعيش فيه الإنسان. هناك من يستسلم للمشكلة ويدور حول نفسه، وهناك من يبحث عن حل للمشكلة، وآخرون يستعينون ويشاورون أهل الخبرة والحكمة والدراية وصدق القول: (ما خاب من استشار). الحلول لا تأتي بيوم وليلة، الحلول تأتي بعد التفكير العميق والخروج من الصندوق الأسود. ليس هناك مشكلة إلا ولها حل لكننا لا نعطي للتفكير الإيجابي الوقت الكافي. وفي معجم المعاني الجامع، هناك عشرات المعاني لكلمة (حلّ) وما أقصده هنا: حل مُشكلته: وجد لها حلاً، سواها يحل أعقد المشاكِل.
الإنسان لا يعيش في الحياة بمفرده وكما أن لكل إنسان مشاكله الخاصة به فإنه أحياناً يقع في مشاكل مع الآخرين وهذه طبيعة البشر منذ خلق الله الناس. ومشاكل الناس تقع تحت المشاكل العائلية، والنفسية، والاجتماعية، والعاطفية، والزوجية وفروعها الأخرى. وإن تفاعل الشخص مع المشكلة هي لب الموضوع، فكل شخص يتفاعل مع المشاكل بطريقة مختلفة عما يقوم به شخص آخر، وعليه المواجهة في حل المشاكل بدون مواجهة المشكلة تبقي المشكلة كما هي ربما مع مرور الأيام تنحرف عن مسارها وتكبر فجوة المشكلة ويصعب حلها.
هناك من أعرفه شخصياً يتعامل مع أبنائه بالعنف والصراخ ظاناً هذا أسلوباً حضارياً في حل المشاكل، متناسياً أن هذا حل للمشكلة بالسلطة والتخويف أما المشكلة لم تحل تحت الرماد. ليس عيباً من لا يستطيع أن يحل مشاكله أن يطلب المساعدة من الأطباء النفسيين وهناك الاختصاصيون الإرشاديون الاجتماعيون والنفسيون وعلماء الدين فهم متخصصون في حل المشاكل. إن حل المشاكل بين الناس ليس سهلاً فلا بد على المصلح أن يمتلك مهارات تخوّله لهذه المهمة منها قبول الطرفين، الحكمة والشفافية والعدالة ومخافة الله. قَوْله تَعَالَى: {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}. للأسف هناك من يتلذذ في تضخيم المشاكل والتهرب من حلها مؤلماً بذلك الطرف الآخر المتضرر، يا له من ظلمْ متعمد ناسياً أن الظلم ظُلمات عن جابر أن رسول الله - صلى عليه وسلم - قال: (اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم).
رب نزهة قصيرة مع عائلتك، تحل لك كثيراً من المشكلات. مصطفى السباعي. بالتفاهم والنوايا الحسنة تحل المشاكل، وستختفي المشاكل بين الناس إذا عرف كل إنسان حدوده وحقوقه وواجباته. وكم هو جميل أن تقلل مراكز الشرطة والمحاكم حين يعرف الإنسان ما له وما عليه ويؤديه برحابة صدر إنه حلم أتمنى أن يتحقق. لما لا يتحقق إذا عاد الناس إلى كتاب الله وحكموا عقولهم وقلوبهم. يقول الإمام الغزالي: «الخصومة توغر الصدر، وتهيج الغضب، وإذا هاج نسي المتنازع فيه وبقي الحقد بين المتخاصمين» ثم يستشهد بالحديث الشريف «الكلمة الطيبة صدقة»... وقول «عمر» رضي الله عنه: «البر شيء هين.. وجه طلق وكلام لين»، وقول بعض الحكماء: «الكلام اللين يغسل الضغائن المستكينة في الجوارح».
أخيراً من لديه مشكلة عليه حلها، ومن لديه مشكلة يستشير فالحلول معروفة لكن البعض يتجاهل والتجاهل طريق البشر العاشقين للمشاكل. المثقفون يأتون لحل المشاكل بعد وقوعها، والعباقرة يسعون لمنعها قبل أن تبدأ. - البيرت اينشتاين