تقرير - محمد بن عبدالله آل شملان:
في العديد من الدول، بما فيها التي يتم تصنيفها بأنها متقدمة، تعاني البيئة والمحميات الطبيعية من الإهمال والتهميش، وقلة مستوى الخدمات، حتى الأساسية منها. لكن هذا لا وجود له في قاموس المحميات في المملكة، كما في كل المملكة العربية السعودية، حيث تحظى كل ناحية منها برعاية حكومتنا الرشيدة، واهتمامها المستمر والمتواصل.
المنهجية الشاملة ضمن رؤية المملكة الطموحة 2030 التي اعتمدها سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بإنشاء المحميات الطبيعية في جميع مناطق المملكة وتطويرها، ترسيخ وامتداد لسياسة التعامل مع جميع مناطق المملكة، وذلك لكونها جزءاً أصيلاً من الخطط التنموية.
المنهجية الشاملة تهدف إلى تكريس الحفاظ على طبيعة المحميات، وتوفير كل الاحتياجات اللازمة لزوارها، لتعزيز جودة الحياة، علاوة على توفير تجربة سياحية مثالية، كإحدى المتنفسات السياحية الرئيسة للمواطنين والزائرين إلى المملكة.
ثمة حزمة من المبادرات والجهود والمشاريع والأعمال، لدعم مناطق المحميات في المملكة، وفي الجوهر من هذه الحزمة، الحفاظ على المحميات الطبيعية وتخصيص أراضٍ محمية جديدة، ومبادرة المملكة في بدء المرحلة الأولى من مبادرات التشجير بزراعة أكثر من 450 مليون شجرة، وإعادة تأهيل 8 ملايين هكتار من الأراضي المتدهورة، ودعم برامج إكثار الحيوانات الفطرية داخل نطاق المحميات وإنشاء قوة خاصة للأمن البيئي، وكل ذلك موكل إلى "مجلس المحميات الملكية" برئاسة ولي العهد، الذي يتولى الإشراف على تنفيذ المشاريع والمبادرات وتطبيقها، حيث يهدف المجلس كذلك، إلى الاهتمام بالحفاظ على الثروة البيئية في المملكة التي تعد امتدادًا للمقدرات الأولى للحياة على الجزيرة العربية التي بقيت معالمها منقوشة على صخور الجبال، وبطون الأودية، والأدوات التراثية التي خلدها الإنسان على أرضها منذ قرون مضت، فضلاً عن دعم الاهتمام الوطني في إثراء التنوع الأحيائي، وصناعة علاقة متوازنة ما بين حياة الحاضر ومتطلبات المستقبل في بيئة متكاملة يحيا ويتمتع بها المواطن والمقيم. ولعل زيارة صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد بن فهد وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة محمية الإمام تركي بن عبد الله الملكية وجولته التفقدية في المحمية التي قام بها مؤخراً واطلاعه على آخر التطورات في برامج المحمية المختلفة وتأكيد سموه على تحقيق رؤية سمو ولي العهد، خير شاهد على ذلك.
من المؤكد أن من نجح في تحويل المملكة إلى مدن ومحافظات وهجر راقية، سينجح في تحويل المحميات إلى أماكن من بين الأفضل تنزّهاً وسياحةً، وكل ذلك في سياق تحقيق الرؤية الإستراتيجية، بأن تشكل نسبة المحميات الطبيعية 14 % من إجمالي أراضي المملكة.