د.عبدالعزيز الجار الله
تعيش الطاقة العالمية هذه الأيام مواقف صعبة ومتغيرات نتيجة تطورات الحرب في أوروبا 2022، لكن المملكة استطاعت أن تحافظ على استقرار وتوازن سوق النفط، فقد تمكنت المملكة من المباعدة ما بين النفط كسلعة إستراتيجية، وبين جرها من قبل الغرب لتتخذ مواقف سياسية من حرب روسيا وأوكرانيا وفي هذا الإطار قال سمو وزير الطاقة لوكالة الأنباء السعودية الثلاثاء الماضي 20 ديسمبر 2022: لا نقوم بتسييس قرارات أوبك بلس، فنحن نُبقي الشؤون السياسية خارج تحليلاتنا وتوقعاتنا لأوضاع السوق، والأمثلة على هذا كثيرة؛ ففي بداية الأزمة الأوكرانية، توقع البعض فقدان كميات كبيرة من الإمدادات، تفوق ثلاثة ملايين برميل يوميًا، لكن النقص المتوقع في الإمدادات لم يتحقق. وفي أكتوبر الماضي، أيضاً انتُقد قرار أوبك بلس، الذي اتخذته بخفض الإنتاج، بشكل حاد، وكانت هناك تلميحات بأن وراءه دوافع سياسية، ولكن، تبيّن، مرة أخرى، أن قرار أوبك بلس كان القرار الصحيح لدعم استقرار السوق البترولية وصناعة البترول. (انتهى واس).
كان في السابق الغرب يمارس الضغوط ضد مجموعة الأوبك وبخاصة بعض دول المجموعة ضغوطات عدة للتحكم بالنفط ومحاولة تحويله إلى سلاح بيد الغرب، وتسعى دائما أوروبا وأمريكا للضغط على الأوبك بوسائل عدة منها التدخل السياسي والعلاقات العامة عبر الشركات ورجال الأعمال، وأيضا عبر الإعلام الصحف والمحطات الفضائية والقنوات التلفزيونية، وينجح الغرب أحيانا في تحقيق أهدافه وغاياته، لكن الحال تغير:
- بعد تولي القيادة السعودية الحالية يناير 2015 في إدارة أمور الدولة تبنت أسلوباً آخر في القضايا الدولية التي كان الغرب يحاول فرضها على دول أوبك، والبحث عن استقرار سوق النفط واستمرار إمداداته.
- تولي سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وزيراً للطاقة 2019، وكان يتمتع بسجل طويل في وزارة الطاقة، وعاش معظم أزمات وقضايا النفط السابقة، ونجح في تجاوز العديد من مشكلات النفط التي تنشأ بين الدول خلال الثلاثين سنة الماضية، أيضا يمتاز سمو وزير النفط في طروحاته بالوضوح والمصداقية وهي سياسة المملكة النفطية الدائمة، كما أن الوزير عبدالعزيز بن سلمان لديه القدرة على محاورة وسائل الإعلام الغربية والأميركية بنفس أسلوبها ومنهجيتها، وهذا ساعد على أن تكون المملكة سباقة في دحض الشائعات والأقاويل التي يختلقها بعض المغرضين ومن يعمل على إثارة البلبلة والأكاذيب.
- الحرب الأوروبية 2022 احتلال روسيا أراضي أوكرانيا أضعف من موقف أوروبا وسبب لها أزمات بسبب نقص النفط والغاز، كما أثرت العقوبات الغربية على الاقتصاد الروسي، وهذا عزز موقف المملكة التي اتخذت موقف الحياد في صراع أوروبا، مما مكنها أن تنتهج رأياً اقتصاداً لا يخضع للتسييس، ويخدم أهداف أوبك، ويضمن بإذن الله استقرار سوق النفط.