د. خالد بن عبد الرحمن الجريسي

في واحدة من أبرز مبادرات سموه وأفكاره واستراتيجياته الهادفة إلى تعزيز ريادة السعودية في مختلف المجالات، أطلق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية كإحدى ممكنات تحقيق مستهدفات رؤية 2030 لتكريس ريادة المملكة العربية السعودية في هذا المجال.

وقد داعبت هذه الاستراتيجية أحلام المبدعين، ولامست أشواقهم، وجسدت تطلعاتهم في مجال حماية الفكر والابداع الإنساني، وحقوق التأليف والابتكار وبراءات الاختراع وكذلك صون العلامات التجارية والنماذج الصناعية والتصميمات التخطيطية وغيرها، وأثلجت صدور الباحثين والمستثمرين وكل فئات المهتمين بالإبداع والابتكار والبحوث والتصنيع.

وترمي هذه الخطوة المباركة من سمو ولي العهد إلى تحفيز الاستثمارات الخارجية وجذبها وتعزير قدرات الاقتصاد الوطني، وتشجيع البحوث العلمية والتطوير ودعم جهود المراكز المتخصصة وتشجيع الباحثين، وهذا كله يصب في دعم قوة الاقتصاد السعودي، وتعظيم القيمة السوقية للعملة الوطنية، فضلاً عن التطوير الصناعي والتوسع الابداعي والوصول إلى اقتصاد المعرفة، وزيادة التقنية، وارتفاع مستوى التعليم والقيمة العلمية.

حيث تنطلق الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية من عدد من المرتكزات أهمها، توليد الملكية، وإدارتها، والاستثمار التجاري لها، وحمايتها.

هذه الرؤية الثاقبة من سمو ولي العهد تعمل على بناء منظومة الملكية الفكرية لدعم إيجاد اقتصاد قائم على الابداع والابتكار وتنمية هذا التوجه وتعزيزه، وتطوير المنشآت التجارية من خلال تجسيد مخرجات ونتائج الملكية الفكرية، والعمل على تحقيق المجتمع المعلوماتي واحترام الجهود الابداعية.

ولا شك أن المملكة العربية السعودية زاخرة بالعقول والطاقات الخلاقة الشغوفة بالابتكار والابداع وفي ظل هذه الاستراتيجية الذكية يمكن لهذه العقول أن تسهم في تسريع خطوات البلاد نحو تحقيق اقتصاد المعرفة من خلال منظومة متكاملة للملكية الفكرية تدعم تطوير التقنيات والصناعات المبتكرة وتقود السعودية إلى المكانة المرموقة والموقع اللائق بها الذي يحدق نحوه سمو ولي العهد من خلال ابتكاراته ومبادراته َواستراتيجياته التي تصنع المستقبل الزاهر للمملكة.

حفظ الله قيادتنا الحكيمة وأدام عليها موفور الصحة والعافية، وحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه وأدام عليها نعمة الأمن والاستقرار والازدهار.