ندى بنت محمد النبهان
الكلمة الدَّخيلة، هي: الكلمة غير العربيَّة التي زحفت إلى لُغتنا الأم - اللُّغَة العربيَّة – بفعلِ أسبابٍ قديمةٍ؛ فعُرّبَت، وجرَت على ألسنتنا - سواء في الفصحى أو العاميَّة – واعتدنا عليها حتَّى أصبحت كأي مفردةٍ عربيَّةٍ لا يُستغرَبُ من استعمالها في سياق كلامنا؛ ولعلَّ هذا الأمر يعود بالدَّرجةِ الأولى إلى الفتوحاتِ الإسلاميَّةِ القديمة؛ إذ إنَّها أسهمت في إدخال تلك الكلمات إلى لغتنا العربيَّة؛ وذلك باختلاط العرب مع غيرهم، وامتزاج ثقافاتهم، ولا شكَّ أن تلك الفتوحات كانت سببًا رئيسًا من ضمن مجموعة كبيرة من الأسباب التي دعت إلى دخولها، والحديث عن هذا الموضوع يطول، ولكنَّني ارتأيتُ أن أعطي لمحةً وجيزةً من غير توسُّعٍ؛ ليفهم القارئ معناها بشكلٍ عام، كما أنَّ هدفي من هذا المقال، هو: التَّركيز على عرض مجموعةٍ من الأمثلة على الكلمات الدَّخيلة، وبيان معانيها، ومن أين جاءتنا؟ وما أصولها؟
فإذا نظرنا إلى المعجمات اللُّغويَّة نجد أنَّ كثيرًا من اللُّغويّين يشيرون في نهاية تعريفاتهم لبعض الكلمات إلى أنَّ كلمةً ما تعدُّ دخيلةً، أو معربةً، وهذا يعني أنَّ أصلَها غير عربي، وهي كثيرةٌ جدَّا، ولكنَّني سأذكر الأبرز منها؛ فمن تلك الألفاظ غير العربيَّة التي تسرَّبت إلى لُغتنا العربيَّة:
-أباجورة: "بالفتح، مصباحٌ كهربائيٌّ يوضع على المكتب، أو بجوار السَّرير؛ للقراءة والكتابة (مصر)، وفي الشَّام تطلق هذه الكلمة على الحواجز الموضوعة في الشُّرفات"(ص19)، وأصلها: فرنسيٌّ، وتعني: مظلَّة المصباح (انظر: ص19).
-أبريل: "بفتح الهمزة، وكسر الرَّاء، الشَّهرُ الرَّابع في التَّقويم الأوروبي، ويُطابقُ نيسان من الشُّهور السّريانيَّة"(ص19)، وأصله: لاتينيٌّ (انظر: ص19).
-أبلة: "بالفتح، وتفخَّم لامها في الشَّام، الأخت الكبيرة؛ وتطلقها التّلميذات على المدرّسة بكسر الرَّاء المشدَّة أيضًا" (ص19)، وأصلها: تركيٌّ، وتعني: الأخت الكبيرة (انظر: ص19).
-أبيه: "بفتح الهمزة، وإمالة فتحة الباء، كلمة يُنادي بها الصَّغير أخاه الكبير، أو صديقَ أبيه الصَّغير السّن (مصر)" (ص19)، وهي تركيَّةٌ، ومعناها: (آغا بِك) (انظر: ص19).
-أَتكيت: "بفتح الهمزة، وإمالة فتحة الكاف، مجموعةُ آدابٍ اجتماعيَّة"(ص20-21)، وهي فرنسيَّةٌ الأصل (انظر: ص20-21).
-أتيليه: "بفتح الهمزة، وكسر التَّاء، وسكُون اللَّام، وإمالة فتحة الياء، مَرسم الرَّسام" (ص20-21)، وأصلها: فرنسيٌّ (انظر: ص20-21).
-أثيُوبيا: "بفتح الهمزة، وسكون الثَّاء، وضم الياء، الحبشة"(ص20-21)، يونانيَّةٌ، وأصل معناها: ذو الوجه المحروق (انظر: 20-21).
-أرستقراطيَّة: "بفتح الهمزة، وكسر الرَّاء، وضم التَّاء، طبقة النُّبلاء والأشراف ذوي الامتيازات، والأرستقراطيُّ: مَن ينتمي إلى هذه الطَّبقة"(ص23-24)، والكلمة يونانيَّة المنشأ، وأصل معناها: حكم الصّفوة المختارة (انظر: ص23-24).
-أرشيف: "بالفتح، دار حفظ الوثائق، والمكان المخصَّص لحفظ الوثائق في مؤسسَّةٍ ما، وقد اشتقَّ منه: (الأرْشَفَة)، وهي: حفظ الوثائق بالطَّريقة المعروفة" (ص24)، والكلمة فرنسيَّةٌ، من الكلمة اليونانيَّة، وهي بمعنى: دار الحاكم (انظر: ص24).
-أسانسير: "بفتح الهمزة، وسكون النُّون، وإمالة فتحة السين، المِصْعَد، وأهل الشَّام يجعلون راءَها لامًا (أي: أسانسيل)، ويقال له في فلسطين: (مَعَالِيت)" (ص25)، وأصلها: فرنسيٌّ (انظر: ص25)، قلتُ: وبعضهم يُطلقون عليه: (أصَنْصير) بإبدال حرفَي السين بالصَّاد، وحذف الألف الثَّانية، وإمالةُ الصَّاد الثَّانية.
-أسبرين: "بفتح الهمزة، وكسر الباء، أستيل حمض السَّاليسيليك، ويستعمل طبيًّا في علاج الصُّداع والرُّوماتيزم... وهو منحوتٌ من اسمه العلمي الكامل بالألمانيَّة مع إضافة اللَّاحقة (in) في آخره"(ص26).
-إستاد: "بالكسر، ملعبٌ دائريٌّ حوله مقاعد للمتفرجين، فرنسيٌّ... وقد عُرِّب قديمًا بصورة (إسْطادِيون)" (ص26).
-إستودِيو: "بكسر الهمزة والدَّال، وضم الياء، وله ثلاثة معانٍ، وهي:
( ) محلٌّ يرسم فيه الرَّسَّام.
( ) وموضعُ التقاط الصُّور الشَّمسيَّة.
( ) وغرفةُ البث الإذاعي، أو التَّصوير التّلفازي، أو التَّسجيل الصَّوتي؛ والجمع: إستوديوهات" (ص27).
-إسمِنت: "بكسر الهمزة والميم، مادَّة البناء المعروفة، والإسمنت المسلَّح: الخرسانة المدعَّمة بأسلاك الحديد، وهو إنكليزيٌّ" (ص29).
-أسِتون: "بالفتح، سائلٌ طيَّار عديم اللَّون، له رائحة مميّزة، إنجليزيٌّ، وهو باللاتينية بمعنى (الخل)"(ص30)، ويسمَّى حاليًّا: مُزيل صبغ الأظافر.