سلطان مصلح مسلط الحارثي
منذ بداية الموسم الحالي ووضع فريق الهلال ليس بالجيد، فقد بدأ الاستعداد للموسم ببداية غير موفقة، إذ لم يستطع جميع اللاعبين الالتحاق بالمعسكر الخارجي، كما أن فترة المعسكر كانت قصيرة، ولم تُلعب فيه مباريات كبيرة، ولذلك خسر وتعادل بداية الدوري في مباريات لم يقدم فيها أي مستوى، وحتى تلك التي فاز فيها، لم يكن فريق الهلال هو الفريق الذي نعرفه، ومع ذلك أوجد المشجع الهلالي العذر للإدارة والجهاز الفني، على أمل أن يكون الاستعداد الكبير في فترة توقف الدوري «قبل انطلاق كأس العالم»، ولكن المشجع خُذل وهو يرى السيد دياز بموافقة إدارية يمنح لاعبيه إجازة لمدة 28 يوماً، ومن ثم العودة للتمارين في معسكر داخلي مفتوح.
تلك الصدمة لم يشعر بها المشجع الهلالي إلا مع بداية المباريات الودية التي خسرها الهلال، وتحديداً مباراة نيوكاسل الإنجليزي التي ظهر فيها الهلال أشبه مايكون بـ «الحمل الوديع»، حيث اتضح أن الفريق يعاني من عدم الجاهزية البدنية واللياقية، وتأكد الجميع أن الهلال لم يُعد بالشكل الجيد.
لقد كان من واجبات دياز عمل معسكر خارجي في فترة توقف الدوري، حتى وإن كان جل لاعبيه يشاركون مع المنتخب السعودي، إلا أن لديه لاعبين آخرين من ضمن القائمة الأساسية في الفريق، وكان من المفترض تجهيزهم، كما أنه كان من المفترض على دياز اكتشاف بعض اللاعبين الصاعدين، ولكن هذا لم يحدث، ولذلك نعتبر دياز أخفق في هذه الفترة، كما أخفق في مباراة النصر التي لم يدرها بالشكل الصحيح، فقد كان الهلال قريباً من الانتصار حتى في ظل الغيابات، ولكن «خوف» دياز جعله يتراجع للخلف في أجزاء من المباراة، وهذا لم يتعود عليه فريق بحجم الهلال، عُرف منذ عقود طويلة بنهجه الهجومي.
الهلال في هذا الموسم مقبل على مرحلة صعبة، إذ إن لديه عدة مشاركات مهمة سواء داخلية أو خارجية، ويحتاج فيها لتجهيز كامل اللاعبين، فهل أدرك دياز حجم الخطأ الذي وقع فيه؟ وكيف يستطيع تصحيحه؟ وهل يسعفه الوقت لتصحيحه؟
أسئلة تتناثر أمام المشهد الهلالي، والحذر والخوف يحيط بالمشجع الذي يأمل نهوض فريقه قبل المشاركة العالمية الرابعة، تلك المشاركة التي تأتي في ظل ظروف صعبة، فالنادي ممنوع من التسجيل، والإصابات منتشرة في الفريق، وهنالك لاعبون أجانب وجودهم مثل عدمه، وتمثيل الوطن مهمة شاقة، توجب على الهلاليين العمل بشكل مضاعف لتشريف الوطن.
وطالما أن الحديث عن تشريف الوطن، فالهلال اليوم لا يمثل نفسه، بل يمثل وطناً ويمثل قارة تنظر له على أنه فريقها، ومن حقه علينا دعمه ومؤازرته، ومن حقه على المسؤول النظر له باهتمام، خاصة في هذه الفترة التي يعاني فيها من نقص مؤثر بسبب غياب أهم لاعبيه الذين أصيبوا مع المنتخب السعودي، ويحتاج تسجيل لاعبين جدد ليسد بعض الثغرات التي توجد لديه، فهل يُترك الهلال للمجهول وهو من شرف الوطن في جميع المحافل التي مثلنا فيها؟
الهلال الذي دائماً مايشرف الوطن مثلما ذكر ذلك سمو ولي العهد، سيذهب للعالمية «الرابعة» والمشاركة «الثالثة» وهو «مكبل» بقرار «محلي»ترك حوله ردة فعل كبيرة، ذلك القرار الخاص بإيقاف محمد كنو 4 أشهر «انتهت»، ومنع الهلال من التسجيل فترتين، «انقضى منها فترة»،وبقيت فترة أخرى، نتمنى كرياضيين أن تُعلق بشكل نهائي، ويُسمح لممثل الوطن بالتسجيل في الفترة الشتوية القادمة، لاستقطاب بعض النجوم الذين يساعدونه على تشريف الوطن، لنؤكد للعالم علو كعبنا، وإن مشاركاتنا في المحافل العالمية لم تعد شرفية، نشارك ونخرج، ونرضى ونتقبل النتائج السلبية، بل اليوم أصبحنا نشارك ونضع لنا بصمة تبقى في ذاكرة التاريخ، مثلما فعل ذلك المنتخب السعودي فيكأس العالم 2022، حيث حظيت تلك المشاركة بإشادة عالمية، تناولت مستويات الأخضر، وفوزه الكبير على منتخب الأرجنتين «بطل كأس العالم»، وكما فعل الهلال في مشاركته العالمية الأولى والثانية، حيث أشاد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، بفريق الهلال في مباراته أمام تشيلسي في كأس العالم للأندية النسخة الماضية، كما أشادت الصحف العالمية بفريق الهلال في مباراته أمام فلامنجو البرازيلي في كأس العالم 2019، ولذلك يُفترض أن نستثمر هذه الإشادات، ونؤكد للعالم، أن الرياضة السعودية متطورة، وتستطيع المنافسة، ولكن هذا لن يحدث طالما فريقنا السعودي يعاني فنياً، ولا يستطيع تسجيل لاعبين جدد، فكيف ينافس أعتى الفرق العالمية مثل ريال مدريد الإسباني وفلامنجو البرازيلي، وأقوى الفرق العربية المتمثلة في الأهلي المصري والوداد المغربي وهو «مكبل»؟
تحت السطر:
- الهلال تأهل للعالمية «الرابعة» كونه «بطل» لم يأت بعده أي بطل، ولو تم اختيار فريق غيره لكان ذلك «ترشيح» غير مستحق، ولعدنا للخلف22 سنة، حينما كانت «الأصوات» هي «المرجح».
- الذين يعارضون رفع الإيقاف عن الهلال هم أنفسهم الذين تمنوا خسارة المنتخب السعودي في كأس العالم 2022، وهؤلاء بالتأكيد لن يلتفت لهم المسؤول الذي يعرف نواياهم ومقاصدهم.
- عايروه بقصة الـ20 سنة، فأصبح اليوم زعيم العالمية في القارة الآسيوية «كونه أكثر الفرق الآسيوية تأهلاً لكأس العالم»، بينما استمر غيره على عالميته «الترشيحية - التجريبية».