عبده الأسمري
كتبت «حروفها» الأولى على «ألواح» الكتاتيب واستودعت «أحلامها» المثلى في «انتظار» الغيب لتركض بين «سر» اليقين وجهر «التمكين» متخذة من «التوكل» على «الوكيل» نبراساً أضاءت به «مسارب» البدايات واستنارت به نحو «مشارب» الأمنيات.
حولت «الدوافع» إلى خلطة سرية أنتجت بها مركبات «النفع» ونالت بها موجبات «الشفع» ماضية تلاحق «الأسبقية» وتستبق «الأحقية» في «علوم» الصيدلة و»عوالم» الأدوية.
غاصت في «أعماق» الإلهام» باحثة عن «حلول» في آفاق «المهام» فأبهرت «العالم» بموهبة «الذات» وهبة «الإثبات «حتى حفرت «اسمها» في ذهن «الابتكار» وغرست «ذكرها» في متن «الاعتبار».
إنها عالمة الأدوية والصيدلة البروفيسورة سميرة إبراهيم إسلام إحدى أبرز العالمات السعوديات والعربيات.
بوجه حجازي بحكم «الأصول» واحتكام «الفصول» تسكنه علامات الوقار وتملؤه سمات الاستقرار وتقاسيم تتشابه مع والديها وتتقاطع مع عائلتها وملامح تتجلى فيها علامات «النباغة» و»البداهة» وهيئة وقورة تعتمر «الحجاب» المكتمل الذي يعنون ظهورها في الداخل والخارج والمتكامل على شخصية خلوقة «التعامل» «هادئة» الطبع «نبيلة» الطباع وكاريزما تتقطر أدباً وتهذيباً وصوت تتلألأ منه مفردات «التخصص» وانفرادات «الاختصاص» ولغة عربية فصحى تتقاطع مع إنجليزية مثلى وعبارات مختصرة «القول» منتصرة «المعنى» تسمو فيها «أسس» التخطيط و»أبعاد» التنفيذ وتعلو فيها «قراءات» الطب و»استقراءات» الصحة قضت البروفيسورة إسلام من عمرها عقوداً وهي تضيف للمعارف أرقاماً صحيحة نتاجها الفوائد وتمنح للمشارف نتائج مؤكدة قوامها «العوائد أكاديمية وعالمة ومسؤولة وخبيرة ومستشارة وقيادية أشعلت «الضياء» في دروب «الوطنية» و»اتجاهات «المهنية» بإضاءات «التمكن» وإمضاءات «المكانة».
في الهفوف درة الساحل الشرقي ولدت أثناء وجود والدها «الوجيه» في مهمة عمل بالمالية وعادت وتنقلت ما بين الطائف ومكة وجدة في ترحال حكمته «مواقع الأب» الوظيفية وتعتقت روحها طفلة بعبير «الروحانية» في رحاب البيت العتيق وأثير «الطمأنينة» في جنبات المسجد الحرام وتشربت نفسها رياحين «الورد» الطائفي ومضامين «الود» العائلي فانجذبت باكراً إلى «الصلاح» الذي استعمر وجدانها من طهر «المكان» وأثر «الزمان» ثم ربت في «كنف» أب كريم من «علية» قومه وأم حنونة من «خيرة» جيلها فانتهلت باكراً من «ينابيع» التربية و»جداول» التوجيه لتجني «ثمار» الفلاح وتستغل «استثمار» النجاح حتى ظلت في ركض «مستديم» بحثاً عن إرضاء «غرور» الطفولة ونيل «سرور» البطولة..
وفي جدة ظلت الطفلة الصغيرة تنتظر والديها كل مساء لتفضي إليهم بأحاديث «النبوغ» الباكر وظلت تكتب أحلامها الكبيرة على كشكولها «الملون» راسمة خرائط «المستقبل» بأنامل كانت تعد الأيام والأشهر لتبدأ «خطوات» الغد بأنفاس «الانتصار».
حيث بدأت الدراسة في «الكتاتيب» صباحاً وكانت تدرس على أيدي معلمين من مدارس تحضير البعثات مساءً ولأنها شغوفة بالعلم عاشقة للبحث انتقلت لإكمال دراستها في مدينة الإسكندرية وأتمت مرحلة من تعليمها هنالك لتطير إلى بريطانيا حيث ظلت إسلام تلاحق «بعد نظرها» في «سباق» مع الانفراد ومضت تشق طريقها «المحفوف» بالتحديات وحولت شدائد «الاغتراب» إلى فوائد للائتلاف حيث أكملت أبحاثها بكلية طب «سانت ماري» في جامعة لندن في مجال التصنيف الجيني للمجتمع السعودي ويعتبر بحثها هو الأول من نوعه في المراجع العلمية المتخصصة. حيث حصلت عام 1970م على درجة دكتوراه الفلسفة في العلوم الصيدلية.
أمضت إسلام سنوات من المكوث في دوائر العلوم ومراكز البحوث مبهرة «الإنجليز» بقدرات عالية وإمكانيات فريدة حيث نالت في عام 1983 درجة «الأستاذية» في علم الأدوية كأول السعوديين من الجنسين.
وفي عام (1972م) قامت بتأسيس أقسام الكيمياء والفيزياء والأحياء والرياضيات في كلية التربية بفرع جامعة الملك عبد العزيز في مكة المكرمة. وفي عام (1973م) أدخلت الدراسات النظامية للطالبات في الجامعات بعد أن كانت الدراسات بالانتساب والدراسات المسائية فقط.
واستحدثت في الفترة من (1975- 1978م) كلية العلوم للطالبات بمنشآت كلية الطب وعكفت على تطويرها حتى أصبحت كلية مستقلة بالجامع وعملت عضو هيئة تدريس في جامعة الملك عبد العزيز من 1996وحتى عام 1998م وتعينت رئيسة لوحدة قياس ومراقبة الأدوية في مركز الملك فهد للبحوث الطبية - جامعة الملك عبد العزيز.
واختيرت كمستشار إقليمي في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لبرنامج الأدوية الأساسية، وهي أول سيدة وثاني شخصية سعودية تتولى منصباً رسمياً في منظمة الصحة العالمية.
وفي الفترة ما بين (1998 - 2000م) تعينت عميدة مؤسسة لكلية عفت الأهلية للبنات وهي أول كلية أهلية جامعية للفتيات.
وقد أجرت أبحاثاً عديدة في مجال مراقبة الدواء ونشرت أكثر من 75 بحثاً منها 32 في المجلات العلمية المحكمة. وفي يناير 2000م اختيرت من ضمن أفضل 32 عالمة متميزة لجائزة المرأة والعلوم في هيئة اليونسكو من بين 400 عالمة رشحن من قارات العالم الست. وتعد أول سيدة عربية وكذلك أول سيدة من العالم الإسلامي تحصل على هذا الترشيح.
وفي عام (1999م) وعلى مدار سنوات شاركت في أنشطة وندوات هيئة الأسكوا ضمن مجموعة الخبراء والمستشارين وهي عضو المجموعة الاستشارية لمنظمة الصحة العالمية في خدمة المجتمع وتتمتع بعضوية عشر هيئات ولجان وجمعيات على المستويين المحلي والعالمي وقد حصلت على جائزة مكة المكرمة للتميز العلمي والتقني عام 2009م. وشاركت في العديد من المؤتمرات داخلياً وخارجياً.
عرفتها «المحافل» وألفتها «المنصات» بأنها ابنة الوطن البارة وسليلة المجد السارة التي اقترن اسمها بالأولوية وارتبط صيتها بالانفرادية في «متون» الإنجاز.. «شؤون» الاعتزاز.
البروفيسورة سميرة إسلام السفيرة العلمية والخبيرة المعرفية والأنموذج المشرف للسعوديات التي حطت رحالها على أرض «المعرفة» ورفعت رايتها في «سماء» العلم ورسخت سيرتها في ذاكرة «المجد» وخلدت عملها في قوائم التتويج.