ظهرت وسائل الإعلام، منذ أن وجد الإنسان على هذه الأرض، فالإعلام ليس وليد الساعة، فهي عملية قديمة ارتبطت بتاريخ الإنسان منذ القدم، فقد عرفت الحضارات الإنسانية القديمة الإعلام ومارسته، منذ العصور الماضية، فكانت تمارسه بصورة أبسط مما عليه الآن، فقد مرت بمراحل عديدة، وتطورت عبر الأجيال لتصل إلى ما وصلت إليه في عصرنا الحالي، فقد اتخذت أساليب وصوراً مختلفة، وأكثر تطوراً، تتماشى مع درجة تطور المجتمعات، في ظل الثورة الصناعية والتكنولوجية، التي ساهمت بشكل كبير في تسهيل وانتشار الكثير من وسائل الإعلام.
أخذ مفهوم الإعلام في التوسع بصورة أكبر، ليشمل العديد من الوسائل والأدوات التي تستهدف الجمهور، لتوصيل معلومات محددة إلى جمهور مستهدف. فإذا أردنا تعريفه باعتباره نشاطاً اجتماعياً، فإن أوضح تعريف له هو ما قام بتفسيره العالم الألماني «اتجورت» بأن الإعلام هو التعبير الموضوعي عن عقلية الجمهور أو ميوله واتجاهاته في نفس الوقت، فنجد الإعلام يشمل أي طريقة للتعبير أو التفاهم المتبادل بين البشر. فوسائل الإعلام بمختلف أنواعها، تعتبر المصدر الأكثر أهمية في الحصول على المعلومات، للغالبية العظمى من الناس، سواء كان ذلك من خلال الراديو، أو التلفاز، أو الصحف، أو غيرها من وسائل الإعلام الأخرى، حيث تعمل على نشر الأخبار على أوسع نطاق ممكن، لذلك أصبحت هي المصدر الأساسي المعتمد من قبل غالبية الناس في الحصول على المعلومات والأخبار المختلفة، فأصبحت مصدراً أساسياً للأخبار السياسية، كما أصبحت المصدر للمعلومات الثقافية، من خلال بعض البرامج التلفزيونية، بالإضافة إلى أهميتها الكبيرة في توفير البرامج التعليمية المختلفة، ويمكن معرفة ثقافة أي دولة من خلال مشاهدة وسائل الإعلام لتلك الدولة وتحليلها والتفاعل معها. بروز أهمية الإعلام كمصدر رئيسي، لتلقي المعلومة، يزيد من أهمية و قيمة الوسائل الإعلامية، لأنها تعد مصدراً لتلقي المعلومة، والخبر، فنجد المهتم بالشؤون السياسيّة يعتمد على متابعة الإعلام، وكذلك المهتم بالرياضة، والاقتصاد، والصحة، والموضة، والثقافة، والفن، والتقنية، وريادة الأعمال، والكثير من المجالات التي تستقي معلوماتها، وآخر أخبارها من الإعلام، وخاصة الإعلام الجديد، علماً بأن دوره المهم لا يتوقف عند نقل الخبر أو المعلومة فقط، بل يساهم، في تنمية المجتمعات، كونه أحد ركائز التنمية السياسية، والثقافية، وهو بلا شك يضاعف أهمية الدور الذي تؤديه وسائل الإعلام، ويعلي من شأنها على الصعيد السياسي، والمجتمعي، والجدير بالذكر أن تلك العملية الإنمائية بمختلف محاورها تساهم في توعية المجتمع، ونبذ العنف، والتطرف، فينشأ مجتمع واع، يمتلك مناعة ذاتية ضد التطرف، وهذا يصنع حياة أفضل لكافّة فئات المجتمع، بالإضافة إلى الحياة السياسية المستقرة؛ لتسود الثقة المتبادلة بين الشعب، والحكومة. فكانت وما زالت مملكتنا العظيمة، في ظل قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وولي عهده، تلعبوراً محورياً في صناعة، وتطوير قطاع الإعلام، الذي يبرز مكانتها الحقيقية على الصعيد المحلي والدولي، امتداداً لدورها الدبلوماسي والاقتصادي المؤثر في منظومة الاقتصاد العالمية ومجموعة العشرين، والتي تمتلك رؤية طموحة نحو مستقبل واعد بالإنجازات والتطور والتقدم، حيث تم تسليط الضوء على قطاع الإعلام، باعتباره ممر العبور الآمن لحقبة أكثر تطوراً ونضجاً في حياة الأمم، ولما له من أهمية في نشر الوعي الثقافي والوطني، ونشر الدين الصحيح، والدفاع عن الحقوق الوطنية.