خديجة أحمد الجودر
22 فبراير تاريخٌ خالدٌ ستتذكره أجيال المستقبل وستروي حكايته لشعوب لم تشهد أحداثه وإنما ستعيش منجزاته, فقبل ثلاثة قرون ومنذ ذاك التاريخ بزغ فجر جديد في أرض الجزيرة على يد فارسها الإمام محمد بن سعود الذي سطر ملحمة تاريخية بتتويج رؤيته وتأسيس دولته متسلحاً برجال حملوا أمنيات شعبهم على عاتقهم وطموح أبناء تاقت قلوبهم لحياة كريمة وتطلعت آمالهم لمستقبل مشرق يضمن لهم عزاً وكرامة فخلقوا وطناً من صحراء قاحلة وصنعوا اسماً يحلق في عنان السماء من أدنى الشرق إلى أقاصي الغرب.
كان مشروعاً بدأ بفكرة أشبه بمعجزة تسبقها عزيمة وتليها إرادة لتحقيق مجدٍ تليدٍ ملهمٍ مخلدين كلمة ألقاها على مسامعهم قائدهم عندما قال الوعد في الدرعية فكانت القاعدة التي أضاءت منها شعلة الانطلاق والميثاق الذي حفظ ليكمل مسيرة الأجداد.
هذه قصة بناء أمة شاء لها القدر أن يكون لها نصيبٌ من اسم مؤسسها، وأبطال حكايتها تمحور بين المحمدين الأول وضع لبنتها والثاني كتب دستورها ثم جاء عزيزهم ليحمل إرثهم ويقطف من حصادهم رافعاً راية خفاقة بشهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله فوهبه الخالق العزة والملك العظيم، رحلة تاريخية تعاقب عليها أسلافنا تبعوا إيمانهم فتركوا أرواحهم إلى حيث تقودهم أحلامهم لينتزعوا مكانة في قلب الزمن ويرسموا حدوداً على أرض وطن.
فتلاقت على ترابها خليط متناغم من الثقافات وامتزجت بين أركانها ألوان جمة من الهويات فولدت لحمة من الانتماء وعراقة الأصل لتمسي كالرواسي الثابتة والجذور المغروسة تحت ظل قيادة حازمة ورؤية حكيمة لشعبٍ طموحٍ يحق له أن يعيش فخر ماضيه بشعار (يوم بدينا) ويحتفي بمجد مستقبله بنبراس ينقشه بـ(هكذا سنحيا) بإذن الله فحفظ الله المملكة العربية السعودية من كل مكروه.