فهد المطيويع
أكثر المتفائلين من محبي النصر لم يتوقع أن يشاهد كريستيانو يرتدي شعار هذا النادي، أو يلعب له حتى الإدارة النصراوية لم تتوقع هذه الصفقة ولكن في رياضتنا تعودنا على توقع غير متوقع على جميع المستويات، وكل يوم لنا قصة في هذا الوسط الساخن، باختصار وحسب قراءة المشهد كما فهمناه وفهمه الوسط الرياضي فإن النصركان محظوظ خدمته بقوة ظروف (إيقاف الهلال والاتحاد) عن التسجيل، وهذا ماجعل اختيار النصرحلا أخيرا بعد أن أصبح كرستيانومتاحا كفرصة لا يمكن تفويتها بأي حال من الأحوال، ويمكن القول انها كصفقة لا علاقة لها بالمنطق ولا بالإنجازات أوالجماهيرية أوالجدارة،كما يحاول أن يسوق لها بعض إعلام النصر الذي كان آخر من يعلم عن هذا الموضوع، وبغض النظر عن أي شيء يتعلق بهذا الاختيار نقول إن وجود مثل هذه الأيقونة في الدوري السعودي مكسب كبير وسيساهم في تحول بوصلة الإعلام الغربي تجاه المملكة ونقل الصورة الحقيقية عنها وعن مشاريعها وخطوات التطوير المتسارعة على جميع المستويات خاصة بعد أن عشنا صدى فوز منتخبنا الوطني على منتخب الارجنتين في كأس العالم الذي جعل اسم المملكة يتردد بإيجابية حول العالم، وهذا أمر جيد لمسنا إثارة أثناء بطولة كأس العالم، وهذا يثبت أننا من خلال هذه القوة الناعمة قادرون أن نصل للعالم بسهولة مع كل ما نملكه من ثقل سياسي واقتصادي وديني، الجميل في الموضوع أن محبي هذا النجم في كل أرجاء العالم سيتحولون لمتابعة دورينا رغم أن كرستيانوحاليًا يعيش أسوأ الظروف وفي أمتاره الأخيرة في عالم المجنونة ولكنه يظل أيقونة عالمية لا يمكن تجاوزها او التقليل من تأثيرها إعلاميًا لسنوات قادمة، فهو يظل اسطورة من اساطير كرة القدم.
على أي حال أتمنى أن يحفز وجود هذا النجم الجميع على استغلال هذا الحضور بشكل ايجابي سواء على مستوى الاستثمار أوالترويج لتطور المملكة أوعلى البنية التحتية للملاعب أوعلى مستوى النقل التلفزيوني الذي مازال (مريضا تتلقفه الاجتهادات) منذ سنوات، الخوف كل الخوف ألا نستوعب أهمية التوقيع مع لاعب بهذه القيمة السوقية ويتحول الموضوع بشكل عكسي (backfire) على الشكل العام للكورة السعودية من خلال غياب جماليات النقل واحترافية العمل خاصة أن الإعلام الغربي لا يرحم، وهو مازال ينتقد قرارانتقال كريستيانو لنادي مغمور وغير معروف عالميًا بعد كل هذا التاريخ الحافل والإنجازات الكبيرة، وقد سمعت أحدهم يقول كسب كرستيانو (طن) من النقود وخسر الأضواء ومتابعة الجماهيرعالميًا، الأمل كل الأمل أن نصل للفائدة المرجوة، وأن يتم الاستمرار على هذا النهج ونرى أكثر من نجم عالمي ينضمون لبقية أندية الدوري من باب المساواة لكيلا يسود مبدأ الخيار والفقوس والتفريق بين الأندية خاصة الهلال الذي لسان حاله يقول ( حظنا تعبان مهما نسوي للكورة السعودية مايبان في عين اتحاد الكورة ولا لجانه).
عموماً أثبتت الأيام أن النوايا الحسنة تنتصردائمًا لنادي الطيبين والتاريخ لا يكذب ولا يتجمل.