أمل عبدالله القضيبي
تعتريني رعشة محموم، أنظر إلى عقارب الساعة لا يزال الليل يزحف ببطء.
قطرات المطر تنعكس على زجاج نافذتي فأرسم بإصبعي ما يحلو لي.
أعود إلى فراشي، أتدثر بلحافي، قلبي تتسارع نبضاته يلتمس الدفء.
أقترب من المدفأة، أفرك يدي، أخرج كتاباً أقرأه، أتركه جانباً، أخرج قلماً وورقة وأكتب خاطرة، أكتب إليه، وإلى كل غائب تركني ورحل.
لقد كان حبك هشاً، واهياً كبيت عنكبوت.
فورة الحب التي عشتها كأحلام يقظة سرعان ما تلاشت مع مرور الأيام.
فصول السنة تتعاقب وأنت في مكانك لا يهزك حنين.
والشوق المختبئ ظل محبوساً في صدرك بلا معنى.
كيف للنار أن تخمد في جوفي وأنت تشعلها في كل لقاء، فتنساها ليطفئها برودك وغرورك وشيء أجهله عنك.
في كل ليلة أخدع قلبي وأوهمه بالميل والقرب، بالحب والأمان. أكذب عقلي وهو يحاول أن يرسل لي إشارات توحي بالنفور، بالتضاد، بالتصادم، بالتوقف عن المحاولة، فلابد لهذا الأمر أن ينتهي سريعاً.
لكني لازلت أختلق الأعذار، وفي كل مرة أمهد لك طريق النجاة تسقط من عيني، أحتقرك ، وألعنك في سري.
لقد أثقل خطوتي هذا الرباط، وأردت التحرر منه والبدء من جديد.