قصيدة رثاء مُؤثرة للشاعر المعروف فهد بن محمد السياري في (أم تركي) حصة بنت عبدالله المبدل -رحمها الله- زوجة أخيه الشاعر المعروف إبراهيم بن محمد السياري:
من كثر ما ارثي من كبار الجزيره
ومن ربعي الأدنين والربع الأقصين
ما قد رثيت من النساء إلاّ الأثيره
أمي عسى منزالها المنزل الزين
فقدانها أثّر فالحشا والسريره
كنّه على بعده قبل بس يومين
خمسة عشر عامِِ بقلبي يديره
سهمٍ طرف نصله وصل للشرايين
جرحٍ يثور أحيان وأحيان أثيره
بالشوق حتى يدمع القلب والعين
حتى ومر وقتي باخوه ونظيره
حزن أختٍ أنبل من على الأرض يمشين
ما كانت أمي كانت أختٍ كبيره
زوجة عضيدي ومن أعز القريبين
ذيك أم تركي حي راس وعشيره
من نادراتٍ فانياتٍ من سنين
كانت للأخبار الجميله بشيره
وتقرّب أطراف القلوب البعيدين
كانت عن الزلاّت بكماََ ضريره
مقصورة لسان ونظر عين ويدين
كان أكثر اللي تنطقه دوم خيره
وصوم الخميس تحبه وصوم الاثنين
ومواطنه لكن على طبع أميره
فيها العقل والصبر والثقل واللّين
العاقله والديّنه والستيره
كان اسمها من ذيك الأيام والحين
اللي بصدق أبيات شعري جديره
وعز الله إن الشعر قاصر ومسكين
وشلون أبرثي والمشاعر كسيره
حتى الشعر من كسرتي خاطره شين
فقدانها أوجع كل محمود سيره
حتى بكوها أقصى العرب مثل الأدنين
يسقي ثراها كل صادق ذخيره
من دمع خلق الله ودمع المصلين
يرضى عليها الله بعفو وبريره
ويروي قبر ممدوحة العقل والدين
اللي عزاها سار في كل ديره
كلٍ يعزّينا من يسار ويمين
يوم انتهى صدر الشعر من زفيره
وامطر على صدر الورق منه تطمين
ردّيت سيف الحزن داخل جفيره
وآمنت باللي كوّن الخلق من طين
ما عندي إلاّ الشعر ما فيه غيره
لو اقدر التغيير ما قلت بعدين
مرثيّةٍ فالأوله والأخيره
أدعي بها وأنتم بعد قولوا آمين
** **
- فهد بن محمد السياري