خالد بن حمد المالك
إذا أردت أن تتعلم فاصغ لما يتحدث به الأمير محمد بن سلمان, تفحص جيداً كل كلمة تصدر منه، وتمعن في كل رأي يقوله، وأعط لنفسك فرصة للاستمتاع لما يطرحه من رؤى وأفكار، وبخاصة إن كان هذا يتم وجهاً لوجه إذا ما أتيح لك ذلك، أو من خلال ظهوره في القنوات الفضائية، فأنت ستكون عندئذٍ أمام قامة وزعامة وشخصية وقيمة لم تعتد على مثلها.
* *
ففي سنوات محدودة فاجأنا ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بشخصية قيادية ملهمة، وزعامة بمواصفات مجددة وطموحة وحالمة، فأثرّ قوله في الناس، وجذب بفكره الخلّاق من كانوا يبحثون عن قائد جاد وحازم وعادل ومنصف، وصاحب إنجازات مبهرة، فإذا بهؤلاء يجدون أمامهم هذا القائد الشاب.
* *
لا يكل سموه عن العمل، وليس لديه فترة للاسترخاء، أو وقتٌ يغيب لديه التخطيط والإبداع من أجل وطن طموح، ورؤية تملأ ما كان من فراغ سابق، في زمن تعاني فيه الدول من أزمات وتحديات، فإذا به يغرّد بالمملكة بتوجيه من الملك سلمان خارج هذه المعاناة, بما لا يمكن أن يقابل جهده إلا بالثناء، وهذه الكلمة هي في عمق هذا الإطار لقول كلمة الحق عن قائد التغيير.
* *
كنا كإعلاميين وإعلاميات قبل أيام على موعد مع محمد بن سلمان، أعطانا من وقته أكثر من ثلاث ساعات، وتحدث عن كل شيء سُئل عنه، وأجاب على كل استفسار طُرح عليه، وقال بشفافية ووضوح الكثير عن التطلعات والآمال وأيضاً التحديات، بثقة القائد الذي يقرأ المستقبل المفرح، ويسعد بما تحقق وسوف يتحقق من مشروعات عملاقة لبلادنا الحبيبة.
* *
كان حديثه عن الشأن الداخلي والخليجي والعربي والدولي، بكل التفاصيل، بالوضوح الذي اعتدنا عليه من سموه، وكان يتحدث كما لو أنه كان يقرأ من ورقة، حديثه كان بالأرقام والإحصائيات، بالحقائق والمواقف، كان جريئاً في ثقة، وصريحاً دون انفعال، وحماسياً في صدق وإخلاص، شأنه في ذلك شأن كل القادة التاريخيين الكبار.
* *
خرج الزملاء والزميلات من الاجتماع بعد أكثر من ثلاث ساعات مرت سريعاً بانطباع جميل، كان فيها استمتاع، وتشبع بالمعلومات المهمة التي طرحها سموه على الجميع، ووضعها بين أيديهم وعقولهم تقديراً منه لدورهم ورسالتهم وحبهم وتفانيهم من أجل وطن عزيز، ما جعل التفاعل مع حديثه مشجعاً لطرح الكثير من الأسئلة، والمشاركة في مداخلات مهمة، بينما كان محمد بن سلمان في أجواء فرح للحوار والنقاش والأسئلة التي كانت محور اجتماعه بالإعلاميين.
* *
سبق اللقاء مرور الأمير الجليل على جميع الحضور وعددهم يصل إلى أربعين إعلامياً وإعلامية مصافحاً واحداً بعد الآخر، ومرحباً باللقاء بهم، في تواضع أدركه الجميع، ومحبة خالصة قدرها كل الحضور، وعندي المزيد مما يمكن أن أقوله عن أجواء اللقاء الثري بالمعلومات، فمن رأى ليس كمن سمع، ونحن رأينا وسمعنا واستمعنا معاً، ونشاهد مع غيرنا المشروعات العملاقة على الأرض، ونتابع السياسة الخارجية للمملكة بإعجاب، ولعل الصورة الآن أصبحت واضحة لكم عن هكذا لقاء مع الأمير، وماذا يعنيه حين يتحدث للإعلاميين.