بالأمس رحل عنا العم والوجيه والقائد والمعلم والمربي والساعي على قضاء حوائج الناس الأستاذ عبدالرحمن بن سعود العجاجي (أبو سعود)... الرجل الشهم الكريم المحب للخير والساعي له من عرفه ومن تعامل معه أحبه ودعا له... هو عنوان ومجلد لكتاب وكتب تحمل في طياتها الخير والعلم والمعرفة ونقاء السريرة والإخلاص لدينه ووطنه وقادته.
كان -رحمه الله- منذ صغره يتولى المسؤولية باقتدار سواء على مستوى بلدته ضرماء التي ولد وترعرع فيها فنشأ يتيماً مع أخيه وأخته، فقد مات والده وهو صغير، حيث درس الابتدائية بضرماء، بعدها انتقل إلى دار التوحيد بالطائف لاستكمال دراسته.. هنا وقفة فقد كان المستشار لجماعته وأهل بلدته رغم صغر سنه وهو لم يبلغ الثمانية عشرة من عمره.. درس وأكمل دراسته الجامعية بكلية الشريعة بمكة وحصل على المركز الأول على دفعته.
إنه عبدالرحمن العجاجي أبوسعود.. تقلد إدارة أكثر من مكان وكان يديرها باقتدار حيث كان على ثغر مهم في بناء جيل متعلم يدير دفة القيادة والتطوير لهذه الدولة حيث كانت رؤيته تتمثل في تهيئة الجيل القادم علما وخلقا وأداء وانتظام وانضباط... من خلال قيادته لعدد من صروح التعليم، حيث إن من تخرج من صروح التعليم التي تولى إدارتها هم الآن قادة في التطوير والتغيير لهذا الوطن..
كان الوفاء سلوكه وعنوان مسيرته كما كان الداعم لكل عمل أو نشاط يصب في إعداد الجيل القادم حيث رعى ودعم عدة جوائز على مستوى وطنه وقبيلته (الكثران) وأسرته آل العجاجي منها جوائز التفوق الدراسي وجوائز حفظ القرآن وجوائز إبداع وتميز في صلته لرحمه وأصدقائه ومعارفه كان السباق لذلك فقد كانت علاقاته المتميزة مع آل العجاجي في ضرماء وحريملاء والأحساء والقصيم مستمرة انه عبدالرحمن بن سعود العجاجي.
أبو سعود... أثناء عمله لم يغلق باب مكتبه أمام أي شخص أو مراجع أو صاحب حاجة. في منزله بابه يوميا مفتوح له جلسة صباحية وبعد المغرب يستقبل محبيه وزواره...
ولذا بادله أهل بلدته بتكريمه حباً بحب ووفاء له جراء ما بذله وعمله وذلك بحفل يليق به وكان الحضور متنوعاً من أطياف المجتمع السعودي وقد تزاحم الجميع بطلب المشاركة بتكريمه وأعتقد أنه التكريم الأول الذي يقام لشخص واحد على مستوى ضرماء.
رحل رجل بألف رجل رحل رجل شهم تعويضه صعب فهو رقم صعب تكراره.
(وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر) كيف لا وقد أكرمه الله بما وهبه من جميل المناقب؛ فهو: الكريم الأبي، والشهم القوي، والمخلص النقي... الإنسان المفضال، المقدام الأصيل، ذو الخلق الرفيع؛ الذي علَّم كل من حوله كيف تكون الحياة كريمة راقية... ولست بصدد إحصاء مناقبه؛ التي تؤلف فيها الكتب. البشاشة على محياه والبشر ملازمه والابتسامة بوجهه، إنها علامات التوفيق بالحياة والممات رحمه الله..
من ذكر بالخير فليبشر بالخير الناس شهود الله في أرضه... اللهم اغفر له وارحمه وأسكنه فسيح جناتك يا رب العالمين.
** **
- عبدالرحمن بن سعد بن شعلان العجاجي