سارا القرني
قبل انطلاق كأس العالم الأخيرة في قطر.. رددت وسائل الإعلام عن مفاوضة فريق سعودي لصاروخ ماديرا البرتغالي «كريستيانو رونالدو»، وارتبطت مفاوضاته باسم نادي الهلال، والناس بين مصدّق ومكذّب.. إذ هل يستطيع ناد سعودي أن يجلب أحد أبرز أساطير كرة القدم إلى السعودية، بل هو أحد 3 أساطير حيَّة على وجه الأرض بوجود بيليه -قبل وفاته- وميسي الحاصل على كأس العالم الأخيرة!
في أحد البودكاستات التي أتابعها خرج رئيس الهلال فهد بن نافل وأجاب على سؤال صريح بقوله: «نعم.. فاوضنا كريستيانو رونالدو، ونستطيع أن نجلبه» لكنه ربط توقف المفاوضات وعدم جلبه إلى النادي بالعقوبة التي فرضها الاتحاد السعودي على ناديه بإيقافه عن التسجيل لفترتين متتاليتين، وبالتالي انتهاء حلم إحضار أحد النجوم الحاصلة على الكرة الذهبية إلى ملاعبنا.
أقيم كأس العالم وانتهى.. وقبل انتهائه أنهى مانشستر يونايتد الإنجليزي علاقته برونالدو، لتعود الأخبار وتتواتر عن نية أحد الفرق السعودية التعاقد معه في فترة الانتقالات الشتوية، لكن الهلال لا يستطيع التسجيل.. إذاً لم يبق سوى الغريم التقليدي «النصر السعودي».
30 ديسمبر 2022م تاريخ لن ينساه المنسوبون إلى النادي «العالمي» كما يحلو لمحبيه أن يسموه، تم التوقيع مع كريستيانو رونالدو ليختتم النصر عامه بأضخم صفقة رياضية سعودية عربية خليجية عالمية.. أو صِفها كما تشاء، لتنهال التهاني على النادي السعودي وكذلك لكل عشاق المستديرة، وهذه المقدمة الطويلة التي سردتها ليست إلا توثيقاً للأحداث حتى التعاقد.. لكنها مهمة لفهم ما ترتب عليها من تبعات إيجابية وسلبية.
لن أتحدث عن المبلغ الضخم الذي سيتقاضاه اللاعب.. لأنني متأكدة من ضخامته ولن أكذّب أي خبر يتحدث عنه، لكنني سأتحدث عن الأرقام التي أحرزها نادي النصر مسبقاً قبل أن تخطو قدما النجم البرتغالي في أرض السعودية، زاد متابعو حساب النصر في تويتر إلى أكثر من 3.6 مليون متابع خلال 24 ساعة من إعلان التوقيع، وارتفع متابعو حساب النادي في إنستقرام من 867 ألفاً إلى أكثر من 5.5 مليون متابع خلال اليوم الأول أيضاً من إعلان التوقيع، وتجاوزت مبيعات قميص رونالدو في متجر نادي النصر حسب الأخبار المتداولة 2 مليوني ريال في يوم واحد، هذا وتخطط إدارة النصر أن تبيع مليون قميص خلال العام الحالي على الأقل حسب ما ذكرته إحدى الصحف المحلية.
الفرق السعودية بهذا التعاقد كسرت الحاجز بينها وبين أي لاعب عالمي لا ينظر إلى المنطقة بعين المستقبل الطموح، صحيح أن كريستيانو جاء في سن الـ37 لكنه كذلك جاء في أوج منافسته مع الأرجنتيني ليونيل ميسي والتي كسرها الأخير بحصوله على كأس العالم والذي ارتبط اسمه بفريق الهلال السعودي بعد أنباء تقول إنه من المحتمل رفع إيقاف التسجيل عنه خلال هذه الفترة من السوق الكروية.
حضور كريستيانو أنهى الجدل المزعوم الذي يشكك بقوة الدوري السعودي وقدرته على جلب نجوم من قائمة التوب تن، وحسب الأخبار المتداولة فإن المملكة تخطط لاستضافة الكرنفال الكروي الأعظم «كأس العالم» وسيكون رونالدو أحد السفراء الداعمين لهذا الملف حول العالم، ولن أستبعد ميسي ولوكا مورديتش وسيرجيو راموس ودي ماريا وغيرهم، ورغم المبالغ الضخمة التي يمكن أن يحضر بها هؤلاء النجوم.. إلا أنها ستكون صفقات ذات مكاسب محسوبة لإحراز الهدف الأهم وهو نقل الأنظار عالمياً إلى منطقة الشرق الأوسط عامةً والسعودية على وجه الخصوص، وسنرى في المستقبل القريب أسماء مدوية لن تقل أهمية عن رونالدو ولن تفكر في جلبها إلا الفرق السعودية بوجود الدعم الحكومي غير المسبوق لتطوير الرياضة.