عثمان بن حمد أباالخيل
(أنا البحر في أحشائه الدر كامن
فهل سألوا الغواص عن صدفاتي)
الشاعر الكبير حافظ إبراهيم إنها لغتنا العربية الفصحى، لغة القرآن الكريم، تشبيه جميل للغة في اتساعها وكنوزها بالبحر مما يدل على عظمتها وتجددها حقا إنها كذلك فهو صالحة لكل زمان ومكان إلى أن تقوم الساعة. لغتنا الفصحى هي التي نقلت العلوم الطبية عن ابن رشد وابن سينا ونقلت رياضيات الخوارزمي وغيرهم من العلماء الذين ترجمت أعمالهم إلى اليونانية وغيرها من اللغات الأوروبية. لن أتطرق إلى النخب العربية المثقفة تتباهى باستعمال اللغة الإنجليزية واللغة الفرنسية وغيرها للتخاطب والتواصل. ولا إلى ما أصاب شوارعنا ومطاعمنا وأسواقنا، ولا أصاب بعض الناس حين حديثهم. لغتنا الفصحى تتعرض اليوم لتحديات عديدة ولعل أهم هذه التحديات هو إحلال اللهجة العامية محل الفصحى في وسائل الإعلام وخاصة المسموعة والمرئية الأرضية والفضائية، لغتنا الفصحى تقتصر على القنوات الإخبارية، والوثائقية، والدينية لماذا؟ القنوات العربيَّة الفضائية أمطرتنا في السنوات الأخيرة بوابِلٍ من المسلسلات الأجنبية المدبلجة، التي يُتابعها أطفالنا وشبابنا بترقُّب وشَغفٍ كبيرَيْن لماذا. هل يعني هذا أنَّ بعض القنوات الفضائيَّة العربية والإنتاج الفني يَدعمان اللهجات العامية على حساب لغتنا الفصحى لماذا؟ لغتي.. هويتي هذا هو الشعار الذي أتمنى أن يكون جميع القنوات الفضائية العربية. أتمنى أن نشاهد مبادرة مميزة من إحدى القنوات الفضائية السعودية وهذه المبادرة هي قناة فضائية سعودية جميع ما يعرض عليها باللغة الفصحى من يعلق الجرس.
لغتنا العربية الفصحى تتعرض اليوم لتحديات هي إحلال اللهجة العامية الدارجة في كل دولة على قنواتها الفضائية، لا شك أن القنوات الفضائية المخصصة للأطفال، والتي تعتمد اللغة الفصحى في برامجها وأناشيدها وأغانيها وتوجيهاتها وقصصها، لها الدور الفاعل في اكساب الأطفال من عمر 2 سنة فما هذا هو الباب الذي على القنوات الموجهة للأطفال فتحه على مصراعيه الأطفال جيل المستقبل في حمل لغتنا الجميلة الذي توشك أن تنهار لكنه محفوظ في قرائننا الكريم. اللغة العربية لا تضيق بالتكرار، بخلاف لغات أخرى يتحول فيها التكرار، بتلقائية محتومة إلى سخف مضحك - الدكتور غازي القصيبي رحمة الله. للأسف هذه إحصائية وجدتها حين بحثي إن 28 في المائة فقط من محتوى البث الفضائي العربي بالفُصحى، نسبة مئوية ضئيلة مخيفة، مقابل 72 في المائة من المحتوى التلفزيوني الذي يُبث له باللغة الدارجة أو العاميّة أو المحليّة. للأسف المفردات اللغوية التي يستخدمها بعض الناس باللغة الإنجليزية وكأن لغتنا الجميلة لا تواكب هذا العصر وهذا خطأ تري يقع على من؟
في مدارسنا الابتدائية بنين وبنات كم هو جميل أن يخاطب ويشرح المعلم والمعلمة الطلاب والطالبات باللغة العربية الفصحى إذا كانوا يتقنوها أم هم بحاجة إلى دورات تدريبية لتعديل ألسنتهم وتحصيلهم اللغوي من المفردات. قال شيخ الإسلام ابن تيميّة - رحمه الله -: «فإنّ اللسان العربي شعار الإسلام وأهله، واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميّزون».