د. فاطمة سحاب الرشيدي
الغاية تبرر الوسيلة.. مقولة أؤمن بها في مختلف المجالات وما يتخلل ذلك من صعوبات وعقبات يتحداها الإنسان بشتى السبل ليحقق غايته.. لكن هل تبررها في قيم الشخص، وثوابته ورواسخه؟ هل يبرر بريق الشهرة التنازل عن ذلك؟ أم يبرر سعار المادة والمنصب انهيار تلك الثوابت؟ وهل يغطي سوأة ذلك أن يتغنى الشخص بمثاليات مصطنعة وأقنعة مكررة مشوهة؟.
اعتاد الناس ذلك الزيف حتى انقسموا فيه إلى فريقين؛ الأول يعزز لأنه مقتنع أنها لغة العصر والوصول (جهلا مركبا منه) والآخر يدير ظهره لتلك الأضواء الليزرية المزعجة ليعمل على أرض الواقع بما يجب أن يكون ويصنع الكم والكيف مُجوَّدًا في مجاله.. فيتكلم عمله عنه ويعنيه أن ينجح العمل ويتحقق الهدف دون الالتفات للتزاحم في الظهور في شتى صوره.
هل رأيت السادة والقادة العظام وصانعي القرارات ومحولي مسارات المستقبل والنهضة يتملقون؟.. هل سمعتهم يكثرون الحديث ويحرصون على نقاط التركيز والظهور؟.
من يعمل لا يجد وقتا لذلك، من يعمل يسخر نفسه للعطاء كهدف ولا يعطي لأجل هدف ما، وشتان بين الحالتين
أما من انشغل (بتطاول الرقاب) والتنظير دون التطبيق وبالكلام دون الأفعال، فهو خالي الوفاض من الإنتاج ومن صدق العطاء ومصير احترامه لذاته واحترام الآخرين له مجهول.
أعط لعملك مساحة للحديث عنك.. فكل ما سواه كاذب.