ميسون أبو بكر
عاش الشعر غربة حزينة في الآونة الأخيرة تحت وطأة مزاحمة الرواية له كديوان العرب الجديد، وفي خضم حروب أشكال القصيدة ومزاحمة قصيدة النثر للقصيدة الكلاسيكية، ولعل في الجوائز الشعرية العربية والمهرجانات عزاء للقصيدة وللشاعر الذي قلما يجتمع حول منبره الجمهور الجدير بديوان العرب.
ولأن الشعراء ينتصرون للقصيدة فقد أعلن الشاعر الأمير خالد الفيصل عن جائزة الأمير عبدالله الفيصل العالمية للشعر العربي تحت مظلة أكاديمية الشعر العربي بجامعة الطائف في عام 2018، وهي جائزة موجهة لكل الشعراء العرب، تفتح باباً للمنافسة ولخدمة الشعر.
فجاءت جائزة الفيصل تكرِّم الشعر والشعراء الذين وجدوا فيها ملاذاً لطموحاتهم وآمالهم وحنينهم للغتهم الشعرية وانتمائهم.
الجائزة المتجددة توجت بموسمها الرابع في حقل أفضل مشروع لخدمة الشعر العربي بيت الشعر بالشارقة؛ وبيت الشعر مؤسسة رائدة خدمت الشعر على مدى سنوات ليس على أرض الشارقة فحسب، بل في أقطار عربية متعددة، وهذا التتويج هو تكريم مستحق لجهود حثيثة وأمينة على الشعر، حيث أقتبس من قول مدير بيت الشعر بالشارقة الأستاذ محمد البريكي «إن بيت الشعر فتح منافذ للمبدعين من كل مكان، وإن التاريخ الشعري في الشارقة يتشكَّل وفق رؤى سمو حاكم الشارقة الحاكم المثقف د. سلطان بن محمد القاسمي، والفوز بجائزة عربية مرموقة حملت اسم علم من أعلام الشعر السعودي والعربي هو الأمير الشاعر عبدالله الفيصل».
الجوائز محفزة للشعر والإبداع، ترجمة الشعر، وإصدار الدواوين، والمهرجانات أيضاً التي تعد منصة للقصيدة يلج منها الشاعر لجمهوره، وقد خلَّد التاريخ بعض تلك المهرجانات الشعرية كمهرجان المربد ومهرجان جرش رغم ظروف متعثّرة كادت لتوقف تلك المهرجانات السالف ذكرها، والتي صمدت تذكر بأن أمتنا تعتز بمنابر الشعر وموروثها الشعري.
القصيدة بوح الخاطر.. نبض الإنسان المتعب، صوت من لا صوت له، هي تأريخ يتعملق حتى يربط الحاضر بالمستقبل، تحيي روح الأمة وتؤكد على هويتها، فكيف لنا ألا نفرح مرتين، مرة في كل عام إبان الإعلان عن الفائزين بجائزة كجائزة الأمير عبدالله الفيصل للشعر العربي، ومرة أخرى لفوز بيت الشعر بالشارقة فيها، ولنتذكر أن الشعر ديواننا وهو روح الأمة، والقوى الناعمة التي تمد جسوراً لا تهترئ، بل تتعملق لتروي عطشنا الأبدي للقصيدة.