د. شاهر النهاري
كنت قد كتبت في صحيفة مكة يوم الجمعة - 10 أبريل 2015م، على أثر بث قناة العربية للحلقات الأولى من برنامج «على خطى العرب» للباحث في اللغة والسياسة عيد اليحيى، مقالاً قلت في جزء منه عن البرنامج: (ولكني أراه أتى بطريقة كلاسيكية ملمعة يقصد منها تهييج المشاعر، ورسم المعاني الوردية الجميلة عن تراث الجزيرة العربية، والعربي بصفات الشجاعة والكرم والوفاء والفطنة والبطش بالعدو، والذود عن الجار، وغيرها من تلك الصفات الحميدة، وبانعدام كامل للحيادية، نظرا لما عُرف عنها من حروب وغزو وسلب ونهب، وبغواية تتبع مقولات الشعراء المتميزين بالمبالغة، والفخار، وكأن العربي القديم مخلوق لا يأتيه الزيف من أمامه ولا من خلفه).
كما قمت بالتحذير من مبالغاته وتخيلاته غير المبنية على أي مصداقية للأحداث التاريخية العظيمة فحددت: (علماء الآثار والتاريخ يجب أن يقولوا كلمتهم المحققة الأمينة، ومن غير المنطقي على سبيل المثال لا الحصر أن يقوم الفيلم بعرض بعض الشظايا من الجرار، وقطع من الزجاج الملون، دون دراسة لعمرها الزمني، للتحقق من أنها تحكي عن نفس الحقب الزمنية، التي قام البرنامج بتحديدها، وليتم ادعاء أن معركة تاريخية عظيمة مثل معركة (ذي قار)، مكذوب علينا تاريخيا فيها، وأن البرنامج وبكل بساطة قد صححها، ونقلها من أرض الحيرة (العراق)، لتصبح قريبة من مدينة القريات، وعلى بعد مئات الكيلومترات، هكذا وبثقة لا تقبل النقاش، من قناعات معد البرنامج، رغم أننا في عصر تقني لا يمكن استبدال أو حجب أو تزوير الأثر والتاريخ فيه، معركة كهذه فيها من المعدات الثقيلة والسلاح والدروع والعتاد أكثر مما تثبته قطع الجرار والزجاج.
وهذه الحادثة مثال بسيط، مما يدل على أن الحمية والرغبات هي ما حركت نوايا ومعاني وتعبيرات الفيلم، وجعلته يداعب مشاعر المشاهدين، دون التزام بالأمانة والحقائق العلمية ولا بمهنية البحث، للأسف).
وحتى لا نظلم الأخ عيد اليحيى فهو إعلامي مجتهد، والمجتهد حينما يصيب يستحق الثناء والأجر، ولكنه عندما يخطئ، فلا بد أن يطلب منه التوقف والاعتراف بالأخطاء، والعودة عنها وتصحيحها، حتى يستحق الأجر.
ومما لا شك فيه أن الحماسة والوطنية أمور محببة، ولكن الخطورة تكمن في زرع البذور في غير تربتها، مع إدراك أن التشويه يبقى ويتفرع، وأن الحقيقة تهتز وتذبل وتدفن مصداقيتها، وخصوصا حينما طالب بوضع مكتشفاته القابلة للنقض في المناهج الدراسية لأبناء الوطن، وبذلك تتفاقم وتتجذر المشكلة، فما بني على هشاشة مغلوطة، لا يمكن أن يستمر، وستكثر في جدرانه فئران النبش والتشويه، وستكون نهايته كارثية.
وللحقيقة فأني لم أكن منفردا في توجيه الانتقاد لمحتويات تلك الحلقات، والذي قوبلت باحتجاجات ونقد ثقافي في أصل وعمق المحتوى، وقد طال الانتقاد حتى اللغة المستخدمة، والتي من المفترض أن تكون لغة العرب الفصحى، وخصوصا وهو يدرج في برنامجه عيون أشعار العرب وحِكمهم ومقولاتهم العميقة، والتي تتأثر بأي لحن أو كسر أو تغيير لفظي في تشكيل الكلمات.
وقد دعي اليحيى من قبل نادي الطائف الأدبي، ليقدّم محاضرة ضمن موسمه الثقافي 2015م، بليلة خصصت للاحتفاء ببرنامج «على خطى العرب» فقال فيها: (إن ما نراه في أنفسنا من سلبيات هي نتاج للرؤية الاستشراقية وما نراه في أنفسنا مجرد معلومات نقلها المستشرقون إلينا وليست معرفة حقيقية ولو درسنا الغرب كما درسونا فإننا لن نجد أحداً يفتح لنا الباب أو يتحدث إلينا بصراحة لأننا سنجد التحفظ الشديد من كل الشرائح في المجتمعات الغربية حول خصوصياتهم»، وأضاف: «إنني وجدت أدباء المملكة في الخمسين سنة الأخيرة ليس لهم هم سوى الحداثة ومدارسها وتنظيراتها، وهم للأسف يجهلون حضارتهم وتاريخهم وتراثهم وأدبهم».
وتحدث عن الشعر الشعبي قائلًا: (إنه لا يحمل أنثروبولوجيا ومعرفة حقيقية للتاريخ بعكس الشعر الفصيح، وإن هدفه في برنامج «على خطى العرب» أن يجعل العامي يتفاعل مع الشعر الفصيح وبالتالي ترسيخ ثلاثة أركان للوصول إلى المواطنة الحقيقية. وتابع يقول: «يجب أن نُعَلِم أبناءنا آثار الوطن، ونقيم لهم المتاحف ونعودهم على زيارتها واكتشاف محتوياتها، وأن نعلمهم جيولوجيا الوطن، جبالها وسهولها وسواحلها وصحاريها، وأن نطلعهم على علم الإنسان والتراث والفن الشعري وغيرها»، مبيناً أن برنامج «على خطى العرب» ينشد تحقيق هذه الأهداف الوطنية المهمة).
وهنا تتضح لنا روح الأنا، ومسح الجميع، للبروز.
وقد رد على ذلك الناقد الدكتور سعيد السريحي بقوله: «على السيد اليحيى أن يُحسِن قراءة ما يورده من أبيات الشعر في برنامجه، فلا يكسر وزناً ولا يلحن في النحو، فقد آذانا بما يتراكم في برنامجه من أخطاء في اللغة والنحو وأوزان الشعر، أما أن يتحدث عن الأنثروبولوجيا والحداثة والتفكيك فذلك مركب صعب لا أظنه قادراً على أن يُحسِن فهمه».
وقال الناقد الدكتور معجب الزهراني: «وجدته يقدم برنامجه بطريقة مضارب البادية، ووفق منطق المديح والهجاء المعتاد. ليت هذا الشاب الجاد يتابع جهده مشكوراً من دون تنظيرات لا معنى لها ولا جدوى منها، إذ إن أقل ممثلي خطاب الحداثة وعياً، أكثر دراية بتراثه وعصره مما يظن».
وحقيقة أن ذات البرنامج قد عاد سنوات متعددة في حلقات جديدة، وطموحات عظيمة، وجهود فنية ودعم مميز، ممثلة في وجود طاقم فني تليفزيوني كبير، واستخدام التصوير الجوي، وسرعة التنقل، وتميز الإخراج، ليقدموا لنا سلاسل من الحلقات، التي تفرعت مواضيع بحوثها بين العنصر البشري والبيئة، والأمكنة، والآثار، والتراث، وتفرعت لمناطق حساسة من تاريخ العرب قبل وبعد الإسلام وعلى مختلف مناطق الجزيرة العربية.
وحتى نكون أكثر موضوعية، فكان من الممكن أن يكون البرنامج بشعار ومحتوى «تشويقي ترفيهي سياحي» يخلط بين الحقائق والأمنيات، حتى نغض الطرف عنه كعمل ثقافي ملزم، يزاول تضخيم مناطق الغموض، من جغرافيا وشخوص وآثار وتاريخ للجزيرة العربية، على مثل شاكلة ما نراه من البرامج التشويقية العالمية، والخيال، والتي تبحث عن حقيقة وجود الأشباح والأرواح الشريرة، والظواهر الكونية الخفية، أو الكنوز الدفينة، التي لم يوفق أحدا لاكتشافها يوما في قيعان البحار، ومغاور الجبال والأودية والكهوف، أو ما يشاع عن وجود معجزات غامضة ومؤامرات لم تكتشف بعد عن خصائص الأهرامات، وتنين البحيرة، أو شيفرة دافنشي، وحضارة المايا، وصخور «ستونهنج»، وإعجاز لوحة الموناليزا، وسائر أسرار منظمة الماسونية السرية، أو القارة السادسة المفقودة، أو دلائل وجود مخلوقات فضائية سبق وزارت الكرة الأرضية، وتلك أفلام ناجحة ولها مشاهديها، ومتابعيها المتشوقين، وممن يؤمنون بما يأتي فيها من خيالات تخالط أمنياتهم، رغم أن حلقاتها دائرية لا تنتهي باستنتاجات مؤكدة، فلا يمكن إثبات ادعاءاتها، ولا يمكن قطع روح المتعة فيها، لتعود الحلقات مرات ومرات بسلاسل جديدة وبأشكال متعددة تداعب الغموض، ولكنها لا تدعي إثبات الحقائق المتخيلة، ولا خلطها بالتاريخ والأمكنة، فتبادر القناة المنتجة للأفلام بوضع لوحة تتبرأ فيها من العلمية والمصداقية، وأنها تختص بالترفيه والتشويق.
وبالمناسبة، فالأستاذ عيد اليحيى أثبت أنه مقدم برامج تسلية وتشويق، وله القدرة على الحديث المنطلق مع العامة ممن يستضيفهم، حتى أصبح نجما إعلاميا، وكنا سنشيد بأعماله أيما إشادة لو توقف البرنامج عند تلك الحدود، ولو قامت قناة العربية العظيمة، والتي يتابعها ملايين الجماهير على مدى الكرة الأرضية، بتبرئة نفسها من حقيقة المحتوى، والإشارة إلى تحركها في خانة الترفيه، والتسلية والسياحة، وأنه لا علاقة للبرنامج بالعلم التاريخي، والعملي، ولا بالتحقق من المكتشفات الأثرية بثقة العالم الواثق.
وللعجب فمع عدم وجود المختصين تناولت الحلقات عام 2015م، في رحلتها الثانية تاريخ جزيرة العرب من النواحي الجيولوجية، والإنسانية، والحضارية، والاقتصادية منذ العصور الحجرية الأولى فيما قبل التاريخ، ثم ما بعد التاريخ، وصولاً إلى تصوير الجزيرة العربية بأنها أقدم المستوطنات البشرية، والممالك الحضرية، وطرق البخور، وطرق الحرير وأسواق العرب، وأيام العرب، وقصة مكة، وقصة الفيل، وبعض مغازي الرسول.
كما عرضت في عامي 2017-2018، مسار الرحلة على طريق البخور، الذي شهد فترة الرفاه الاقتصادي الكبير «كما وصفه اليحيى» وتحوّل الجزيرة العربية، إلى وجهة مهمة للتجارة من أوروبا إلى أقصى الشرق.
وبعد اندثار طريق البخور تابع البرنامج طريق رحلة السيرة النبوية، محدداً الأزمنة والأمكنة والشخوص والمقولات، وتوثيق طريق الهجرة ميدانياً لأول مرة في التاريخ، وإماطة اللثام عن تفاصيل ما حدث للرسول وصاحبه في طريقهما من مكة المكرمة حتى دخلا المدينة المنورة. وهنا نجد البرنامج قد أخذ منحى ديني، وانتقائي في السيرة.
وقد عرض في عامي 2019-2020م، رحلة بعنوان (نساء من الجزيرة العربية)، جمعهم من أزمنة ومناطق مختلفة، وقدم قصصا لهم تمتزج فيها الأسطورة بالواقع، وخيال الراوية المختلط بالتراث الشفاهي والثقافة الشعبية لأرض الجزيرة العربية.
وقد وثقت الحلقات عام 2022م، تاريخ العمارة في الجزيرة العربية ابتداء من العصور الحجرية، ثم الطُّوفانِ العظيم وآثار قوم عاد وثمود، ثم وثق عمارة المنشآت الحجرية من مدافن ومن مناطق حفظ مياه الأمطار، ومناطق حفظ قطعان الغنم والماشية، وحملها من الأسرار والرموز والمقاصد بما يبلغ الفلك، وبرؤية البرنامج المتسرعة الخاصة.
وكما أوردت سابقا، فلا مانع من أن يعرض البرنامج ما يشاء، وأن يزيد أو ينقص منها قليلا، ولكن دون ادعاء بأن تلك هي الحقيقة المتفردة الثابتة، بينما هي رؤية يمكن نقدها ونكثها، بعدم قدرة القائمين على البرنامج من إعادة رسم التاريخ المنتخب بما يحبون ويرضون ويتمنون.
توثيق مثل تلك الأعمال البكر مهمة تعجز عن القيام بها وتوثيقها عدة جامعات ذات تخصصات تاريخية جغرافية أثرية هندسية جيولوجية بشرية تعج بالمتخصصين، وبالتعاون مع جامعات ضليعة محايدة لا تعتمد على القيل والقال، ولا تسارع في تثبيت كل تخيل أو معلومة جانبية إلا بعد سنوات من البحوث المستفيضة، وعمليات التقصي اليدوي والعلمي، وتأكيد ذلك بالحفريات، ودراسة الطبقات الجيولوجية، والمراجعة والمقارنة بالتراث المحلي وبالدراسات الخارجية، والتحقق من خلال دراسة رحلات المستشرقين ورحلات التنقيب المحكمة لبعثات عالمية، تختص بتلك العلوم والمعارف.
ولكن ما لاحظناه أن مقدم البرنامج برفاهية وتساهل، كان يتمادى في سلق وتقديم المعلومات القوية، وكأنه مُطلع على الغيب، فقام بالحديث عن تاريخ واستيطان حضارات جزيرة العرب قبل مئة ألف عام!، معتمدا على ما تخيله من وجود غابات سافانا ومياه دائمة غزيرة ومستندا في ذلك التاريخ الأخضر على بعض نقوش صخرية وصور حيوانات لا تعيش إلا في مناطق الغابات، وكأن البشر حينها لا يتنقلون بين الأوطان ولا يشاهدون تلك الحيوانات في خارج الجزيرة ولو على شكل «حيوانات محنطة أو محشوة أو مرسومة على السجاد، وأدهشنا البرنامج بأنه من مجرد محاولات شفوية بدائية لدراسة النقوش المندثرة والأبجديات والخطوط المستخدمة تم النطق بالأحكام، ودون قدرة على التفريق بينها وبين رسوم ونقوش يتم تقليدها منذ سالف الأيام، أو حتى في عصرنا الحالي بمجرد مطرقة وشفرة ومسمار ووتد، بيد من يعرف كيف يقلد الخطوط، ويعاود فركها بأنواع من التربة لتغدو لمعتها عتيقة، ولأغراض عدة، ليس أقلها التدليس وتزوير التاريخ.
وقد أخرج البرنامج لنا من تحت كثبان الغيب مناطق أقوام عاد وثمود والعماليق وكثير من حضارات الأمم الغابرة، التي لا أثر حقيقي مؤكد عليها، ولا يُعرف عنها علميا أكثر من مقولات وسرديات شعبية، لا تتطابق مع ما هو ظاهر على وجه الأرض.
كما قام بتقديم الجزيرة العربية على أنها مهد الحروف والأبجدية الأولى في الشرق الأوسط، بل وامتدادها للعالم بأسره، بعد نهاية عصر السافانا، ضاربا عرض الحائط بكل الدراسات المثبتة الموثقة عن حضارات الرافدين السومرية والأكدية والأشورية والبابلية وما تبعها بأبجدياتها المسمارية الإنسانية الأولى، وكذلك الفينيقية والآرامية في مناطق سوريا والأناضول كأقدم تجمعات بشرية، كما همش حضارات الهند، والحضارات الفرعونية والمثبتة بأثار مدهشة موثقة محفوظة حتى يومنا، تحكي بوجود علوم وفنون الهندسة والتحنيط والفن والفلك والثقافة والحروف الهيروغليفية، وفيما لا يتعدى سبعة ألاف سنة من الزمان، وضمن دراسات عالمية مثبتة لم يتدخل فيها الظن، ولا الوهم، ولا الأمنيات والتشويق.
كما أن البرنامج قدم عددا مما سماه بالأهرامات في الجزيرة العربية، مع ادعاء أنها أقدم وأدق من أهرامات الجيزة المصرية، كما في اتجاهاتها نحو الجهات الأربع، ونحو النجوم!
كما تحدث عن الرسوم الثلاثية الأبعاد لأشخاص وحيوانات، والتي حدد أنها الأقدم حينما نقصت مياه الجزيرة العربية، ورحل بعدها المهاجرين برسوماتهم وفنونهم النحتية لمختلف مناطق الجوار والعالم، «حسب إفادته»!
وقدم اليحيى نقوشا قال إنها لآلة الساكسفون وحدد عمرها باثني عشر ألف سنة! وأضاف إليها الجيتار، والآلات الموسيقية الحديثة الأخرى، لا أعلم كيف ربط بينها وبين ذلك العهد المغرق بالقدم، مستكثرا أن يضع ولو احتمالا بسيطا بأن من نقشها عابث من عصر متقدم!
الجزيرة العربية مليئة بالآثار في جميع المناطق، وهي ثمينة، وتمتلك الأصالة والمعاني العميقة، ولكن ذلك يحتاج إلى أكثر من الظن، والقفز إلى النتائج بسرعة زمن حلقات البرنامج.
كما أن مشكلة الأستاذ عيد أنه خرج عن تخصصه، وخاض في بانوراما تخصصات إنسانية تاريخية وعلمية وجيولوجية، وأثرية وبيئية، مما لم يسبق أن أتيحت دراستها بانفتاح في شبه الجزيرة اللغز، بواسطة جامعات علمية مقتدرة مهيأة بكل المختصين الباحثين التاريخيين ومن يمتلكون أفضل وسائل التحقق العلمية، ويتميزون بالقدرة والمصداقية في تخصصات «الخطاطة، والأنثروبولوجيا، والإركيولوجيا، والجيولوجيا» ومن خلال ما تؤكده الآثار بأمانة، وبوجود علماء محايدين من دول ضليعة في مثل تلك الدراسات والفنون، ودون تدخل الإغراءات المادية للحصول على نتائج يراد لها أن تكون.
ودليلي على تفاقم عمليات التشويه أن وجدنا الدكتور اليحيى يجول في الفترات الماضية بين دول الخليج، يقدم فيها ندوات، ويبشر فيها بمكتشفاته، وكان يقابل بالتعاطف ممن صدقوا نظرياته، ومن سينقلون عنه دون تمعن وتروي، ودون محاولة نقد أدواته ونتائجه بالطرق العلمية، وهذا أمر خطير، وجب التنبيه إليه من خلال هذا البحث المبدئي، والذي لا يحمل أمرا شخصيا، ولكنه يصب في خانة حرية النقد المنفتح والتقويم، ويشجع على عدم المرور على المعلومات المختلقة مرور الناعسين، وبكامل الاحترام يعطي صاحبها حقه في سرد وجهة نظره، ومن ثم مناقشته بعقلانية، وتبحر منطقي وبعدها العودة للمختصين حكما يحددون الحق من الزيف، ويعطون لكل مجتهد نصيبه.