عبدالمحسن بن علي المطلق
قلبه ولسانه ، ما تقدّم هن بضع(كلمات) نطق بها غلام لم يتجاوز الحادية عشرة ! ، محتجّا بها بين يدي(عمر بن عبدالعزيز ) حين امتعض لأنه تقدم كبار قومه بالحديث ، وقال له : لينطق من هو أسن منك ، فرد الغلام بها ، ثم تمم :(فإذا منح الله العبد لساناً لافظاً وقلباً حافظاً فقد استحق الكلام وعرف فضله من سمع خطابه) ، و أنشأ يقول:
تعلّم ..فليس المرء يولد عالماً
وليس أخو علم كمن بات جاهل
وإن كبير القوم لا علم عنده
صغير إذا التفت عليه المحافل
و..
لما
-حين قابل "ضمرة النَّهْشلي" ملك الحِيرة النعمان بن المنذر، وكان يسمع به و بعظيم منزلته دون أن يراه ، فلما رآه اقتحمته عينه ، قال: «تسمع بالْمُعَيْدي خير من أن تراه» ، فردّ عليه ضمرة رداً مُفحماً ، ظهر فيه ذكاؤه وفطنته وفصاحته ، ومما قاله: «إن الرجال لا تُكال بالقُفْزان، ولا توزن بالميزان ، وإنما المرء بأصغريه قلبه ولسانه، إنْ صالَ، صالَ بِجَنان، وإن قال ، قالَ ببيان» ، فأعجب الملك ما سمع ، وقال له(إذاً أنت ضمرة بن ضمرة) يريد أنت كأبيك و تجد في الجملة- عنوان المادة- (.. إنما المرء بأصغريه قلبه ولسانه) ، لها من الشواهد اليك منها لقطات..
مما سطّره التاريخ /
-يوم مثلُ غلام بين يد الحجاج .. رفع رأسه وأداره ، فرأى بناء القصر عاليًا ومزين في غاية الإبداع والإتقان فقال الغلام له أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ .. سورة الشعراء ، فجلس الحجاج وقال له هل حفظت القرآن يا غلام ؟ فقال لع الغلام وهل القرآن هارب مني حتى أحفظه ، فسأله الحجاج هل جمعت القرآن فقال الغلام وهل هو متفرق حتى أجمعه ، فقال له الحجاج أما فهمت سؤالي ، فرد الغلام ينبغي لك أن تقول هل قرأت القرآن وفهمت ما فيه
-جاء غلامُ صغير إلى أبي العلاء المعري في مجلسه، فقال له: أأنت القائل: إني وإن كنتُ الأخيرَ زمانُه لآتٍ بما لا تستطعه الأوائل.فقال أبو العلاء: نعم. فقال له الغلام، فإن العرب قد جاءت بثمانية وعشرين حرفًا فزد عليها إن كنتَ صادقًا، وأتِ بالحرف التاسع والعشرين. فبُهت أبو العلاء ولم يعرف كيف يجيب. ومرّت الأيام، ثم سأل أبو العلاء عن الغلام. فقيل له: قد مات. فقال أبو العلاء: قتله ذكاؤه. -هاكم للمخضرم(العباس بن مرداس) ..
تَرى الرَجُلَ النَحيفَ فَتَزدَريهِ
وَفي أَثوابِهِ أَسَدٌ مُزيرُ
وَيُعجِبُكَ الطَريرُ فَتَبتَليهِ
فَيُخلِفُ ظّنَّكَ الرَجُلُ الطَريرُ
فَما عِظَمُ الرِجالِ لَهُم بِفَخرٍ
وَلَكِن فَخرُهُم كَرَمٌ وَخَيرُ
بُغاثُ الطَيرِ أَكثَرُها فِراخاً
وَاُمُّ الصَقرِ مِقلاةٌ نَزورُ
الى أن ختم /
فَإِن أَكُ في شِرارِكُمُ قَليلاً
فَإِنّي في خِيارِكُمُ كَثيرُ
.... و (الطّريرُ )ذو المنْظَرِ
والرُّواءِ والهيئةِ الحسنةِ.