د.عبدالعزيز الجار الله
البعض منا فيما مضى كان لديه تحفظ أو موقف سلبي من تعطيل الدراسة: التعليم العام والجامعات.
إذا تعرضت مدينته أو منطقته إلى:
- موجة غبار وعواصف ترابية محلية أو خارجية من الشمال الإفريقي الصحراء الكبرى، ومن العراق وإيران وآسيا الوسطى.
- سيول وأمطار جارفة ومنقولة، فيضانات محلية بسبب سقوط كمية أمطار كثيفة في حيز محدود.
ويرى أن تعطيل الدراسة وتعليقها نوعٌ من التسيب وعدم الانضباط، وأحياناً يكون صاحب الرأي من المسؤولين وبيده القرار، يراها فوضى إدارية وانفلاتاً في العملية التعليمية، ثم يضع ضوابط شديدة جداً تحد من تعطيل وتعليق الدراسة إلا في نطاق ضيق. هذه المواقف المتصلبة من بعض المسؤولين زادت من أزمات الجهاز التنفسي، الربو والانتكاسات الصحية لبعض الطلاب في موسم الغبار، وزادت من المخاطر في موسم الأمطار والسيول المنقولة.
في هذا الجانب من التقلبات الجوية قد لا ترى الحقيقة كاملة حيث إن مجموعة من السكان ليسوا من أهل المدن المقيمين داخلها، هم شريحة اجتماعية ربما أن أعدادهم كبيرة من: الأكاديميين و طلاب الجامعات والمدارس والمعلمين والمعلمات والإداريين في قطاعات التعليم من (المترددين) على مقرات أعمالهم لأنهم يقومون برحلة يومية بين المدن والمحافظات والمراكز، وبين نواحي المدينة نفسها من الجنوب إلى الشمال، ومن الغرب إلى الشرق، وهذا يعرضهم لحوادث وأزمات صحية وقلق الأسرة على المغادرين من العائلة خوفاً عليهم من مخاطر الطريق.
هذه الاحترازات كانت قبل التغيرات التي تشهدها المملكة في المناطق والمدن الرئيسة اليوم 2023م والتي بدأت بعد إعلان الرؤية السعودية 2030، حيث تحولت المدن ذات الكثافة السكانية العالية إلى (ورشة عمل كبيرة) تزدحم بالمشروعات: القطارات والطرق الجديدة والنقل العام لطلاب المدارس ومباني الأبراج ومقرات الشركات والمستشفيات والفنادق وحركة عمران المساكن، يضاف إليها قيادة المرأة للسيارات التي ضاعفت من أعداد المركبات في الشوارع، وفي هذه الأعوام الأخيرة أصبح قرار تعطيل الدراسة يحظى بمرونة ومطاطية لحماية العاملين بالتعليم من الأضرار الصحية وحوادث الأمطار في الطرق.
إذن المخاطر هذه الأيام كبيرة جداً، وأصبحت الدراسة والعمل عن بعد منذ جائحة كورونا 2020 الحل البديل والآمن من المخاطر والتنقل أثناء الأزمات الكبيرة في أجواء الغبار والأمطار والحوادث الأخرى، لكن الأمر يحتاج إلى تنظيم وتحديد الإجراءات، والتأكد من فاعلية وعمل برامج التعليم عن بعد من تجهيزات تقنية في أنظمة المدارس والجامعات والمنازل والأجهزة الشخصية.