سلطان مصلح مسلط الحارثي
«لو عاد بي الزمن لن أدخل مركز التحكيم الرياضي»، كانت هذه العبارة المليئة بالإحباط، آخر ما تحدث به أستاذ القانون دكتورالجامعة يحيى الشريف رئيس غرفة منازعات كرة القدم التابعة لمركز التحكيم الرياضي في برنامج برا 18 على قناة ssc، ذلك الحوار الثري-الصريح الذي يعتبر «حوار الموسم»، حيث فجّر الشريف «قنابل» من العيار الثقيل، وتحدث بكل صراحة، وكان جريئا في طرحه، ولم يترك شاردة وواردة يعلم بها إلا وتحدث عنها، بدءا من استقالاته المتتالية التي أُجبر عليها لعدة أسباب، حتى وصل لاستقالته «الرابعة» التي جاءت بحسب حديثه بناء على «ممارسات قانونية» قال بـ»أنه لا يريد أن يرتبط اسمه بها»، والأكيد أن تلك الممارسات لو لم يكن فيها «خرق للنظام»، لما تقدم خبير بقيمة «أستاذ قانون» باستقالته، خاصة وهو يؤكد أن اختصاصاته الـ10 لم يُفعل منها سوى اختصاص واحد فقط، وأن هناك من يتدخل في عمله، واللجنة الأولمبية على اطلاع بتلك الأمور بعد أن رفع لها كامل التفاصيل، لكن مع كل أسف لم تتجاوب معه!
ما قاله الدكتور يحيى الشريف، وتحديداً في قضية كنو التي قال إنه لا يعلم عن أي تفاصيل تخصها سوى أنه قبل الطلب، وبعد ذلك لا يعلم ماذا حدث فيها، يؤكد ويعزز حديثه عن «التدخل» في عمله، وهذا لا شك بأنه خطير جداً، ويمس عمل مركز التحكيم الرياضي، ويضعه محلا للشك حتى وإن كان بريئا، خاصة أن خروج الدكتور يحيى الشريف الفضائي ترك ردة فعل «إعلامية وجماهيرية» كبيرة جداً، ولكن المؤسف أن الجهة الرسمية لم تتحرك وهي تسمع كل «الخروقات والتدخلات» التي قالها الدكتور الشريف أمام الملأ، بعد أن أوصلها بكل سرية، وكان يفترض عليها أن تصدر بياناً عاجلاً للتحقيق في الأمر، ومعرفة تفاصيل ما تحدث به الشريف، لا أن يخرج علينا رئيس المركز، ويتحدث بشكل مقتضب، في شأن واحد، دون التطرق لكافة التفاصيل التي تحدث عنها الشريف، وتحديداً قضية كنو المثيرة، واختصاصاته المنزوعة، والتدخل في عمله، وإصدار بيان دون علمه، كل هذه الأمور لم يتطرق لها رئيس المركز الذي خرج وبرر استقالة الشريف بمبرر غير مقنع نهائياً!
أما ما يخص نادي الهلال، أحد المعنيين في الأمر بحكم أنه صدر ضده قرار إيقاف فترتين، فالتزام الصمت تجاه قضاياه أصبح عادة هذه الإدارة، ولكنها عادة غير جيدة، صحيح أن الهدوء مطلب، ولكن سياسة الصمت ليست إيجابية على الدوام، فهناك قضايا تحتاج للخروج الإعلامي، والدفاع عن النادي، حتى تكون الجماهير على معرفة بتحركات الإدارة، أو على الأقل، إبلاغ الجمهور أنهم تحركوا، وقضية كنو التي كشف بعض تفاصيلها الدكتور الشريف، كانت توجب على الإدارة الهلالية، سرعة إصدار بيان، توضح فيه تحركها، فالجمهور الهلالي الكبير منذ أن تحدث الشريف، وهو يحث اللجنة الأولمبية بالتحقيق، وينادي إدارة فريقه بالتحرك، ولكن الإدارة ما زالت صامتة، ويبدو أنها تعمل بمعزل عن الجمهور، ولكن الجمهور غاضب من هذا الصمت الهلالي الذي يراه أثر في ناديه، وتحديداً في قضية كنو، إذ لم يخرج أحد للحديث عنها إذا ما استثنينا البيان الوحيد الذي صدر قبل صدور القرار النهائي بأيام، ولذلك من حق الجمهور الغضب على هذا الصمت الذي طال، والذي تعتبره ضعفا استغلته بعض الأطراف لإيقاع أي عقوبة على ناديهم.
تحت السطر:
_ في نفس الحلقة التي خرج فيها الدكتور يحيى الشريف، تحدث القانوني أحمد الشيخي عن التدابير الوقتية الخاصة بقضية كنو وقال إنها القضية الوحيدة التي تم تطبيق القواعد الإجرائية الخاصة بمحكمة كأس عليها، بينما بقية القضايا طبق عليها القواعد الإجرائية الخاصة بمركز التحكيم! وهذا فتح بابا عريضا للدخول والشك في صحة القرار بأكمله.
- بدأ يتضح سوء الإعداد الهلالي سواء الذي سبق انطلاق الموسم أو الاستعداد الذي كان في فترة توقف كأس العالم، وأصبح الجميع يتحدث عن الجانب البدني واللياقي للاعبين، وهذا لا شك يتحمله الجهاز الفني، وأيضاً الجهاز الإداري الذي سمح لدياز بمنح اللاعبين في فترة التوقف الماضية إجازة لمدة 27 يوما.
- قدوم كريستيانو للسعودية أمر إيجابي على كافة المستويات، ونحن بانتظار بقية نجوم العالم مثلما ذكر ذلك سمو الوزير الشغوف عبدالعزيز بن تركي الفيصل.
- القناة الناقلة للدوري السعودي تميزت بحوارها مع الدكتور يحيى الشريف، وهذا عمل مهني يحسب لها، ولكنها فشلت فشلا ذريعا في نقل الدوري، ومع وجود نجوم العالم في الدوري السعودي نحتاج ناقلا يستطيع إخراج دورينا بأفضل صورة.