د.عبدالعزيز بن سعود العمر
لا يختلف اثنان على أن مشروع الابتعاث إلى الدول المتقدمة يبقى أعظم مشروع تنموي يحقق لأي أمة أو دولة ازدهاراً وتطوراً علمياً واقتصادياً وتقنياً. في أثناء دراستي العاليه في الولايات المتحدة كنت أتحدث إلى زميل صيني يدرس معي مقرر الفيزياء؛ سألته: ألا توفر لكم بلادكم دراسات عليا في الفيزياء؟ فقال: بلى، ولكن نحن في الصين حريصون أن نطلع على تجارب وبرامج الأمم الأخرى لكي نستفيد منها، ولعل هذا يفسر لك أحد أسرار تقدم وازدهار الصين اليوم.
في المقابل نحن في المملكة العربية السعودية خطونا خطوات متميزة وجريئة في مجال الابتعاث إلى الدول المتقدمة، خصوصاً في المجالات التخصصية التي تتوافق مع مستجدات وتحديات العصر، فقد تم قبل أيام الإعلان عن فتح التقديم على الابتعاث الخارجي، يحدث هذا رغم توفر 40 جامعة حكومية، وأكثر من مائة كلية. وإذا ما استثنينا القلة ممن انغلقوا على ثقافتهم خلال فترة ابتعاثهم، فكل مبتعث عاد إلى الوطن بفكر منفتح وبتجارب ومعارف ثرية وعميقة. وأنا مثل أي مبتعث مررت خلال فترة ابتعاثي بمواقف صعبة وأخرى صادمة، كدت بسببها أن أعود أدراجي إلى الوطن خالي الوفاض، ومما تعلمته هناك دعم النظام التعليمي للطالب مهما كان ضعفه، وعدم الحكم على الطالب من بداياته المتواضعة، ومنحه الفرصة الكافية ليثبت ذاته، النظام التعليمي هناك قدر مواجهتنا لمشكلات مثل اختلاف اللغة والثقافة، بل واختلاف خلفياتنا المعرفية والمنهجية عن الطلاب الأمريكان، والحمدلله كان التخلص من هذه العوائق مسألة وقت، فشكراً لأي نظام تعليمي يمنح الطالب الفرصة الكافية ولا يتعجل في الحكم عليه مبكراً.