د.شريف بن محمد الأتربي

تلقيت اتصالاً هاتفياً من رقم غير معروف، ودار بيني وبين المتصل حواراً طويلاً حول مجادلة علمية بينه وبين أحد زملاء طاولات التدريب في دورة تدريب المدربين، وكان الجدال حول الفرق بين الأهداف والمخرجات، فأحدهما يرى الأهداف والمخرجات شيئاً واحداً، بينما الآخر يرى أن هناك فرقاً بينهما، ولكنه لم يستطع تحديده، لذا فلقد التجأ إلى طالباً المشورة والعون، وانتهت مكالمتنا بسؤاله عن شخصه الكريم، فعرف نفسه بأنه أحد طلابي السابقين في دورة من الدورات التدريبية.

انتهت مكالمتنا ولم ينته موضوعنا، فقد آثرت على نفسي منذ زمن طويل ألا أعتمد على ذاكرتي التي أصابها الوهن من كثرة الحشو المتكرر لها بموضوعات ومعلومات شتى، فبدأت أبحث في الشبكة العنكبوتية عن الفروقات الواضحة بين الأهداف والمخرجات، ودور كل منهما في إعداد الخطط.

وكانت البداية مع الأهداف Goals، فالهدف حسب ما جاء في (معجم المعاني الجامع): هو الغرض المحدد أو القصد من عملية أو نشاط أو مؤسسة ككل. ويتم التعبير عن الأهداف عادةً بأهداف قابلة للقياس. ومصطلح الأهداف يستخدم أيضاً بصورة غير رسمية بمعنى المتطلبات.

والأهداف العامة هي نتائج محددة يجب تحقيقها، وهي بهذا الشكل تأخذ الجانب العملي وليس الفلسفي، وهي تركز على مزيد من التفصيلات الإجرائية لنتائج كمية ذات حسابات مادية.

وهي النتائج التي ترغب المنظمة في تحقيقها من خلال التخطيط الإستراتيجي والرؤية، وفي ضوء الرسالة المحددة للمنظمة كما أنها تستند على تقييم موضوعي للبيئة الخارجية والأداء الداخلي للمنظمة. وهي تغطي الأهداف العامة النتائج التي تسعى إليها الرؤية والإستراتيجية الكلية للمنظمة.

وتحدد الأهداف النتيجة المستقبلية التي يجب تحقيقها، حيث يساهم كل هدف في تحقيق بيان الرؤية والذي يجب أن يكون محدداً وقصيراً؛ يمكن للأهداف الخوض في التفاصيل حول النتائج التي سيتم تحقيقها، بناءً على الحلول المقترحة سابقاً لأي عوائق والموضحة في خط الأساس، ويجب أن تكون جميع الأهداف ذكية، بمعنى أنها محددة وقابلة للقياس وقابلة للتحقيق وذات صلة ومحددة زمنياً.

أما المُخرَجات Output فهي كمية الطاقة، أو العمل، أو السلع، أو الخدمات التي تنتجها آلة أو مصنع أو شركة أو فرد في فترة ما، والتي يتم الحصول عليها بعد الانتهاء من عملية محدّدة. أما في التعاقد، فيشير إلى النتيجة المرجوّة من المشروع أو المقاول. وقد تكون في بعض الأحيان تلك المخرجات هي مدخلات بالنسبة لبعض العمليات اللاحقة التي تعتمد في تنفيذها على تلك المنتجات أو الخدمات.

والتسليمات Deliverables يمكن تتضمن تقريرًا أوليًا عن إستراتيجية المشروع، وتقرير الميزانية، وتقرير مرحلي، ومنتج تجريبي، وتقرير نتيجة اختبار، وأي جوانب أخرى قابلة للقياس الكمي لمشروع يشير إلى اكتمال.

وتذكرني هذه العبارات بما يحدث في مباريات كرة القدم أو غيرها من المنافسات الرياضية، حيث يبدع كل المنافسين في تبادل الكرة بين أقدامهم لفترات طويلة، ومن ثم ترسل الكرة إلى اللاعب الأقرب للمرمى ليقوم بمحاولة إدخال الكرة في مرمى المنافس، فإن دخلت فقد تحقق الهدف، وإن ضلت طريقها فقد صُنع الهدف ولكنه لم يتحقق.

وبعد طول بحث تذكرت عبارة ذكرتها لمحدثي أعتقد أنها تعبر عن رؤيتي أو وجهة نظري في هذه المجادلة، ألا وهي: إن الأهداف هي الغاية التي نحاول الوصول إليها، والمخرجات هي تجسيد هذه الغايات.

**

- مستشار تعليم وتدريب