حسن اليمني
عبر «هاشتاق» في تويتر قرأت تصريحاً لمتحدث باسم جهاز المرور يظهر التفكير في تغيير أوقات دوام المدارس والجامعات وتحويل العمل عن بعد لبعض الجهات الخدمية، وفهمت أن الامر يتعلق بظاهرة الازدحام التي تعاني منها كثير من مدننا ومحاولات مجتهدة من جهاز المرور لحلحلة هذه المشكلة.
بداية فإن جهاز المرور ليس الملام الوحيد ولا المسؤول الوحيد عن حدوث الازدحام الذي يكبر مع مرور الوقت حتى اصبح معضلة مزعجة، أجهزة البلدية والمواصلات وتخطيط المدن كل منهم مسؤول بذات الدرجة، ولا شك أن غيري من كتاب الصحف - وقد قرأت لكثير منها - قد أسهموا بطرح الآراء التي يمكن أن تساعد وتساهم في بلورة الحلول متى حظيت تلك الآراء والأفكار بالاهتمام من قبل الجهات المسؤولة، بمعنى أننا في حاجة لوقفة جادة من المعنيين بالأمر بإيمان وصدق وإخلاص لمواجهة المشكلة ومعالجتها، وهذا يتطلب الاهتمام والتواضع في تلقي الآراء والمقترحات ودراستها بشكل جدي، فما تمر به بلادنا من تقدم في كافة المجالات يفرض على المواطنين وأجهزة الخدمات ان نتحد في الجهد والبذل في تكتل موحد لتجاوز معوقات سرعة هذا التقدم، ولنبحث الآن أسباب الازدحام لتظهر لنا ملامح الحلول.
1- ضعف أو غياب وسائل النقل العام، وهذا سبب يحتل مساحة كبيرة في خلق الازدحام.
2- بيئتنا الاجتماعية التي تلزمنا بنقل ابنائنا للمدارس مهما كانت المسافات لأسباب كثيرة من أهمها خلو حركة المشاة إن وجدت من المسار السهل بشكل عام مع طقس مناخي مرهق مضاف لذلك عدم توفر مواصلات عامة آمنة، وان وجدت حافلات نقل فتكلفتها مرتفعة ولا تصل في تغطيتها لمساحات اكبر يفرضه تنقل سكن الاسر بين الاحياء مع حرصهم لبقاء أبنائهم وبناتهم بذات المدارس للحفاظ على جو الانسجام للأبناء مع زملائهم ومعلميهم.
3- ضعف أو غياب تخطيط مسارات الشوارع والسكك داخل الاحياء.
4- ضعف أو غياب إدارة منافذ المداخل والمخارج بين الاحياء والشوارع والطرق المحيطة.
5- ضعف أو غياب إدارة التوازن في مساحات الشوارع والطرق ومسارات الانعطافات بينهما وداخلهما، وربما هذه تحتاج لتوضيح أكثر فأقول ان سعة وضيق المسار يفترض ان يخضع لضبط حركة السير، فمثلا في الانعطاف إلى الاتجاه المعاكس حين يُصبح واسعاً بمسارين أو ثلاثة فانه يصنع نقطة حشد تغلق المنفذ بتزاحم الراغبين في الانعطاف، تجعل الاصطفاف بشكل دائري حول نقطة الانعطاف تكبر وتجعل فرص الاحتكاك بين مستخدمي الطريق اكبر، وحينها تتوقف المركبات لحين وصول مندوب تحقيق الحوادث، كذلك الامر في التقاطعات بين الشوارع الرئيسية حين تكون المحلات التجارية مصطفة بالجانب مع حركة المتعاملين معها بما يشكل حالة اختناق في المسار الأيمن مضاف لذلك تطفل بعض مستخدمي المسار الايسر لتجاوز المركبات المصطفة امام الإشارة للدخول إلى المقدمة مع تعطيل حركة المسار الايسر للراغبين في الانعطاف للاتجاه المعاكس، واضف لذلك أيضا وجود مخارج من الحي إلى نقطة التجمع فتجد احدهم خارجاً من الحي من اقصى اليمين ويسعى لشق الطريق نحو اليسار أو العكس.
6- عدم وجود المواقف الكافية للأنشطة سواء الخدمية أو التجارية وفي الغالب يمنع المراجعين من المواقف المخصصة للوقوف.
7- عدم انسيابية كثير بين المداخل والمخارج في ما بين الطرق الرئيسية وسوء اختيار بعض نقاطها.
8-عدم ضبط حركة المسارات داخل المناطق المكتظة بالنشاط، وعلى سبيل المثال وسط مدينة الرياض (دخنه والصفاة) لا يوجد تفريغ مسارات للمشاة وان وجد فلا يتوفر حافلات كهربائية داخلية تخدم حركة المشاة داخل المنطقة ما يتوجب استخدام المركبات الخاصة وهذا يفقد المنطقة جودة تخطيطها وحيويتها.
9- ضعف أو غياب المتابعة والمراقبة من جهاز المرور في نقاط التجمع سواء في التقاطعات أو المراكز رغم انه يلاحظ وجود مركبات لجهاز المرور لكن دون فاعلية.
ولعل هذه النقاط تكفي لتوضيح بعض اسباب الزحام، ومنها نرسم التصور للحلول فالعلاج الناجع لا يكون الا بعد التشخيص، ولان ليس بالإمكان البناء على غير متوفر ولا ممكن توفره الا بوقت قد يطول فلا مناص من حل ما يمكن حلّه لتخفيف بعض نقاط الزحام واقترح التالي:
1-اخراج الأنشطة التجارية الملاصقة لنقاط التقاطعات وتفريع المسارات بأرصفة طولية بطول مائتي متر وعرض نصف متر مع اغلاق منافذ السكك المتفرعة من الاحياء.
2- تضييق مخارج الانعطافات للاتجاه المعاكس مع عزل مساره عن مسارات الطريق برصيف طولي لأكثر من مائتي متر وعرض نصف متر وبحيث لا يشكل دخول على استقامة مسار الطريق الرئيسي مع توفير مراقبة تخالف المتطفلين على مسار الانعطاف.
3- ضبط حركة السير داخل الاحياء حسب سعة السكك والشوارع وبحيث تدور الحركة داخلها بتوافق مع مخارج ومداخل الحي مع الشوارع الرئيسية والطرق المجاورة.
***
- الرياض