عمر إبراهيم الرشيد
شهدنا الأسبوع الفائت حفل استقبال نجم الكرة العالمي البرتغالي كرستيانو رونالدو من قبل نادي النصر السعودي، والذي انتقل إليه في صفقة هي الأكبر في تاريخ كرة القدم العربية والآسيوية عدا عن السعودية. وكما نعلم أن كرة القدم أصبحت رافداً اقتصادياً وصناعة يبلغ حجمها 400 مليار دولار، ويعمل ويعتاش منها مليار شخص حول العالم. وللتو انتهت بطولة كأس العالم في قطر وشهدنا كيف أثمرت مشاركة المنتخب والجمهور السعودي في هذه البطولة لجهة ابراز الوجه الحضاري للمملكة، وعليه فان انتقال نجم عالمي هو الأبرز إلى جانب ليونيل ميسي الأرجنتيني (بعض الجماهير تعتبر ميسي هو الأبرز) أقول انتقال هذا اللاعب إلى نادي النصر السعودي لن تنحصر عوائده على كرة القدم السعودية فقط، وانما سوف يستقطب الدوري السعودي عشرات القنوات لنقل المباريات ومتابعة عالمية بحكم جماهيرية هذا اللاعب العالمي، والذي يتابعه على منصات الإعلام الاجتماعي ما يربو على 600 مليون متابع أي أنه شركة علاقات عامة تمشي على الأرض، فلنا أن نتصور تأثيره على متابعيه وهو في المملكة. ولا ننسى كذلك تضاعف الحضور الجماهيري بعد هذه الصفقة في الملاعب السعودية وبالأخص مباريات نادي النصر كون هذا اللاعب في صفوفه، إلى جانب الحركة الاقتصادية للأنشطة المصاحبة والخدمات في الملاعب وقدوم الجماهير من دول الخليج بل الدول العربية والعالمية وأثر ذلك ايجابياً على حركة الطيران والنقل والفنادق وغير ذلك من الخدمات. وكرستيانو رونالدو سوف يكون كذلك سفيراً للسياحة السعودية للترويج للمواقع السياحية والأثرية والفعاليات والمشاريع الكبرى، هذا إلى جانب العوائد التي سوف يجنيها نادي النصر رياضياً ومعنوياً ومادياً من هذه الصفقة.
قلت الاستثمار الرياضي السعودي، هو عنوان كبير بلاشك فلا يمكن استيفاؤه في هذه المساحة الصغيرة، وإنما هي ومضات واشارات سريعة، فالمتوقع توالي صفقات مماثلة وبدعم حكومي وذلك لأهداف لا تقتصر على الجانب الرياضي كما ذكرت وإنما لأهداف ثقافية واقتصادية وسياحية وغيرها من المجالات الحيوية. إنما كما ذكرت من قبل هنا مرات عديدة، هناك الكثير مما يتوجب على وزارة الرياضة والجهات التابعة لها العمل عليه لتغيير النمط الإداري وتنشيط الفكر الاستثماري الرياضي، فمادام اللاعب السعودي لم يحترف بعد خارجياً فلن يتطور مستواه الكروي والاحترافي بالشكل المطلوب ولعل كأس العالم الأخيرة وحتى ما قبلها من البطولات منذ عقود تثبت هذه الحقيقة. ولابد هنا من الاشادة بالتحرك والاستثمار الرياضي في أندية خارجية مثل استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على نادي نيوكاسل الانجليزي والذي قفز بعدها إلى مركز متقدم في ترتيب الدوري الانجليزي، بفضل ضخ الموارد المالية السعودية وتجديد البنية التحتية والاستثمارية لذلك النادي . ولابد من الإشادة بالاحترافية التعاقدية في إتاحة إعارة كرستيانو رونادلو لنادي نيوكاسل في حال تأهله لدوري أبطال أوروبا (حسب بعض المصادر)، فيستفيد كلا الناديين النصر السعودي ونيوكاسل اضافة إلى اللاعب رونادلو والرياضة السعودية بشكل عام، ومعها صورة المملكة حضاريا وثقافياً، إلى اللقاء.