د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
معكال بلدة تقع اليوم جنوب المحكمة الكبرى وسط العاصمة الرياض، ويشمل حي الدوبية كانت بلدة معكال في يوم ما تضاهي مقرن التي هي أصل مدينة الرياض في المنعة والقوة، وكان بين البلدتين تنافس كعادة البلدان المتقاربة قبل أن يجمع الله القلوب بقيادة آل سعود من الدولة السعودية الأولى إلى عصرنا هذا، وفي الحروب التي قامت بين «معكال ومقرن» يقول أحد الشعراء:
يا ما حلى والشمس باد شعفها
ضرب الهنادي بين مقرن ومعكال
وقد ذكر الأديب العلامة عبدالله بن محمد بن خميس -رحمه الله - في كتابه «معجم اليمامة» أن معكال حي قديم من أحياء الرياض، وكان له شأن.
ويبدو من نتيجة تلك الحروب أن بلدة معكال قد أصبحت ذات أهمية ومكانة كبيرة، حيث ذكر العصامي في تاريخه ونقله عنه المؤرّخ النجدي ابن بشر كذلك بالقول «في سنة 986هـ سار الشريف حسن ابن أبي نمي إلى نجد وحاصر بلدة معكال المعروف في الرياض ومعه من الجنود خمسون ألفاً وطال مقامه فيها وقتل فيها رجالاً ونهب أموالاً وأسر أناساً من رؤسائهم وأقاموا في حبسه سنه ثم أطلقهم على أنهم يعطونه كل سنة ما يرضيه وأمر فيهم (محمد بن عثمان بن فضل) يصفه العصامي قائلاً: «حيث لم يبق من بيت سلطنتهم إلا هذا».
ونص ما في «سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي» (4/ 376):
ثمَّ غزا معكال وذلك أنه بعد مدة قريبة برز مولانا الشريف حسن إلى غزو معكال بأقصى البلاد الشرقية لأمور فعلوها فيها طعن على الدولة الإسلامية وحسبك السّنة النبوية المبرورة الفِتْنة من ههنا وأشار إلى الجهة المذكورة فقام مولانا المشار إليه في ذلك حماية لبيضة الإسلام خصوصا حجاج بيت الله الحرام وزوار جده محمد عليه الصلاة والسلام فوصل دارهم وَقَاتلهمْ فِيهَا احتقاراً بهم». وهذا من تعالي المؤلف -رحمه الله - ونظرته الدونية وهي محل انتقاد.
وقال في موضع آخر من «سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي» (4/ 378):
«وعساكر الْإِسْلَام الله تَعَالَى يحميها ويبلغها بسعده أقْصَى أمانيها في جمع كَذَلِك يزِيدُونَ على خمسين ألفا وَطَالَ مقَامه فيهم حَتَّى استأصل أهل الدَّار رجَالًا وأموالا وكل من كَانَ إِلَيْهِم إلفاً فَتحدث أعداؤه المخذولون أَنه مَاتَ وَعَسْكَره انْكَسَرَ نَظِير مَا وَقع لجده بِخَيْبَر فَلَمَّا وصل خبر ذَلِك لأهل سوق الْخَمِيس سَوَّلَ لَهُم عَدو الله أخوهم إِبْلِيس فَقتلُوا الْحَاكِم الشَّرْعِيّ والأمير الْمَذْكُورين شقاقاً مِنْهُم فِي الدَّاريْنِ فَلَمَّا عَاد مَوْلَانَا الشريف من الشرق سالما فِي النَّفس والأهل وَالْمَال غانماً ملك معكال وَمَا قرب مِنْهُ من سَائِر الْمحَال وَدخل مَكَّة على أجمل الْأَحْوَال ومشايخهم بَين يَدَيْهِ فِي الْحَدِيد والأغلال ثمَّ أَقَامُوا فِي ظلّ نعمه مُدَّة عَام كَامِل فطلبوا من فَضله وإحسانه الشَّامِل أَن يَكُونُوا خُدَّامه فِي مَحل سلطانهم وَأَن يحملوا إِلَيْهِ مَا يرضيه كل عَام من محصول أوطانهم فأجابهم إِلَى مطلوبهم وَأمر عَلَيْهِم مُحَمَّد بن عُثْمَان بن فضل، حَيْثُ لم يبْق من بَيت سلطنتهم إِلَّا هَذَا النَّسْل.
وهذه النقول تدل على أن بلدة معكال كانت في غاية القوة لدرجة أن شريف مكة يرسل لها جيشا كبيرا بمقياس ذلك الزمن.
وقال «خالد بن أحمد السليمان» - رحمه الله -: «معكال» بلدة عامرة قديمة مند أكثر من سبعة قرون، وكانت تشكل مع «مقرن» البلدة المجاورة لها الرياض القديمة في القرن الثاني عشر الهجري وكانت مسرحاً للعديد من الحركات المعارضة.
ووصفها الشيخ «حمد الجاسر» - رحمه الله- في كتابه «مدينة الرياض عبر أطوار التاريخ» بأنها أحد محلات مدينة هجر قاعدة منطقة اليمامة التي ضعفت بسبب عوامل الجدب والجفاف؛ فتحولت إلى قرى فيها مقرن والعود.
وذكر الشيخ حمد الجاسر - رحمه الله - أن تسمية «مقرن» و»معكال» جاء على اسم شخصين ربما كانا يسكناها.
وقد كان بين الإمام محمد بن عبدالوهاب المشرف - رحمه الله - مراسلات مع أهل معكال كما في الرسالة الثامنة والعشرين: رسالته إلى أهل الرياض ومنفوحة من «الرسائل الشخصية (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب، الجزء السادس)» (ص186- 189). والرسالة الرابعة والثلاثون: رسالته إلى قاضي معكال (سليمان بن سحيم) المنشورة في الرسائل الشخصية (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب، الجزء السادس) (ص226).
أهم نخيل معكال هي:
1) نخل سلام للأمير عبد الله بن عبد الرحمن
2) ونخل الطويلعة للأمير بندر بن محمد
3) ونخل آل جلوي
4) ونخل آل نوح
5) ونخل آل عساكر
6) ونخل آل رشيد
7) ونخل آل دخيل، وهو نخل الدوبية يحدها من الجنوب نخل آل قريع ومن الشرق نخل آل حميد ومن الشمال الحويطة.
8) ونخل آل سلمه
9) ونخل آل قريع
10) ونخل آل حبجر
11) ونخل آل مطيويع
12) ونخل آل الشيخ
13) ونخل آل إسماعيل
14) ونخل آل بريكان
15) ونخل آل منيف
16) ونخل آل كنعان
17) ونخل آلرويتع
18) ونخل آل عصفور
19) ونخل آل جبر
20) ونخل آل هداب
21) ونخل آل بكر
22) ونخل آل نفيسة
23) ونخل آل فريان
24) ونخل آل غنيم
25) ونخل آل عمران
26) ونخل آل حميد
27) ونخل الشعيبي
28) ونخل آل مضحي
29) ونخل آل قضيبي
30) ونخل آل جديد
31) ونخل آل سنبل
32) ونخل آل فوزاني
33) ونخل الحبونية
34) ونخل آل ريس
35) ونخل آل عقيل
36) ونخل الدرسوني
37) ونخل أبا عود
(معجم مدينة الرياض - خالد السليمان ص 78، ومقال عبدالله بن علي ابن نوح: بلدة معكال من بلدات الرياض القديمة المنشور في صحيفة الرياض https://www.alriyadh.com/346517، ومقابلة مع بعض أهالي معكال).
ومن أهم مساجد معكال القديمة المذكورة في تاريخ المساجد والأوقاف القدمية في مدينة الرياض للدكتور راشد ابن عساكر:
1) مسجد الشيخ عبدالله الفوزاني جنوب محلة سلام وغرب وسيطى الفريان ويقع في ملك الشيخ عبدالله الفوزاني - رحمه الله - وهو من الأفلاج، وقد أمَّ به.
2) مسجد الوسيطى نسبة لوسيطى آل فريان من بني هاجر، ثم أعيد بناؤه على النمط الحديث، ويشتهر باسم جامع الفريان، وبه حلق تحفيظ للقرآن من عشرات السنين، وكان يشرف عليها الشيخ عبدالرحمن الفريان - رحمه الله - .
3) مسجد آل نوح (من بني حنيفة)، ويقع جنوب دخنة في بداية معكال من الشمال. ويقع جنوبه نخل الفويتية للشعابا وغرباً نخل آل غنيم والرواتع وشمالاً نخل آل عصفور وشرقاً ملك ناصر بن عمران. ثم سمي المسجد مسجد ابن عصفور لكونه اشترى النخل الذي بجواره. وقد صلى به الشيخ سالم ابن نوح (ت: 8-9-1411هـ) ثم الشيخ علي بن عبدالرحمن بن نوح ثم سليمان السحيمي ثم أحمد الدكان - رحمهم الله.
وهذه صورة الشيخ سالم بن نوح - رحمه الله.
4) مسجد السيالي وهو مجاور لنخل السيالي وممن ملكه آل عقيل وآل بريكان، وقد أم به حمد ابن عقيل ثم سعد أبو دلي وأذن به إبراهيم ابن بريكان - رحمهم الله.
5) مسجد قصر آل زرعة من بني حنيفة، وقد هدم القصر وما فيه.
6) مسجد الوليف جنوب وسيطى آل فريان، وقد أزيلت معالم المسجد مع التوسع العمراني لمعكال.
7) مسجد بصما، قرب أملاك آل مضحي ويقع جنوب غرب مسجد وسيطى آل فريان، وقد أمَّ به عبدالعزيز السلولي ثم عبدالعزيز اليحيى الشريف - رحمه الله.
8) مسجد آل رضيان، وممن صلى به ناصر بن رضيان ثم حمد الطيار - رحمهم الله.
9) مسجد صبيخ جنوب معكال، وقد أزيل ويقع ضمن شارع الأعشى سنة 1393هـ.
10) مسجد ابن نصبان، وقد أمَّ به عبدالرحمن ابن نصبان ثم البريدي - رحمهم الله.
11) مسجد الفويتية بطرف نخل الشعابا، ثم سُمي المسجد باسم الصحابي: عمير بن وهب رضي الله عنه، وقد كان يصلي به الشعابا ثم أمَّ به محمد الضرغام من أهل الأفلاج.
12) مسجد الرواتع، والرويتع من الأشراف، وقد اختفى المسجد بسبب التوسع العمراني في معكال.
ومن علماء وفضلاء معكال:
1) ناصر بن عبدالرحمن بن عبدالله الشعيبي - رحمه الله - والد القاضي الشيخ عبدالعزيز - رحمه الله - وهو الذي خرج مع الإمام عبدالرحمن الفيصل إلى قطر ثم الكويت، ومن الشعابا الذين لهم دور في مرحلة التأسيس عبدالله بن عبدالعزيز الشعيبي - رحمه الله - حامل البيرق في حرب السبلة، ومنهم عبدالرحمن بن عبدالعزيز الشعيبي - رحمه الله - الكاتب الخاص للملك عبدالعزيز - رحمه الله - وينظر مقال في جريدة الرياض على الرابط: https://www.alriyadh.com/1552146، وقد ذكر ابن غنام في تاريخه في أحداث سنة 1168هـ من آل شعيبي سليمان الشعيبي الذي هاجر من منفوحة إلى الدرعية في زمن إمام الدعوة في فتن دهام بنُ دواس بنُ عبدِ الله بنُ شعلان الذي تغلب على الرياض وتصدى لعداوة أهل التوحيد، واشتهر بالظلم والجبروت، فهاجر سليمان هذا وأناس من رؤساء أهل منفوحة. ومن فضلاء الشعابا سليمان بن عبدالعزيز الشعيبي - رحمه الله - المسؤول عن نخيل الملك سعود - رحمه الله -، ومنهم الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز الشعيبي - رحمه الله - إمام جامع منفوحة ورئيس هيئة الأمر بالمعروف فيها. ومن أشهر أهل الفضل من الشعابا: فضيلة الشيخ عبدِ العزيز بن ناصر بن عبد الرحمن الشعيبي - رحمه الله - وقد ذكر الشيخ العبيد - رحمه الله - في «تذكرة أولي النهى والعرفان بأيام الله الواحد الديان وذكر حوادث الزمان» (4/ 359) نبذة من سيرته ونسبه، فقد ولد الشيخ عبد العزيز في بلدة منفوحة القديمة جنوبي الرياض سنة 1314 هـ، ذلك لأن آباءه وأجداده قد انتقلوا من ملكهم الفويتية وما زال مسجد الشعابا في الفويتية قائما حتى الآن، وهي في معكال المعروف بالرياض إلى بني عمهم أهل منفوحة، وذلك في زمن الإمام عبد الله بن فيصل. ونشأ الشيخ عبدِ العزيز يتيمًا في كفالة والدته، لأن والده انتقل مع الإمام عبد الرحمن الفيصل إلى الكويت في أيام محمد بن عبد الله بن رشيد فتوفى هناك، والشيخ صبي، فأخذ يتعلم القرآن من الشيخ سعد بنُ عنبر معلم أهل البلدة في وقته حتَّى حفظه عن ظهر قلب، وتلقى علم التجويد عن الشيوخ الحفاظ ومراجعة الكتب، وكان معرضًا عن الدنيا ومقبلًا على الدراسة والعلم، ثم إنه رحل إلى الأحساء لتلقي العلم من عالمها الشيخ عيسى بن عكاس، فدرس عليه في كتاب التوحيد لأمام الدعوة الشيخ محمد بن عبدِ الوهاب، وبعد مضي عامين رجع إلى مسقط رأسه فتزوج عام 1337هـ من آل سيف من بني هاجر القبيلة المعروة في صياح من بلد الرياض. وجعل يواصل دراسته على علماء وطنه، فأخذ عن الشيخ عبدِ الرحمن بن سالم - من قبيلة آل عيد الدواسر، وأخذ عن الشيخ محمد بن عبدِ العزيز بن حميد علم الفرائض، وأخذ عن الشيخ حمد بن فارس، وأخذ عن الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ، وأخذ عن الشيخ محمد بن عبدِ اللطيف آل الشيخ، درس عليه في بلوغ المرام في الحديث، وأخذ عن علامة نجد ومفتي المملكة السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، درس عليه في زاد المستقنع، والبلوغ، وألفية ابن مالك، ومنتقى الأخبار، والعقيدة الواسطية، ولمعة الاعتقاد، والحموية، وكان مع ذلك أديبًا وذا حافظة للشعر، وقارعًا للشعر، فمن شعره قوله في حق عبد الله بن علي الصعيدي من بحر الرجز:
قال ابن سعدي ناصرًا
للحق بهمةٍ ونيةٍ وصدق
ردًا على مؤلف الأغلال
مبينًا ما فيه من ضلال
محذرًا مما به قد ارتكب
وما على الإسلام فيه قد جلب
وهو الصعيدي الذي قد اشتهر
في مصر أو هناك أمره ظهر
وكان هذا الشخص من قد أتى
في سالف الأيام بعض الحكمة
وكان في الفروع والأصول
وعلمي المعقول والمنقول
يعدُّ من فحول أهل العلم
في الحذق والفهامة والفهم
فرجع على قفاه القهقرا
ونزل من الثريا للثراء
نعوذ بالله من الخذلان
والحور بعد الكور والحرمان
ومن شعره قوله لما عافاه الله من القضاء:
الحمد لله الذي عافاني
من القضاء وشره كفاني
أراح منه بدني وقلبي
وعرض من مسببةٍ وثلبى
فله الحمد أولًا وآخرًا
وله الشكر باطنًا وظاهرًا
وأساله الصفح عن زلاتي
والعفو عن ذنبي وعن عثراتي
فإنه الغفار للذنوب
وإنه الستار للعيوب
ربّ فأحيني على الإسلام
وثبت يا رب عليه أقدامي
واختم لي يا رب بصالح العمل
وعافني من الخطايا والزلل
إلى أن قال:
فنحن في زمان خيره ذهب
والخبث قد فشا والشر قد غلب
لم يبقَ في الإسلام غير الاسم
ولا من القرآن غير الرسم
فريضة الصلاة فيه ضيعت
والمنكرات والملاهي أعلنت
وشرب الدخان فيه جهرًا
من غير إنكارٍ وغير نكرا
في كلل مجلسٍ ونادٍ يشربه
وكل شارع وسوق يجلب
إلى أن قال:
وهو حرام دون شك عندي
وشربه فموجب للحد
ومن يبعه أو يَشْرِيه
أو يتعاطى للتجارة فيه
فإنه يُسمى بالسفيه
عند ذوي الألباب والتنبيه
وله أبيات حسنة غيرها جميلة، ولقد قضى خمسًا وعشرين سنة في طلب العلم، وكان يمشي على رجليه من منفوحة الرياض خمسة كيلوات صباحًا ومساءً، وكانت دراسته على الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن سالم في الفرائض، والبخاري والترمذي والنسائي، وتفسير ابن كثير والبغوي، ومختصر الشرح للشيخ محمد. أما الوظائف التي نالها، فإنه عيّن إمامًا لجامع منفوحة في سنة 1340هـ، وفي 1345هـ عيّن عضوًا في هيئة الأمر بالمعروف في منفوحة، وفي عام 1356هـ عيّن خطيبًا في الجامع المذكور، ومرشدًا في منفوحة ومفتيًا. ولما أن كان في هذه الوظائف لم يمنعه ذلك عن الاتصال بالرياض يوميًا، وإنا لنقدر للشيخ مجهوداته ونمتدحه ونثني عليه، ونسأل الله له الإثابة ذلك بأنه رجل طيب متواضع، دمث الأخلاق، واجتماعي. ولما أن كان في سنة 1365م عين قاضيًا في الخرج في السيح فاستمر يزاول مهنة القضاء أربع عشرة سنة تقريبًا، ثم إن الحكومة -أيَّدها الله - رأت العطف عليه بإحالته إلى التقاعد، وذلك في شهر شعبان سنة 1379 الآتية، وبعد ذلك استمر في التدريس في الخرج والإمامة في الجامع، والخطابة فيه، فكان مستمرًا في هذا العمل، والشعيبي من قحطان كما في جمهرة أنساب الأسر للشيخ حمد الجاسر - رحمه الله - 1/ 411 .
2) سماحة الشيخ العلامة عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حسين بن حميد، من بني خالد، والد معالي الشيخ د. صالح بن حميد - حفظه الله -، ولد في بلدة معكال في أواخر عام 1329 هـ.، توفي والده وعمره سنتان، ثم في السنة التي تليها أصابه الجدري فأفقده بصره، ثم في سنته السادسة توفيت والدته، فأدخلته عمته في كتَّاب الشيخ علي بن صالح المديميغ - من أهالي الرياض- فحفظ القرآن الكريم، تزوج أخوه «عبد العزيز» في أول شبابه وتوفيّ وزوجته حامل فأنجبت صبيّا وسميّ «عبد العزيز» على اسم أخيه فقام الشيخ ابن حميد بتربيته وهو شاب. ثم تعلّم التجويد على يد عبد الظاهر أبو السمح إمام المسجد الحرام في مكة المكرمة، كما تتلمذ على عدة شيوخ منهم: قاضي الرياض في وقته صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، وفي النحو على يد حمد بن فارس (ت: 1345 هـ، والشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ والشيخ سعد بن عتيق ولازم مفتي الديار السعودية محمد بن إبراهيم آل الشيخ وغيرهم. عيِّن قاضياً في الرياض، ثم نقل إلى قضاء سدير، ثم إلى القصيم، ثم عين رئيساً للرئاسة العامة للإشراف الديني على المسجد الحرام، عيَّنه الملك خالد- رحمه الله - رئيساً للمجلس الأعلى للقضاء، وعضواً في هيئة كبار العلماء، ورئيساً المجمع الفقهي وعضواً في المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي. توفي الشيخ ابن حميد - رحمه الله - في يوم الأربعاء العشرين من ذي القعدة عام 1402هـ/ 1982م في مكة المكرمة، وصُلي عليه في المسجد الحرام وطُبعت كتبه وفتاواه في مجموع كما أن له موقعاً يحوي إنتاجه الصوتي والمقروء.
3) ومن علماء معكال:
الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح بن حمد آل فريان - رحمه الله - من بني هاجر، ولد في سنة 1344 هـ، وحفظ القرآن في الصغر. ودرس على الشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ عبد العزيز أبوحبيب الشثري -رحمهما الله - وغيرهم. برز في العلم والدعوة وأسس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في الرياض بدعم من الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - وترأسها من عام 1382هـ وحتى وفاته فعاش نصف قرن في خدمة كتاب الله وتعليمه ونشره، وكان إمام وخطيب جامع آل فريان في معكال من نصف قرن من الزمن، وتوفي في 7 رجب 1424هـ، وقد جمعت كتبه ورسائله في مجلد كبير - رحمه الله.
4) ومن فضلاء بلدة معكال الشيخ علي بن ناصر بن نوح - رحمه الله - وهو من بني حنيفة، ومن تلامذة الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - ومن زملائه سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ - متعه الله بالصحة والعافية، وسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - وغيرهم كثيرون. درس بمعهد إمام الدعوة وتخرج من كلية الشريعة في الثمانينات الهجرية وقام بالتدريس بمعهد الكريمات لأنه كفيف البصر حتى قبل تخرجه. وطالباته يذكرنه كثيراً مثل الدكتورة خيرية السقاف والدكتورة فريال كردي وغيرهما. أسهم الشيخ علي - رحمه الله - باعتباره كفيفاً وعالماً - في إمامة صلاة التراويح لعدد من الأميرات في قصورهن منهن سمو الأميرة والدة الأميرة جوزاء ابنة الملك سعود بن عبدالعزيز - رحمه الله - وسمو الأميرة حرم سمو الأمير فهد بن محمد بن عبدالعزيز - رحمها الله - ثم كان يصلي بسمو الأميرة نوف بنت عبدالعزيز - متعها الله بالصحة والعافية وسمو الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز - رحمها الله- وكنت أزوره في حي سلطانة وأصلي معه، وأستمع لنصحه، وكان لطيف المعشر، حسن الخلق، وابنه الشيخ فهد زاملني في سابك أثناء تدربي فيها سنة 1417هـ ونعم الابن ونعم الابن ونعمت الأسرة. وقد توفي سنة 1434هـ، وقد ترجم له معالي الدكتور فهد السماري في صحيفة الرياض على الرابط: https://www.alriyadh.com/863897
وترجم له الدكتور فهد السويدان في صحيفة الجزيرة على الرابط: https://www.al-jazirah.com/2017/20170309/wa2.htm ووالده الشيخ ناصر ابن نوح - رحمه الله - ممن شارك في التأسيس في السبلة وغيرها كبقية أسرته وأسر الرياض والعارض عموماً.
ومن فضلاء أسرة آل نوح ومنهم المؤرِّخ الفاضل الأستاذ عبدالله بن علي ابن نوح، له مقاطع في اليوتيوب ومساهمات في بيان تاريخ بلدة معكال وتوضيح معالمها وقد أفدت منها في هذا المقال. ومن فضلاء آل نوح الدكتور عبدالعزيز بن علي بن نوح - المستشار في الديوان الملكي وإمام وخطيب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله - تدرج في طلب العلم في جامعة الإمام حتى حصل على الدكتوراه، وجالس وحضر دروس العلماء في الرياض ومكة وغيرهما، وتدرج في العمل في التعليم حتى الجامعي، وشارك في الدعوة بالكلمات والمحاضرات والخطابة، وله مشاركات في الإعلام المرئي والمسموع والمقروء. ولأسرة آل ونوح تاريخ حافل قديم، ويمكن الرجوع إلى كتاب الحياة العلمية في مدينة الرياض للدكتور راشد العساكر ص 178، 181، 247، 250، 259، 565، 668، 791 .
وصية ثاقبة بنت راشد بن رميزان -رحمها الله - سنة 1257هـ وهي وصية زوجة عبدالله الشعيبي في حوطة عبدالله الشعيبي في مزرعة الشعابا الفويتية في معكال.
بسم الله الرحمن الرحيم
يعلم من يراه بأن ثاقبة بنت راشد بن رميزان أوصت بأن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق وأن النار حق وأن الساعة لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور وأوصت بأن في غلة نصيبها من الفويتيه على كل سنة والوكيل عليها عيالي فإن احتاجوا عيالي تصرف إليهم وأوصت لولدها حسين بريالين لأنها قد أعطت إخوانه وأوصت با... الذي تحت الصفرية تقسم غديات في القيظ على الفقراء..
حرِّر في المحرم سنة 1257 ، كتبه شاهد به عبدالرحمن بن ناصر بن بشر، وصلى الله على محمد وصحبه وسلم.