د. فاطمة سحاب الرشيدي
تعويض نقص النفس بخداعها بزيف المظاهر لن يلبس الشخص ثوب الاحترام، مشهد تلوث اجتماعي يتكرر في عدة أشكال منها:
- التشبث بالماديات في الشكل الخارجي وأسلوب الحياة حتى وإن كان تحت مظلة (تقليد درجة أولى) أو تكبد غلبة الدَّين لأجل شراء سلعة ما أو سفرة لبلد ما الهدف منها تصوير يوميات سناب شات تخفي وراء كواليسها المرَّ من الخبايا وسوء المنقلب.
- سعار الشهرة والتهافت على بقعة الضوء، بتقنع بوجوه متعددة تناسب كل موقف على حدة (بمرونة ولياقة عالية على سرعة تبديل الأقنعة) يزين ذلك تملق ذميم لكنه يصنف بلغتهم أنه (تسيير أمور).
- أخطبوط علاقات اجتماعية متناقضة فيما بينها بل ومتناقضة معه هو شخصياً ولكنه يتلاعب بكل ميدان منها على ذراع مختلف ومنفصل عن بقية الأذرع، ورأس الأخطبوط يتلون لكل ذراع بما يتطلبه, أيضاً تحت مظلة (بستفيد منه لذلك بعطيه على جوه).
- تكمن الخطورة العظمى فيما نراه منتشراً ومألوفاً بل ومقدساً جداً من الغالبية من أفراد المجتمع، ألا وهو من يسمي نفسه أو تسمي نفسها (مستشار/ة أسرية ومدرب/ة معتمدة) فتفتح الحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي والأرض خصبة للبثوث الحية لتقديم الاستشارات النفسية والاجتماعية والحلول الذهبية لكل معضلات الأسر, وبضاعتهم ليست كاسدة فقط في هذا المجال ولكن أصدق مايقال عنها إنها مغلوطة بل ونتائجها خطيرة ومدمرة للأسرة, فنسمع في بثوثهم التي تكاد تكون مستمرة على مدار الـ - 24 - ساعة ما يجانب العلم والصواب, ودورهم فيها أن يعطي كل صاحب استشارة مايريد أن يسمعه فيخرج سعيداً مبتهجاً متهلل الأسارير ويثني على المستشار/ة بأنه حلال العقد ونابغة الزمان, موضوعهم يجب الالتفات إليه وتقنينه وتحديد عملهم بضوابط نظامية تحد من أنشطة قد يكون خطرها أعظم من نفعها.
ختاماً، يجب على الإنسان أن يعيش كما هو، دون تقنع أو زيف أو تشبث بحياة وهمية تسر الناظرين لكنها في الحقيقة تحزنه من الداخل بخسائر مادية أو معنوية لا يعوضها التجمل لإبهار الآخرين.
والنصيحة والمشورة أمانة نحن مسؤولون عنها أمام الله حيث لا تغني الأرباح المادية والشهرة والوصولية حينها من الله شيئاً.
**
- أستاذ علم النفس التربوي