محمد الخيبري
استيقظ الوسط الرياضي السعودي على دوي أكبر صفقة بتاريخ كرة القدم بالعالم والتي أُبرمت مع الظاهرة الكروية العالمية الأسطورة البرتغالية «كريستيانو رونالدو» بعقد «ملياري» هو الأضخم في التاريخ..
هذه الصفقة العملاقة التي استحوذت على الاهتمام العالمي على الأصعدة كافة والتي كانت لها أصداء ونقلات نوعية أثرت على منطقة الشرق الأوسط إعلامياً وجماهيراً على وجه الخصوص..
حضور نجم بحجم «الدون» إلى الأجواء الكروية السعودية أمر إيجابي وله فوائد فنية ولوجستية بغض النظر عن ردات الفعل المؤيدة أو المعارضة..
وأتوقع شخصياً أن تتبع هذه الصفقة صفقات أخرى نوعية مماثلة ولأندية أخرى، وستكون تلك الصفقات ذات أصداء وتبعات إعلامية وجماهيرية وقد تتجاوز أحداثها أحداث صفقة كريستيانو رونالدو..
وما يعكر ذلك الحراك الكبير والقفزات النموذجية بالرياضة السعودية هو عدم الشفافية من وزارة الرياضة واتحاد القدم ونادي النصر على وجه الخصوص حول القيمة الأساسية للعقد والجهة الممولة لهذه الصفقة الكبيرة والهدف الأساسي من حضور نجم كبير جداً شارف على نهاية مسيرته الرياضية والكروية..
صمت البيانات الرسمية من الأطراف المعنية بمنزلة إعطاء المجال للتأويل وتناقل الشائعات التي تمس العدالة والنزاهة التي بدأت إرهاصاتها تظهر عبر وسائل التواصل الاجتماعي خصوصاً من المنتمين للأندية المنافسة لنادي النصر..
وستستمر تلك التأويلات وعمليات تأليب الرأي إن استمر الصمت الرسمي وسيزداد ذلك إن أُبرمت صفقات كبيرة أخرى بحجم صفقة الدون ولأندية أخرى غير النصر..
وعلى الرغم من المبالغة الكبيرة في مبالغ العقود المتداولة إلا أن الشفافية مطلوبة ويحتاجها الوسط الرياضي كي يتعاطى مع تلك الصفقات بالشكل النموذجي والذي لا يمس كيانات الأندية ولا يخدش سمعة مسيري رياضتنا..
الشفافية قد تجيب على بعض التساؤلات وتحل تعقيد بعض المسائل المالية التي تتعلق بالربط المنطقي بين ضخامة قيمة العقد مع تاريخ النجم وما تبقى من عمره الافتراضي كلاعب يركض بالملاعب وبين مستوى عطائه الفني والفائدة الفنية للفريق وما يقدمه لرياضة الوطن..
أيضاً ارتباط هيئات سعودية أخرى بجانب وزارة الرياضة واتحاد الكرة في تلك العقود وهو أمر إيجابي إن استغل هذا العقد الكبير بالشكل المطلوب..
ورغم كل هذا الدعم وكل هذا التفاؤل إلا أن هناك أجندة مهمة لابد من الإفصاح عنها حتى لا ندع هناك مجالاً للتأويل وإغلاق باب التشكيك نهائياً..
ولتتغير بعض القناعات والآراء التي وضعت هذا الدعم تحت بند «الهدر المالي» وأن هذه الصفقات «مجهولة» المصدر أتت لنادٍ بعينه دون بقية الأندية..