الثقافية - علي القحطاني:
كانت بدايات الأستاذ عبد الرحمن بن فيصل بن معمر في صحيفة الجزيرة عندما كانت صحيفة أسبوعية وتبنى قلمه الشيخ عبد الله بن محمد بن خميس مؤسس، صحيفة الجزيرة بدأ إصدارها في عام 1379هـ /1959م مجلة شهرية، وتسلّم رئاسة تحريرها بعد الأستاذ عبد العزيز السويلم بعد تحويلها إلى مؤسسة صحيفة تصدر عنها صحيفة الجزيرة وفي لقاء لـ»الثقافية الجزيرة» تحدّث الأستاذ عبد الرحمن بن معمر عن التحديات والصعوبات الذي واجهها في تجربته في رئاسة التحرير لصحيفة الجزيرة في الثمانينات الهجرية، وانتقاله لوكالة الأنباء السعودية، وملازمته رواد ذلك العصر؛ الأستاذ أحمد عبدالغفور عطَّار والأستاذ عبدالقدُّوس الأنصاري..الذي أثرت تجربته الإبداعية، وتأسيسه «دار ثقيف» للنشر والتأليف بمشاركة الأستاذ عبد العزيز الرفاعي وقيامهما بإصدار المجلة الدورية «عالم الكتب»، كما أبان الأستاذ عبد الرحمن بن معمر عن انشغاله حاليا بتسجيل مذكراته من خلال التسجيل الصوتي، ويعينه على كتابتها ابنه الأستاذ بندر بن عبد الرحمن المعمر وكانت خاتمة اللقاء معه بالوقوف على آخر كتبه الذي أصدرها حول أدب الظرف والطرافة والعشق والجمال وهما «المضيفات والممرضات في الشعر المعاصر» و»البرق والبريد والهاتف وصلتها بالحب والأشواق والعواطف».
(البدايات)
* بداياتك كانت في صحيفة الجزيرة وتبنى قلمك الشيخ عبد الله بن محمد بن خميس، تشجيعاً، ودعماً؟
- كانت بدايتي في (مجلة الجزيرة الشهرية) التي كان يصدرها الشيخ عبدالله من منزله في حي الفوطة بالرياض، وقد تمرنت وتمرست في هذه المجلة، وكان الشيخ عبدالله له الفضل في التشجيع والتصويب والتهذيب.
(التجربة)
* حدثنا عن تجربتك في رئاستك لصحيفة الجزيرة في الثمانينات الهجرية، ومن ضمنها التحول من صحافة الأفراد إلى صحافة المؤسسات وما هي المصاعب الَّتي كانت في تلك الفترة؟
- تسلّمت رئاسة التحرير بعد الأستاذ عبدالعزيز السويلم الرئيس الأول للتحرير، وكانت تصدر أسبوعية، وقد سارت الأمور في الأشهر الأولى رخاءً حيث أصاب، ثم بدأت بعض المصاعب، مثل: الطباعة في مطبعة بالأجرة لا تملكها الجزيرة في حي المرقب بالرياض، وكان يزاحمنا في الطباعة صحيفة الدعوة وصحيفة الرياض ومجلة اليمامة، وعليك أن تتصور مطبعة بالأجرة يتنافس عليها أربع صحف، كل يريد أن يطبع الأول. وكذلك عليك أن تٌرضي أكثر من 25 مساهمًا، كل يريد أن يأتي بمقال له أو لصديق له. هذه بعض المتاعب، ثم هناك شيء في الإدارة، وهو ازدواجية المسؤولية بين التحرير والإدارة وما بينهما من حساسيات وتداخلات.
(رئيس التحرير)
* بعد تركك لرئاسة التحرير بالجزيرة التحقت بوكالة الأنباء السعودية إبان تأسيسها وعينت «كبير المراسلين».. صف لنا تلك المرحلة؟
- كان وزير الإعلام في تلك الفترة الشيخ إبراهيم العنقري خلفًا للأستاذ جميل الحجيلان، وقد رغب إلي أن انضم إلى وكالة الأنباء، وقد عملت فيها فترة من الزمن سعدت بمعرفة كثير من الزملاء والأصدقاء، ثم شعرت أنني لا أصلح موظفًا حكوميًا، وكان عندي حنين إلى الطائف حيث نشأت وأحببت، فاستقلت من الوظيفة وشكرت من اختارني لها.
(الصلة والملازمة)
* كان لك ملازمة واستفادة برواد ذلك العصر مثل الأستاذ أحمد عبدالغفور عطَّار والأستاذ عبدالقدُّوس الأنصاري، وغيرهما من الشَّخصيَّات الأخرى. ماذا أفدت من تلك الصلة والملازمة؟
- وهذا من الأسباب التي رغبتني بالتعجيل للعودة للطائف، لأكون على صلة بهذين العلمين اللذين استرحت لصحبتهما واستفدت من مجالستهما وتتلمذت عليهما.
(دار ثقيف للنشر)
* الأستاذ عبد العزيز الرفاعي تعتبره الأب الروحي لك وترى أن الأب الروحي امتداده الفكري أكثر من الأب البيولوجي -كما جاء في لقائك التلفزيوني- وقمت بتأسيس دار ثقيف للنشر والتأليف مع الأستاذ الرفاعي، كما أصدرتما «مجلة عالم الكتب» كيف تقرأ تلك التجربة؟
- الأستاذ عبدالعزيز الرفاعي كما قلت أنت في سؤالك «أب روحي» وكل من يعرفه يؤمّن على هذا الكلام، لرجاحة عقله وحسن تعامله وسعة ثقافته. وقد تتلمذت في مدرسة أخرى، وهي الخميسية الشهيرة التي كان يحضرها أساطين البيان وكبار أساتذة الجامعات وغيرهم من علماء الأزهر والسفراء والوجهاء.
لقد كانت (دار ثقيف) و (مجلة عالم الكتب) من أفضل التجارب التي مررت بها والشراكات التي دخلت فيها؛ لأن الطرف الآخر في المشاركة شخص فاضل عاقل يُشعرك بالأبوّة والحميمية وعدم التميّز والفوقية.
(تونس)
* أقمت في «تونس» فترة من الزمن، وسبقك إليها الشاعر طاهر زمخشري، ولا شك أنها فترة غنية بالأدب والثقافة والنشر، فكيف كانت تلك الفترة، وماذا تمثل لك؟
- تمثل مرحلة من أمتع مراحل الحياة؛ فإنها كفصل الربيع في العام، وقد كسبت فيها مكاسب كثيرة في التعرف على عدد من أعلام تونس الذين استفدت من مجايلتهم ومجالستهم وأحسست بإضافات أخرى وسّعت مداركي وأنضجت تجربتي.
(المذكرات)
* ابنك الأستاذ بندر يعينك على كتابة ذكرياتك من خلال التسجيل الصوتي، متى يتم تفريغ تلك الصوتيات وإصدارها في كتاب؟
- أنا حريص على إكمال هذه الذكريات، ولكن كلما قلت شيئًا استدعت الذاكرة أشياء أخرى، فيجب التأني وعدم التعجل حتى لا ينسى الإنسان شيئًا مهمًا منها.
(في أدب الظرف والطرافة والعشق والجمال)
* أصدرت كتابين في أدب الظرف والطرافة والعشق والجمال وهما «المضيفات والممرضات في الشعر المعاصر» و»البرق والبريد والهاتف وصلتها بالحب والأشواق والعواطف» وأعدت طباعتهما وأضفت إليهما الكثير، ما سر اهتمامك بهذا النوع من الأدب؟
- اهتمامي بهذا النوع من الأدب عائد لمزاجي وطبيعتي في حب الفكاهة وصنع الابتسامة ورواية الطرائف، فأنا أكره التجهم والعبوس وعد الحاجبين و(الوقار المصطنع) وقد ذكرت أكثر من سبب في المقدمة فارجع إليها إن شئت.
** **
@ali_s_alq