في الصيف الماضي سمعنا عن حالات وفاة بسبب اشتداد الحرارة بشكل لا سابق له في أوروبا، وأغلب المتوفين كانوا من كبار السن وعدد قليل من الشباب، واليوم نسمع عن الوفيات بسبب البرد، ليس فقط في اوروبا، بل في الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً.
وقد يتسآئل البعض لماذا يموت الأوروبيون من شدة الحر أو البرد؟ وخلف هذه الوفيات هناك عدة أسباب أولها أنظمتهم المنزلية، فطريقة بناء منازلهم بحيث تكون الغرف ضيقة لتجمع أكبر قدر من الدفئ والحرارة لأن جوهم بارد بشكل عام، وهذا اعطى مفعولاً عكسياً في الصيف وفي درجات حرارة لم يعتادوا عليها مما أدى إلى وفاة البعض، كما أنهم يعتمدون شتاءً على أنظمة تدفئة مركزية تعمل على الغاز، وبعد ارتفاع أسعار الغاز لم يستطع بعضهم تشغيل المدافئ المنزلية مما أدى إلى بعض الوفيات نتيحة البرد القارس.
وإلى جانب أنظمتهم المنزلية هناك سبب آخر وهو طبيعة أجسامهم، فهم قد تكيفوا أكثر مع الجو البارد، ولذلك كانت وفيات الصيف بإعداد أكبر من وفيات الشتاء، حيث أن أجسامهم لم تتعود على تحمل درجات الحرارة العالية خصوصاً لكبار السن أو ضِعاف الصحة والمرضى.
العجيب في أمر هذا الشتاء المهيب أنه نفسه الذي صوره الشعراء والروائيين والقصاص بأجمل صورة وأبهى حلّة! وكأننا بين قطبين متناقضين حيال هذا الموسم الساكن!
** **
- نوف بنت نايف